واشنطن – «صدى الوطن»
عزز المتصدران فـي المرحلة التمهيدية لانتخابات الرئاسة فـي الولايات المتحدة، الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون، تقدمهما فـي السباق، لا سيما بعد جولة جديدة من الانتخابات التمهيدية الثلاثاء الماضي حصدا فـيها مزيداً من الأصوات والمندوبين.
فـي المجمل، تنافس المرشحون الديمقراطيون فـي أريزونا ويوتا وآيداهو على 149 مندوباً، أما الجمهوريون فتنافسوا على 98 مندوباً فـي أريزونا ويوتا فقط. وقد فازت كلينتون على منافسها بيرني ساندرز فـي أريزونا ذات الـ75 مندوباً للحزب الديمقراطي، بينما حصل ترامب على تأييد جميع مندوبي حزبه فـي الولاية والبالغ عددهم 58، متغلباً بذلك على منافسيه السناتور تيد كروز وحاكم أوهايو جون كايسيك.
ترامب معانقاً مهاجرة من أصول لاتينية في مهرجان انتخابي بمدينة توسون في ولاية أريزونا يوم السبت الماضي. (رويترز) |
وفـي حين فاز المرشحان الأقوى بالانتخابات الشعبية فـي أريزونا، إلا أنهما خسرا الانتخابات الحزبية (كوكس)، حيث فاز كروز بتجمعات الجمهوريين فـي ولاية يوتا (٤٠ مندوباً) مع استمرار معارضة قادة الحزب الجمهوري لترشيح ترامب رغم جذبه ملايين الأصوات لصالح الحزب.
أما على الضفة الديمقراطية، فقد تفوق ساندرز على كلينتون فـي تجمعات الديمقراطيين فـي يوتا وآيداهو، ليؤكد استمرار حظوظه فـي نيل ترشيح الحزب لاسيما مع تفاقم مشكلة بريد كلينتون الألكتروني حيث قام موقع «ويكيليكس» مؤخراً بتسريب عشرات آلاف الرسائل الألكترونية الواردة والصادرة عبر البريد الخاص لوزيرة الخارجية السابقة.
ورغم فوز ساندرز وكروز فـي بعض الولايات الغربية، إلا أن معادلة الأرقام تبقى لصالح كلينتون وترامب. فقد حصلت المرشحة الديمقراطية حتى الآن على تأييد ١٦٩٠ مندوباً من أصل 2383 مطلوبين للحصول على ترشيح حزبها رسمياً فـي تموز (يوليو) القادم، مقابل ٩٤٦ لمنافسها ساندرز (بإضافة أصوات كبار المندوبين/مسؤولي الحزب المنتخبين).
وفـي انتخابات الحزب الجمهوري، فاز ترامب بتأييد 739 مندوباً من أصل 1237 مطلوبين للحصول على ترشيح حزبه، مقابل 465 لكروز و143 لكايسيك، آخر منافسين لقطب العقارات فـي السباق الجمهوري.
واكتسح ترامب أقرب منافسيه فـي انتخابات أريزونا، الشعبية بحوالي ٢٥٠ ألف صوت (٤٨ بالمئة) مقابل ٢٥ بالمئة لكروز و١٠ بالمئة لكايسيك. فـيما حصلت كلينتون بين الديمقراطيين على حوالي ٢٣٦ ألف صوت مقابل ١٦٣ لساندرز.
ولدى الديموقراطيين، تغلّب بيرني ساندرز بفارق كبير على كلينتون فـي ولايتي يوتا وأيداهو، حيث حصد 78 فـي المئة من الأصوات، بينما فازت وزيرة الخارجية السابقة بـ60 فـي المئة من الأصوات فـي ولاية أريزونا التي تتمتع بعدد أكبر من المندوبين.
وأتاح الهامش الكبير للفوز الذي حققه ساندرز فـي ولايتي آيداهو ويوتا، وهو أول فوزين له منذ آذار فـي ميشيغن، للمرشح الحديث عن منعطف «كبير» فـي موقف الناخبين، معلناً عن ثقته بأنه سيحقق «مزيداً من الانتصارات». وقال ساندرز، فـي تجمّع فـي سان دييغو بكاليفورنيا، «هذه الحملة تسير بشكل جيد، وهي تولد طاقة وحماساً». وبرّر نجاحه بإقبال الناخبين الشباب ومن الطبقة العاملة. إلا أن ذلك يمكن ألا يكون سوى انتكاسة بسيطة لكلينتون. فقد حصدت الأسبوع الماضي أصوات مئة مندوب أكثر من ساندرز فـي خمسة انتخابات تمهيدية كبيرة، بينما لم يفُز ساندرز بأي انتخابات منذ ميشيغن قبل أسبوعين.
