يوم الأربعاء في ديربورن، ليست كباقي أيام الأسبوع، فهو يوم الحسومات عند أغلبية أسواق الخضار والفاكهة التي تجذب آلاف المتسوقين من سكان المدينة والمدن المجاورة. ولهذه المناسبة الأسبوعية فوائد إقتصادية كبيرة وبالأخص للزبائن محدودي الدخل، إلا أن هناك العديد من المشاكل والنقاط السوداء التي تخيم على المشهد الأربعائي لاسيما تدهور مستوى الخدمة في تلك الأسواق إضافة الى الفوضى والزحام وعجقة السير، غير أن الأهم هو الإنتقادات لنوعية الخضار والفاكهة المعروضة للبيع في ذلك اليوم في العديد من متاجر منطقة ديربورن.
منذ شهر تقريباً نشرت لينا بزي على موقع «فيسبوك» صور خضار وفواكه من إحدى محلات ديربورن حملت تعليق «غداً (الأربعاء) هو أكبر يوم للتسوق في الأسبوع لجاليتنا دعونا نجعله الأكبر للتسوق محلياً». من بعد نشر تلك الصور تتالت التعليقات والآراء التي كان معظمها سلبياً حول ذلك اليوم.
فمثلاً علق عدنان رستم بالقول إنه مستعد لأن يدفع ضعف السعر المطلوب في حسومات الأربعاء لكي يتحاشى الإنتظار الطويل في طابور الدفع عند الصندوق.
أما وسام نجار فانتقد بشدة موظفي محلات أسواق المصطفى (غرينلاند) وخصوصاً الموظفات معتبراً أنهم يوفرون أسوأ خدمة للزبائن ووصف تعاملهم مع الزبائن بغير المحترم قائلاً «لا يقولون أهلاً ولا سهلاً أو شكراً، يشعرونك وكأنهم يصنعون لك معروفاً عندما تتسوق وتنفق الأموال عندهم». وقد جاءت أصوات داعمة (لايك) لنجار حول مقولته، فيما اتهمه البعض بأنه يقول ذلك لأن الموظفات لا يعرنه أي اهتمام، فيما أشاد آخرون يمستوى الخدمة في فرع «المصطفى» في ديربورن هايتس.
من جهتها تفاعلت «أسواق المصطفى» مع الإنتقادات على صفحة «أعضاء الجالية في منطقة ديربورن» وقالت «سوف نأخذ تلك التعليقات على محمل الجد وسيتم متابعة موظفينا بالتدريبات اللازمة لنكون واثقين من أنهم يقومون بخدمة الزبائن على الشكل المطلوب» كما أضاف الرد بملاحظة أن أسواق المصطفى هو أول متجر بدأ بفكرة حسومات الأربعاء. التي توسعت اليوم وأصبحت معظم محلات البقالة العربية تتبع وتنفذ تلك الفكرة».
البعض أيضاً يتحدث عن جودة البضائع المعروضة حيث تساءلت تيري بزي عن الكمية المحددة في بعض السلع للحصول على الحسم كعرض «25 ليمونة بدولار أميركي فقط»! تقول بزي «ماذا يفعل الزبون بـ25 حبة ليمون» فكان الرد عليها من أحد المعلقين بأن «حبة الليمون عندهم بمقياس كرة الغولف ولذلك فإن 25 حبة تعادل 10 حبات بالحجم الطبيعي»، فيما قال آخر إن خمساً منها فقط صالحة للأكل!
وبدوره، يدافع حسن قدوح ابن صاحب محلات «إيست بورن» عن متجر والده على صفحة «الفايسبوك» ويشيد بالخدمة الممتازة التي يقدمها في كل أيام الأسبوع، وحول جودة البضائع المعروضة فلا تقبل إدارة المتجر بعرض بضائع أقل جودة للتخلص منها في يوم الأربعاء عبر الحسومات.
أما بالنسبة لماذا أختير يوم الأربعاء ليكون يوم الحسومات فقد أفاد حسن أنه تم إختيار هذا اليوم الذي بدأت بفكرته «أسواق المصطفى» لأنه يتوسط أيام الأسبوع ومن أجل خلق حيوية في ذلك اليوم بسبب تمتع أيام الجمعة السبت والأحد بالحركة والإقبال للزبائن كما أن يوم الإثنين هو بداية الأسبوع.
من جانبه، يرد حسين السنجري، مدير فرع «غرينلاند» (أسواق المصطفى) في ديربورن هايتس على الإنتقادات التي تطال هذه الأسواق بالقول إنها «مسألة منافسة في السوق حيث أن الآخرين لا يستطيعون منافسة ما نوفره من أسعار، وجودة، وخدمة للزبائن، ونظافة المحل فيذهبون إلى سبل قذرة بنشر الإشاعات»، أما بالنسبة لجودة البضائع المعروضة في أيام الأربعاء فنفى السنجري أنها أقل جودة من باقي الأيام، ولكنه أرجع ذلك إلى الحالة النفسية لدى الزبون الذي يشعر بنقص الجودة عندما يرى أسعاراً منخفضة.
وعن فوائد حسومات الأربعاء يقول السنجري إن هذا اليوم يجلب الزبائن الى منطقة ديربورن، إذ قال إن كل من فرعي «المصطفى» يستقبل ما بين 2500 إلى 3000 زبون في هذا اليوم. أما بالنسبة إلى الزحام الذي يثير شكوى الزبائن فاعتبر السنجري أن هذا «أمر طبيعي.. ولكن هناك خط سريع لخدمة الزبائن الذين يتابعون عدداً قليلاً من المنتجات».
ولم يخف السنجري أن إدارة المحل تسعى لمعالجة موضوع سلوك الموظفين مع الزبائن عبر التدريب والتمرين وأحيانا الطرد من الخدمة في حال عدم التجاوب.
في المحصلة، تبقى حسومات الأربعاء تجذب آلاف الزبائن أسبوعياً، ولكن نوعية المعروضات والزحام الشديد وسوء الخدمة تمنع الكثيرين من التسوق، من هؤلاء يقول محمد عمار «أتسوق في ذلك اليوم إذا كنت متأكداً من أني سأستهلك كل ما سأشتريه من الفاكهة والخضراوات في غضون يومين، لأن بضاعة الأربعاء غالباً لا تصلح للأكل بعد يوم الجمعة».
Leave a Reply