عقدت مراسلة صحفية من أصول يهودية وعربية مؤتمراً صحفياً في مقر «اتحاد الحريات المدنية الأميركي» في ديترويت، الأسبوع الماضي، روت فيه تجربة أليمة لها في ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١١، اثناء تواجدها على متن رحلة جوية من كاليفورنيا الى مطار ديترويت الدولي.
وقالت شوشانا حبشي (36 عاما)، وهي أميركية أمها يهودية وأبوها سعودي هاجر الى الولايات المتحدة قبل عقود، انها ما ان هبطت طائرة خطوط «فرونتير» الجوية التي كانت على متنها في مطار ديترويت حتى تفاجأت بعدد من ضباط الأمن صعدوا على متن الطائرة مشهرين اسلحتهم بوجهها قبل أن يقيدوها ويقتادوها الى زنزانة داخل احد السجون، حيث طلب منها خلع ملابسها والجلوس القرفصاء أثناء عملية تفتيشها قبل أن يستجوبها المحققون ويطلق سراحها بعد 4 ساعات من الإحتجاز.
حبشي في مقر «اتحاد الحريات المدنية الأميركي» بديترويت |
لم تكن حبشي اقترفت ذنبا غير ان حظها العاثر جعلها تجلس بجوار اثنين من المسافرين من اصول آسيوية تبين لاحقا أنهما كانا مريضين ما استدعى تناوبهما على الدخول الى مرحاض الطائرة والبقاء مطولاً بداخله ما اثار الشبهات لدى بعض المسافرين الذين قاموا بدورهم بابلاغ طاقم الطائرة، فما كان من اجهزة الأمن إلا أن اعتقلت الأشخاص الثلاثة وقامت باستجوابهم، «لا لشيء سوى انهم يحملون اسماء اثنية وعرقية مختلفة» حسبما كشفت معلومات رسمية حصل عليها «اتحاد الحريات المدنية الأميركي» بموجب قانون حرية المعلومات.
وأثناء المؤتمر الصحفي قامت حبشي، وهي أم لتوأمين نشأت في كاليفورنيا، بعرض تجربتها المريرة حيث قالت إنها لم يخطر يوماً ببالها المرور بما تعرضت له من إذلال ومهانة حيث طلب منها فتح فمها للتأكد من أنها لا تخفي فيه شيئا، ثم قام محقق بتفتيش شعرها قبل أن تزج «في زنزانة ضيقة وكئيبة بكاميرا فيديو مثبتة في أعلى باب الحمام» وقالت «كنت أصرخ في الحراس طالبة تفسير ما يجري ولكن دون مجيب».
وقد أعلنت حبشي في المؤتمر أن إتحاد الحريات الأميركي رفع دعوى قضائية باسمها في المحكمة الفدرالية في جنوب شرق ميشيغن، سيتولاها مكتب «غودمان وهورويتز» للمحاماة في ديترويت و«مكتب غوفنغتون وبيرلينغ» للمحاماة في واشنطن. ضد كل من :
شركة «فرونتير» للطيران، مطار ديترويت الدولي، ادارة امن المواصلات (تي أس أي)، شرطة المطار، سلطة المطارات في مقاطعة وين، مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، دائرة الهجرة والجمارك، وشرطة الجمارك والحدود.
وتحدثت في المؤتمر المحامية في الإتحاد الحقوقي سارة مهتا التي قالت إن انتهاك الاشخاص بادعاء حفظ الامن مسألة لا يمكن التغاضي عنها او تبريرها.. لا احد سيشعر بالامن حين تتصرف اجهزة الامن وفق المعايير العرقية والاثنية بدلا من المعايير المهنية المستندة الى الادلة و البراهين».
وأضافت مهتا «على مدى السنوات الماضية تعرض الكثيرون لما تعرضت له حبشي من المهانة وانتهاك الحقوق لا لشيء اقترفوه بل لمجرد أنهم من إثنيات وأعراق وأسماء مختلفة، هذا تنميط عرقي يعطي حقوقاً دستورية لاشخاص دون غيرهم».
يشار الى أن صحيفة «صدى الوطن» قد نشرت العديد من القصص والأحداث المشابهة كشفت خلالها انتهاكات لحقوق أشخاص على يد أجهزة أمنية لكونهم مختلفين في العرق أو الاثنية أو اللغة التي يتحدثون بها وأحيانا بسبب الملابس التي يرتدونها وكانت «صدى الوطن» قد نشرت في نيسان (ابريل) 2011 تقريرا عن امرأة من اصل روسي شن عملاء شرطة الهجرة والجمارك (آيس) غارة على منزلها وقاموا باحتجازها والتحقيق معها ظناً منهم أنها مقيمة غير شرعية، وقد تم تفتيشها امام ابنها وقد اجهشت بالبكاء وحينها قال لها أحد الضباط لتحمد الرب انه لم يطلق عليها النار.
ختمت حبشي مؤتمرها الصحفي بالقول «أود من هذه الدعوى القضائية أن استرد كرامتي المهدورة على عتبة التنميط العرقي الذي اهدر قيم العدالة والمساواة الاميركية.. فهذه ليست أميركا التي نعرفها والتي أود أن أواصل العيش فيها، فهذا التمييز العنصري لم يعد مقبولاً ولا محتملاً».
Leave a Reply