ألقى الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، خطاباً جماهيرياً أمام الآلاف من أنصاره في مدينة فينكس بولاية أريزونا مساء الثلاثاء الماضي، مصوباً سهام انتقاداته إلى «وسائل الإعلام الكاذبة» والمشرعين الديمقراطيين، مؤكداً على إنجازات عهده «غير المسبوقة»، ومشدداً على مواصلة جهوده لتحقيق الوعود التي انتخبه الأميركيون على أساسها.
وتوقع ترامب مواصلة التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة، وارتفاع الأجور بفضل انخفاض البطالة إلى أدنى مستوياتها خلال الألفية الثالثة، مؤكداً أن ارتفاع عدد الوظائف سيؤثر إيجاباً على العلاقات بين الأميركيين من مختلف الأعراق.
تناول ترامب في كلمته التي استمرت لمدة ساعة و15 دقيقة مجموعة من القضايا المحلية مؤكداً على أن الوظائف تعود، خاصة في قطاع الصناعة، وكرر وعوده بأن الولايات المتحدة «ستشتري منتجات أميركية وتوظف أميركيين».
وتحدث ترامب عن أهمية انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق الشراكة عبر الهادئ، واصفاً إياها بـ«الكارثة»، مشيراً إلى جهود لإعادة هيكلة اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا).
ووعد الرئيس بأنه سيعمل على خفض الضرائب على الأميركيين، مؤكداً أنهم يستحقون ذلك، وأن الديمقراطيين في الكونغرس لا يقدمون أية خطة أو رؤية لمستقبل البلاد بل يكتفون فقط بـ«التعطيل».
كذلك انتقد ترامب، السناتور الجمهوري عن أريزونا، جون ماكين، دون تسميته، لدوره في إفشال مساعي إلغاء نظام الرعاية الصحية (أوباماكير)، كما أثنى على عدد من مشرعي الولاية مطالباً الناخبين بالإبقاء عليهم.
وانتقد ترامب ما وصفه بـ«الإعلام الكاذب» الذي قال إنه يختلق القصص ولا يملك مصادر لدعم تقاريره، مشيراً إلى وسائل الإعلام الكبرى ذات التوجهات الليبرالية والتي تسيطر على معظم الساحة الإعلامية في البلاد، والتي تصر على اتهامه بالعنصرية رغم تأكيده المستمر على أنه يعمل لصالح جميع الأميركيين بمختلف انتماءاتهم.
ولفت إلى أن وسائل الإعلام تجاهلت إداناته المتكررة للنازيين الجدد والمنادين بتفوق العرق الأبيض وجماعات «كو كلوكس كلان» إثر أحداث العنف التي وقعت في مدينة تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا.
كما شجب الرئيس أساليب العنف التي تنتهجها مجموعات «يسارية فوضوية» تعمل باسم «أنتيفا».
وكان ترامب أثار موجة انتقادات وتنديد في الولايات المتحدة بتحميله «كلا الطرفين» مسؤولية أعمال العنف التي وقعت في تشارلوتسفيل.
واتهم ترامب شبكات الإعلام بتجاهل دعوته للوحدة والحب في أعقاب أعمال العنف وقال «لم أقل أنا أحبكم لأنكم سود أو أنا أحبكم لأنكم بيض… أحب كل الناس في بلادنا».
وحمّل ترامب وسائل الإعلام الرئيسية مسؤولية «إعطاء صوت لجماعات الكراهية» ودعاة العنف، مضيفاً أنها تتغاضى عن القضايا الحقيقية التي تواجه الأميركيين مثل «عنف العصابات، وفشل المدارس العامة، وتدمير ثرواتنا بسبب صفقات تجارية سيئة من قبل السياسيين، فضلاً عن العنف ضد الشرطة».
كما تطرق ترامب إلى وعوده المتعلقة بتأمين الحدود، معتبراً أن الولايات المتحدة لطالما قامت بحماية حدود دول أخرى وتقاعست عن حماية حدودها التي استباحها المهربون والمهاجرون غير الشرعيين وتجار المخدرات. وأكد أنه من واجب الدولة توفير الأمن والحماية لمواطنيها، ومضيفاً «سنحصل على جدارنا الحدودي»، في إشارة إلى عزم إدارته على بناء جدار على الحدود الجنوبية مع المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.
ومع اقتراب معركة الميزانية في الكونغرس قال ترامب إنه سيكون مستعداً للمخاطرة بإغلاق الحكومة وما يترتب على هذه الخطوة من ضرر سياسي من أجل تأمين تمويل الجدار على الحدود مع المكسيك.
وخلال الكلمة، كان هناك تواجد كبير للشرطة حول مركز مؤتمرات فينيكس في أول جولة لترامب كرئيس في أريزونا وهي من الولايات التي فاز بها بفارق مفاجئ في انتخابات الرئاسة عام 2016.
وخارج اللقاء الجماهيري ومع تدفق مؤيدي ترامب إلى مركز المؤتمرات هتف المحتجون الذين قدر عددهم بالعشرات حسبما أفادت به وكالة «رويترز»: «عار.. عار..عار»، و«لا لترامب. لا لكو كلوكس كلان. لا لأميركا فاشية».
وقالت الشرطة إنها أطلقت القنابل المسيلة للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق محتجين ألقوا حجارة وزجاجات خارج مركز المؤتمرات الذي كان ترامب يتحدث فيه.
Leave a Reply