واشنطن – في حادثة إطلاق نار جماعية هزت أمن الولايات المتحدة، تعرضت «قاعدة واشنطن البحرية»، وهي مقر قيادة الانظمة التابعة لسلاح البحرية في العاصمة واشنطن، لهجوم مسلح أدى الى مقتل 13 شخصاً وإصابة ثمانية، على مسافة كيلومترات قليلة من البيت الابيض والكونغرس.
ألكسيس |
وبعد الغموض الذي اكتنف الكثير من تفاصيل الهجوم الذي عكس درجة عالية من التخطيط، تم تأكيد مقتل المهاجم آرون ألكسيس، وتبيّن كذلك أنه نفّذ العملية وحيداً. وألكسيس هو أسود في الرابعة والثلاثين من عمره، قيل إنه اعتنق البوذية في العام 2010، ويتحدر من فورت وورث في تكساس، بحسب مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، وقد تمكن من «الدخول إلى مقر البحرية عبر وسائل قانونية» كما قال مسؤول في «البنتاغون».
ويطرح الهجوم الذي حول بعض أجزاء العاصمة واشنطن الى منطقة عسكرية، العديد من الأسئلة على مدى الأيام المقبلة، فاتحا المجال أمام مروحة من الاحتمالات حول أهدافه وطبيعته، فإنّ من بين العناصر اللافتة للانتباه هي أن الهجوم جاء بعد أقل من ثلاثة أسابيع على إصدار حكم بحق الطبيب المجند في الجيش الأميركي نضال حسن بالإعدام لقتله 13 شخصاً في «قاعدة فورت هود» العسكرية في تكساس في العام 2009.
ويعود مبنى مقر البحرية إلى القرن الثامن عشر وهو أقدم منشأة تابعة للبحرية. ويضم متحفا ومقر إقامة رئيس العمليات البحرية الأميرال جوناتان غرينارت، وهو مسؤول عن تصميم وبناء وصيانة السفن الحربية والغواصات، ويعمل بداخل «المبنى 197»، الذي وقع فيه الهجوم، حوالي ثلاثة آلاف شخص، وفقاً لخريطة نشرتها «واشنطن بوست».
وقال مصدر في وكالة أمنية ان ألكسيس كان مسلحاً، خلال الهجوم، ببندقية عسكرية من طراز «أي أر-15» وبندقية ذات فوهتين ومسدس تمكن من انتزاعه من شرطي.
وبعيد وقوع الحادثة، كشفت شركة «هيوليت-باكارد» للمعلوماتية أن مطلق النار كان يعمل خبيراً لدى شركة تابعة لها مكلفة بتحديث الانترنت لدى البحرية الأميركية ومشاة البحرية «مارينز»، ما يفسر دخوله إلى «المبنى 197» في القاعدة العسكرية. وفي حين لا يسمح بوجه عام للعسكريين بحمل أسلحة في المنشآت العسكرية في الولايات المتحدة، لكن معظم الأشخاص الذي يحملون تصاريح مناسبة لا يتم تفتيشهم بانتظام بحثا عن أسلحة.
ووفقاً لمسؤولين في البحرية الأميركية، فإن آرون ألكسيس خدم في البحرية بين العام 2007 والعام 2011 وحصلت معه «سلسلة حوادث مرتبطة بسلوكه» أثناء هذه الخدمة. وقد تم توقيفه في العام 2010 في تكساس بسبب إفراغه رصاصات مسدسه عبر سقف جارته، وفي العام 2004 في سياتل لإطلاقه النار على إطارات سيارة عامل توقف أمام منزله. وبعد خروجه من الخدمة عمل في عدد من الوظائف، بينها نادل في مطعم تايلاندي بولاية تكساس وكان يتابع دروساً في الطيران، عبر مراسلة جامعة فلوريدا.
وتحدث والده عن «مشاكل (ابنه) في ضبط غضبه» وعن اضطرابات ضغط نفسي كان يعاني منه منذ اعتداءات 11 أيلول العام 2001، بحسب تقرير للشرطة على موقع سياتل الحكومي. وذكرت شبكة «سي أن أن» أن ألكسيس اتصل في الآونة الأخيرة باثنتين من المستشفيات التابعة لإدارة قدامى المحاربين سعيا على ما يعتقد للمساعدة في حل مشكلات نفسية.
ولا تزال دوافع ألكسيس غير معروفة «وليس هناك أي سبب في هذه المرحلة يدفع إلى الاعتقاد أنه عمل إرهابي» كما قال رئيس بلدية واشنطن فنسنت غراي، لكن دون استبعاد هذه الفرضية بالكامل.
بموازاة ذلك، أعاد الهجوم الحديث كثيراً حول السماح بحمل الأسلحة في الولايات المتحدة. وقالت عضو مجلس الشيوخ الديمقراطية ديان فينشتين «يجب أن يتوقف الكونغرس عن التنصل من مسؤولياته وان يواصل نقاشا معمقا حول العنف الناتج من الاسلحة النارية في هذا البلد».
Leave a Reply