على الرغم من توقيعه على مشروع القانون، الذي يفرض عقوبات جديدة ضد كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية، انتقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الوثيقة التي وقعها بشدة. وقال ترامب، في بيان صدر عنه الأربعاء الماضي، ونشره المكتب الإعلامي بالبيت الأبيض: «لقد وقعت اليوم على قانون «التصدي لأعداء أميركا من خلال العقوبات»، وعلى الرغم من أنني أفضل إجراءات قاسية لمعاقبة وردع الأنشطة العدوانية والمزعزعة للاستقرار من قبل إيران وكوريا الشمالية وروسيا، إلا أن هذا التشريع خاسر بصورة ملموسة».
وأشار ترامب إلى أن «الكونغرس الأميركي، وفي إسراعه لإقرار هذا التشريع، أدرج فيه عدداً من البنود غير الدستورية بدرجة واضحة».
وبين ترامب أن بعد فقرات قانون «التصدي لأعداء أميركا من خلال العقوبات» تشمل مبادئ تنتهك الصلاحيات الاستثنائية للرئيس الأميركي، مبيناً أن الحديث يدور عن الحق الدستوري لصاحب البيت الأبيض في «الاعتراف بحكومات الدول الأجنبية وحدود أراضيها».
وانتقد ترامب الكونغرس الأميركي أيضاً لحرمان الرئيس من حق إلغاء العقوبات بقرار أحادي.
كما أشار الرئيس إلى أن بعض البنود الأخرى من هذا القانون «تمنح الكونغرس إمكانية لتغيير التشريع التفافا على العملية، التي ينص عليها الدستور»، مضيفاً أن بعض الفقرات الأخرى من الوثيقة «تنتهك الحق الاستثنائي للرئيس في تحديد توقيت ونطاق والمهمات للمفاوضات الدولية».
وتابع ترامب مشدداً: «إن الإدارة تتوقع أن الكونغرس سيمتنع عن استخدام هذا القانون غير الموفق لعرقلة عملنا المهم مع الشركاء الأوروبيين على حل النزاع في أوكرانيا».
واختتم ترامب بالقول إن إدارته «ستتعامل بدقة واحترام» مع بنود هذا التشريع و«ستطبقها بالتوافق مع صلاحيات الرئيس الدستورية في مجال الشؤون الخارجية».
وبعد توقيع ترامب على هذا التشريع أصبحت الحزمة الجديدة من العقوبات الأميركية ضد روسيا الأوسع نطاقا منذ العام 2014، فهي تطال، على سبيل المثال، مشروع «السيل الشمالي 2» لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، إضافة إلى إضفاء صفة القانون على العقوبات السابقة، التي تم فرضها بأوامر تنفيذية صادرة عن الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما.
كما يشمل مشروع القانون ذاته فرض عقوبات جديدة على كل من إيران وكوريا الشمالية.
وقال ترامب بعد يوم واحد من توقيعه على العقوبات الجديدة إن علاقات الولايات المتحدة مع روسيا «عند مستوى خطير للغاية هو الأدنى على الإطلاق» وألقى بالمسؤولية على الكونغرس في هذا الوضع.
وفي تصريحات أدلى بها مساء الثلاثاء، الماضي كشف وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، عن أن ترامب ذاته، وهو شخصياً، «غير سعيدين» بالقانون الجديد.
وفي أول رد روسي على توقيع ترامب على قانون العقوبات ضد روسيا قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن الولايات المتحدة أعلنت «حرباً تجارية كاملة على روسيا»، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس ترامب أظهرت أنها «عاجزة تماماً». واعتبر ميدفيديف أنه وبعد مصادقة ترامب على العقوبات ستعتمد روسيا على قدراتها الذاتية بالدرجة الأولى، مؤكداً أن الأمل بتحسين العلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة انتهى بعد التوقيع على العقوبات.
من جانبه أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد الماضي، أن موسكو لن تترك الخطوات العدائية بحقها من قبل الولايات المتحدة، من دون رد.
وقال الرئيس الروسي في حديث إلى قناة «روسيا 1»: «انتظرنا على مدى وقت طويل عسى أن تتجه الأمور نحو الأفضل، وكنا نأمل في حدوث تغير إيجابي في هذا الوضع، لكن تبين أن ذلك لن يحصل قريباً، ولذا قررت أنه يجب إظهار أننا لم نعد مستعدين لترك الأمر دون رد». وأوضح بوتين أنه سيتعين على 755 دبلوماسياً أميركياً مغادرة روسيا لكي يكون عدد الدبلوماسيين الأميركان العاملين في روسيا مماثلا لعدد الدبلوماسيين الروس العاملين في أميركا، مضيفاً أن هذا الإجراء حساس بالنسبة لواشنطن.
Leave a Reply