حسن عباس – «صدى الوطن»
رفع رجل يهودي أميركي من سكان مدينة آناربر دعوى قضائية أمام المحكمة الفدرالية بديترويت ضد عدد من مسؤولي البلدية والناشطين المناصرين للقضية الفلسطينية ممن واظبوا على تنفيذ وقفات احتجاجية صامتة أمام معبد يهودي في المدينة.
وزعمت القضية التي رفعها مارفن غيربر، في 20 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بأن الاحتجاجات التي ينفذها الناشطون، صباح أيام السبت، أمام الكنيس اليهودي الكائن على شارع واشطنو أفنيو، قد سببت له ضغطاً نفسياً وعاطفياً، وأنها تشكل اعتداء على حقوقه المكفولة في التعديل الأول من الدستور الأميركي، كما اتهم بلدية آناربر بالتواطؤ مع المحتجين بذريعة حرية التعبير.
ومن بين المتهمين في الدعوى، هنري هيرسكوفيتز، وهو عضو في منظمة «شهود يهود من أجل السلام»، قد دأب منذ 16 عاماً على تنظيم تظاهرات مناهضة لإسرائيل أمام المعبد اليهودي، تنديداً بالاحتلال غير الشرعي لفلسطين، ورفضاً للدعم المالي والعسكري الأميركي المستمر لدولة الاحتلال.
كذلك شملت الاتهامات، مسؤولين في بلدية آناربر، بينهم رئيس البلدية كريستوفر تايلور، ومحامي البلدية ستيفن بوستيما، ومساعدته المحامية كريستين لاركوم، ومدير الخدمات المجتمعية ديريك دالاكورت.
وشملت قائمة المزاعم اتهام بلدية آناربر بالتآمر مع المحتجين لانتهاك الحقوق المدنية لغيربر من خلال تغاضيها عن تطبيق المراسيم البلدية المتعلقة باستخدام الأراضي، إضافة إلى اتهامها بانتهاك الحقوق الدينية عبر سماحها بتنفيذ الاحتجاجات ضمن المساحات الخضراء الواقعة أمام المعبد اليهودي.
وأشارت الدعوى إلى أنه يتعين على المتظاهرين الحصول على تصريح لتنفيذ احتجاجاتهم في الأماكن العامة المحيطة بالكنيس، مشيرة إلى أن مراسيم البلدية تحظر وضع لافتات ضمن المساحات الخضراء، مع العلم بأن المتظاهرين لا يخلفون لافتاتهم وراءهم وإنما يحزمونها ويأخذونها معهم بعد انتهاء وقفاتهم الاحتجاجية.
وتضمنت المستندات المرفقة مع الدعوى صوراً للمحتجين وهم يحملون لافتات أو يجلسون بالقرب منها.
وكان من اللافت أيضاً، اتهام المتظاهرين بأنهم معادون للسامية، «لأنهم لا يحتجون على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين أمام مؤسسات غير يهودية».
وكان رئيس بلدية آناربر، قد أدان الاحتجاجات التي ينفذها هيرسكوفيتز ورفاقه، مقراً بـ«الألم» الذي تسببه لمرتادي الكنيس، ووصفها بـ«المثيرة للاشمئزاز». وكان قد أفاد لوسائل إعلام محلية في وقت سابق، بأن البلدية تتصرف وفقاً لالتزاماتها القانونية مشيراً إلى أن المدينة لا يمكنها أن تحرم السكان من حقهم في حرية التعبير.
كما عارض المحامي بوستيما –في تصريحات سابقة– التظاهرات المناهضة لإسرائيل وممارساتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني.
وتولى رفع القضية التي جاءت في 85 صفحة مارك سوسلمان، وهو محام من بلدة كانتون، كانت رخصة مزاولته المحاماة قد عُلقت في 2017 لفشله في دفع المستحقات المتوجبة عليه لـ«نقابة المحامين في ميشيغن»، قبل أن يستعيدها ثانية ويستأنف مهنته كمحام.
أما غيربر الذي يسعى إلى التقاضي أمام هيئة محلفين، فهو يتطلع إلى الحصول على تعويضات تتضمن أتعاب المحاماة، مطالباً بأي مبلغ تراه المحكمة عادلاً ومناسباً.
هيرسكوفيتز، من جانبه، كان قد بدأ بالتظاهر ضد إسرائيل بعد قيامه برحلة إلى الشرق الأوسط، حيث أصبح شاهد عيان على الفظائع الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. وقد أكد لشبكة «أم لايف» الإخبارية بأن الاحتجاجات التي يقودها لم تستهدف العقيدة اليهودية، وإنما انتقدت الصهيونية ودعم إسرائيل.
وحملت اللافتات جملاً وعبارات منددة بالاحتلال الإسرائيلي، وكان بينها شعارات، مثل: «أوقفوا المساعدات الأميركية لإسرائيل»، «لا مزيد من الحروب من أجل إسرائيل»، «أوقفوا الهولوكست الفلسطيني»، «تحكّم إسرائيل بالكونغرس يجب أن ينتهي»، «قاطعوا إسرائيل»، «لا مزيد من أفلام الهولوكست»، «قاوموا السلطة اليهودية»، «السلطة اليهودية تفسِد»، وغيرها.
وكان موقع «الانتفاضة الإلكترونية» قد أجرى مقابلة مع هيرسكوفيتز عام 2007 تحدث خلالها –بالتفصيل– عن دوافعه وراء التظاهر ضد إسرائيل. لمشاهدة المقابلة، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني: electronicintifada.com
Leave a Reply