خليل رمَّال – «صدى الوطن»
تحتاج شبكات وأنظمة مياه الشرب فـي ولاية ميشيغن، الى حوالي ١٣ مليار دولار لصيانتها وتطويرها على مدى السنوات العشرين المقبلة، كجزء من مشروع وطني عام لتجديد شبكات مياه الشرب فـي أميركا تفوق كلفته ٣٨٤ مليار دولار، والذي من المؤمل ان يتكفل بالاستمرار فـي توفـير مياه الشرب النقية للشعب الأميركي.
خزانات مصلحة مياه ديترويت في جنوب غربي المدينة. (أرشيف فري برس) |
التقديرات المالية التي وضعتها وكالة حماية البيئة الفدرالية، تأتي فـي أعقاب أربع سنوات من الجفاف التاريخي فـي ولاية كاليفورنيا، الأمر الذي أثار المخاوف بشأن امكانية استمرار توفر عنصر حياتي استراتيجي يستهين به معظم الأميركيين، وهو المياه، كما أن الولايات الغنية بالمياه وفـي مقدمتها ميشيغن، ليست أفضل حالاً حيث تعاني معظم شبكات المياه فـي المدن والضواحي من الاهتراء والتقادم.
وديترويت التي تقع فـي قلب منطقة البحيرات العظمى، مثال على ذلك، حيث اضطرت البلدية فـي العام الماضي الى تأجير مصلحة المياه فـيها لصالح مؤسسة «مياه البحيرات الكبرى» الإقليمية التي تتشكل من مقاطعات وين وماكومب وأوكلاند، بهدف جمع الأموال اللازمة لاصلاح البنية التحتية المتهالكة عبر رفع الفواتير وتحسين الجباية.
وبموجب الصفقة يستمر عقد الإيجار لمدة ٤٠ عاماً، مقابل دفع مبلغ ٥٠ مليون دولار لصالح بلدية ديترويت سنوياً.
ويتيح الاتفاق توفـير مليارات الدولارات اللازمة لإصلاح الشبكة العملاقة التي توفر الخدمة إلى ما يقرب من أربعة ملايين نسمة عبر شبكة بطول ٣٠٠٠ ميل، وتشهد الشبكة حوالي ألفـي حادثة كسر لأنبوب رئيسي سنوياً بسبب تهالك الأنابيب لاسيما فـي مدينة ديترويت.
وقال بوب دادو، نائب محافظ مقاطعة أوكلاند، وعضو مجلس إدارة مؤسسة المياه الإقليمية، «لدينا مواسير فـي الأرض عمرها أكثر من ١٠٠ عام، وهناك مواسير نمدها اليوم تحت فـي الأرض». وأضاف «لسوء الحظ، ديترويت لم تقم بالصيانة الوقائية خلال العقود الماضية ولم تعالج المشاكل قبل أن تستفحل وهذا ما نريد تغييره».
ميشيغن، التي تحتل المرتبة الثامنة بين الولايات من حيث عدد السكان، هي فـي المرتبة السابعة على الصعيد الوطني من حيث الكلفة المرسومة التي تقدرها وكالة حماية البيئة والتي تتطلب تبديل مواسير المياه ونفض المعامل ومحطات تكرير المياه.
وتتوقع مؤسسة «مياه البحيرات الكبرى» انفاق ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار على مدى السنوات العشرين المقبلة، وفقاً لخطة رئيسية أُنجزت حديثاً. وأشار دادو فـي هذا المضمار إلى ان هذا المبلغ يُضاف الى ٤٠٠ مليون تنفق سنوياً على تشغيل نظام المياه وكذلك هناك تكاليف إضافـية للصرف الصحي.
فقد قاد وليامز الجهود الشعبية لمحاربة مبادرة البلدية بقطع المياه عن المنازل السكنية التي بدأت العام الماضي. واعتباراً من حزيران (يونيو)، كان فـي مدينة ديترويت 25 ألف منزل أو مبنى تجاري متخلفـين عن الدفع، فـي حين كان هناك 32 ألفاً منخرطون فـي برامج للتقسيط الشهري.
وأكد وليامز، وهو مدير جمعية «لواء المياه فـي ديترويت»، أنَّنا «فـي ميشيغن نحن مبتلون بمجلس تشريعي غير قادر على الالتئام لإصلاح الطرق». وتساءل قائلاً «ما الذي يجعلك تعتقد أنهم سيكونوا قادرين على الإجتماع من أجل تقديم الدعم المالي لشبكة مياه الشرب».
وتبدو تقديرات وكالة حماية البيئة للكلفة المتوقعة لترميم شبكات المياه، ضئيلة مقارنة بتقديرات صادرة عن «الجمعية الأميركية لأعمال المياه»، والتي تقدر كلفة تغيير شبكات المياه التي اكل الدهر عليها وشرب على مستوى أميركا وتلبية النمو المتوقع لربع القرن المقبل، ستكون تريليون دولار!
«إنَّ المستقبل مظلم قليلاً بالنسبة لشيء أساسي وجوهري مثل الماء»، قال آدم كرانتز من شبكة «البنية التحتية المائية»، وهي جماعة ضغط تجابه التخفـيضات المقررة على ميزانية برامج المياه الفدرالية.
وترى الجماعة أن من دون تغييرات كبيرة فـي السياسة الوطنية، ستُترَك الحكومات المحلية ودافعو الضرائب لوحدهم لتأمين التمويل اللازم لإصلاح وتطوير شبكات المياه. ذلك ان المبلغ الفدرالي المرصود للإنفاق على تحسين مياه الشرب، هو مجرد نقطة فـي بحر، بحسب كرانتز.
Leave a Reply