وأنهت كلينتون اليوم مع 1711 مندوباً فـي مقابل 939 لساندرز. ويبلغ عدد المندوبين المطلوب لكسب ترشيح الحزب الديموقراطي 2383.
وللتعويض عن تأخّره سيتعيّن على ساندرز أن يتغلّب على كلينتون فـي كل الانتخابات التمهيدية المستمرة حتى حزيران المقبل بهامش كبير، وهو ما يشكك فـيه فريق كلينتون.
ولدى الديموقراطيين، يوزّع المندوبون بشكل نسبي، بينما لدى الجمهوريين بعض الولايات باتت تعطي كل مندوبيها إلى الفائز بنسبة 100 فـي المئة ما يشكل دفعاً له ويسرّع عملية اختياره مرشحاً للحزب.
معركة الحزب الجمهوري مع ترامب
ورغم تقدم ترامب، يواصل قادة من الحزب الجمهوري جهودهم لمنع الملياردير النيويوركي من الحصول على ١٢٣٧ مندوباً، وهو ما يلزم الحزب بتبني ترشيحه رسمياً فـي المؤتمر الوطني للجمهوريين، المقرر بمدينة كليفلاند (أوهايو) فـي أواخر تموز المقبل.
ولا يزال ترامب يحتاج الى ٤٩٨ مندوباً للوصول للعدد الازم، وهو ما يحاول كروز وكايسيك جاهدين لتحقيقه بعد انسحاب سناتور فلوريدا ماركو روبيو إثر هزيمته الانتخابية الساحفة أمام ترامب قبل أقل من أسبوعين.
وحظي كروز الأسبوع الماضي بدعم المرشح الرئاسي السابق، جيب بوش، الذي قال فـي فـي بيان «أريدكم أن تعلموا قبل كل شيء أنني أدعم ترشيح تيد كروز للرئاسة». وأضاف أن «كروز واضح وصاحب مبدأ ومحافظ أثبت قدرته على جمع الناخبين والفوز فـي سباق الانتخابات التمهيدية، خاصة فـي المجالس الانتخابية فـي يوتا الثلاثاء».
وكان كروز قد نال أيضاً دعم ميت رومني، المرشح الجمهوري السابق الذي نافس الرئيس باراك أوباما فـي الانتخابات الرئاسية عام 2012، دعمه للسناتور المحافظ الذي يأتي ثانياً فـي السباق بعد ترامب. ورغم ظهوره مؤخراً مع المرشح جون كايسيك فـي أوهايو، كتب رومني فـي صفحته على موقع «فـيسبوك» إنه سيدعم كروز فـي ولاية يوتا، ما يؤكد جهوده لمحاولة منع فوز ترامب بمساندة أقوى منافسيه فـي كل ولاية على حدة. وأضاف رومني أن المعركة الحالية هي بين ترامب والحزب الجمهوري، واتهمه «بالعنصرية والتعصب، وكراهية الأجانب والابتذال».
ورأى أن الطريقة الوحيدة لكبح جماحه هي منعه من الحصول على العدد الكافـي من أصوات المندوبين لنيل ترشيح الحزب. والمحطات المقبلة ستكون مجالس انتخابية للديمقراطيين، السبت المقبل فـي ألاسكا وولاية واشنطن وهاواي.
وستقام الجولة القادمة من الانتخابات التمهيدية للحزبين فـي ولاية ويسكونسن، المجاورة لميشيغن، يوم الخامس من نيسان (أبريل) القادم. تليها ولاية نيويورك فـي ١٩ منه، فـيما سيقام «الثلاثاء الكبير الثالث» فـي ولايات كونتيكيت وديلاوير وماريلاند وبنسلفانيا ورود آيلاند، وذلك يوم ٢٦ نيسان القادم.
Leave a Reply