ديترويت – توقيع الرئيس باراك أوباما هذا الأسبوع على مرسوم الهجرة الرئاسي الذي أعلنه الأسبوع الماضي يمكنه أنْ يشرِّع حوالي ٣٠٠٠٠ من المهاجرين فـي ميشيغن غير الحائزين على إقامة شرعية، وتقديم الإغاثة القانونية إلى ما يقرب من ١٠٠ الف من المهاجرين فـي الولاية الذين يعيشون فـيها بشكل غير قانوني. وقال أوباما يوم الأربعاء الماضي فـي خطاب مقتضب انه سيتجاوز الكونغرس ويأمر بقيام الإجراءات التنفـيذية التي تمنع الترحيل لما يصل إلى ٥ ملايين شخص يعيشون بصورة غير قانونية فـي الولايات المتحدة – وهي الخطوة التي انتقدها الجمهوريون ووصفوها بأنها تجاوز للسلطة الرئاسية. الرئيس أعلن عن خطته والتوقيع سيتم يوم الجمعة المقبل على الأمر الرئاسي فـي ثانوية «لاس فـيغاس» وسط أعداد كبيرة من غير الناطقين باللغة الإنكليزية.
ومن المرجح أن يكون هدف أمر أوباما التنفـيذي هو جمع الأزواج والآباء والأمهات من مواطني الولايات المتحدة والمقيمين الدائمين الذين كانوا مقيمين فـي الولايات المتحدة لعدة سنوات. كذلك يهدف ألأمر التنفـيذي الرئاسي إلى توسيع برنامج يعرف باسم تأجيل إقصاء الأطفال القادمين المعروف بـ «داكا» ويشمل الأطفال الذين جُلبوا إلى الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية من قبل والديهم. لكن كما كان متوقعاً لن يشمل القانون تقديم الإغاثة للآباء والأمهات من الشباب الذين جاؤوا بالأطفال.
المهاجرون فـي ولاية ميشيغن، من الذين لا يحملون وثائق قانونية، عددهم أصغر بالمقارنة مع ولايات أخرى مثل تكساس وكاليفورنيا، ولكنهم جزء كبير من الاقتصاد وكثير منهم يعمل فـي مجموعة متنوعة من الصناعات والزراعة والمطاعم ومحلات قطع السيارات والجنائن. وقالت منظمة «غلوبل ديترويت»، وهي مجموعة مناصرة للمهاجرين، ان أكثر من نصفهم يعملون، و٤١ بالمئة هم من أصحاب المنازل، ونحو الثلث منهم كسب نسبة ٢٠٠ بالمئة أكثر من مستوى الفقر. الإعلان الرئاسي المتوقع استجلب ردود فعل متباينة لدى المهاجرين غير الشرعيين فـي ميشيغن، مع إشادة البعض منهم لهذا الحراك فـي حين قال آخرون ان الخطوة تبقى غير مكتملة. لكن العديد منهم غير متأكد فـيما إذا كانت الخطة سوف تؤثر عليه بالتحديد. وقال خورخي غارسيا، ٣٥ عاماً، وهو منسق حدائق فـي مدينة «لينكولن بارك» الذي يمكن أن يكون مؤهلاً بموجب أمر أوباما، «انا متحمس نوعاً ما، لكني لا أعرف كيف سينطبق القرار الرئاسي الجديد على حالي. نحن لا نريد ان نعلي سقف آمالنا أكثر من اللازم».
خورخي غارسيا متزوج وله طفلان، جاء إلى الولايات المتحدة من المكسيك عندما كان عمره ١٠ سنوات، من قبل عمته، وكان والداه قد وصلا قبله فـي وقت سابق. وتمكن غارسيا من الحصول على رخصة قيادة، لكنه ووالديه يعيشون فـي الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. وقد تم ترحيله مرتين.
أدونيس فلوريس (٢٦ عاماً) من ديترويت هو أيضا متفائل بحذر حول أمر أوباما التنفـيذي. كان فلوريس يبلغ ٨ سنوات من العمر عندما هربه والداه الى أميركا عبر الحدود بعدما عبرا الصحراء على الحدود المكسيكية-الأريزونية، بحثاً عن حياة أفضل.
اليوم، فلوريس هو طالب ادارة الأعمال فـي جامعة «وين ستيت»، وهو متأهل للبقاء فـي الولايات المتحدة بشكل قانوني فـي إطار برنامج «داكا»، والذي من المرجح أن يتم توسيعه بموجب قرار أوباما. ولكن والدته، ميرابيل فلوريس (٤٧ عاماً) لا تزال غير واثقة وربما لا تتأهل للبقاء. غير أن، شعور فلوريس هو شعور فرح لأولئك الذين سوف يتأهلون بموجب خطة الرئيس، حيث قال «أنا سعيد جداً من أجل جميع الأسر التي ناضلت على مدى عقود والتي سوف تكون قادرة فـي النهاية على العيش من دون الخوف من الترحيل. هذه ستكون قوة دفع كبيرة للجالية لكنها فـي الوقت عينه سوف تحطم قلوب العديدين».
فلوريس والبعض الآخر من المهاجرين يريدون من الكونغرس تمرير إصلاح قانون الهجرة بدلاً من الاعتماد على القرار الرئاسي الذي يمكن أن ينقلب فـي عهد الرئيس المقبل.
وقال خوسيه فرانكو، ٢٧ عاماً من ديترويت وهو المستفـيد أيضاً من برنامج «داكا» إنَّ قانون أوباما «طال انتظاره». واعرب عن «نوع من خيبة الأمل لأن الكثير من الناس سوف يتم استبعادهم».
فرانكو، الذي عبر مع والديه من المكسيك إلى ولاية تكساس عندما كان عمره سنتين، يأمل أن تكون والدته مؤهلة بموجب أمر أوباما. وفـي حين ان فرانكو ليس مواطناً أميركياً، لكن لديه شقيقان حاصلا على الجنسية الاميركية ، وهذا يعني أن والدته ربما تتأهل للحصول على وضع قانوني.
فرانكو يأمل أن تتمكن والدته بعد تصحيح وضعها القانوني من الحصول على وظائف أفضل. وقال انه قبل عامين فقدت وظيفتها فـي محل قطع غيار السيارات بعد أن تبين أنها لم تكن تحمل وثائق رسمية. هناك حوالي ١١مليون مهاجر لا يحملون وثائق إقامة رسمية فـي أميركا، ٥ ملايين منهم يمكن أن تتأثر أوضاعهم القانونية بقانون أوباما، الذي جلب سخط وانتقادات حادة من قادة الحزب الجمهوري. «الإمبراطور أوباما يتجاهل الشعب الأميركي»، قال رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بيينر.
مترجم عن جريدة «فري برس»
Leave a Reply