خليل رمَّال – «صدى الوطن»
كشفت صحيفة «ديترويت فري برس» الأسبوع الماضي تفاصيل دراسة حديثة ستعتمد عليها بلدية ديترويت لمعالجة أزمة البطالة التي يعاني منها سكان المدينة.
وتورد الدراسة التي أجراها بنك «جي پي مورغان تشايس» بالتعاون مع مركز «القوة العاملة الماهرة» -ومقره آناربر- بعض الأوجه المعروفة لمشاكل سوق العمل فـي ديترويت ليس أقلها افتقار السكان للمؤهلات التعليمية والتدريبية لتأدية العديد من أنواع الوظائف الجديدة فـي المدينة ولاسيما فـي قطاعات الخدمات المهنية والمالية والتكنولوجية.
لكن إحدى أكثر النتائج المذهلة فـي الدراسة كانت درجة تخلُّفْ ديترويت عن ركب التدريب المهني مقارنةً مع مدن أخرى من حيث عدد الوظائف المتاحة نسبةً لعدد السكان.
ديترويت، التي يبلغ عدد سكانها حوالي ٦٨٠ ألف نسمة حالياً، لديها ٢٥٨ ألف وظيفة داخل حدودها، ووجدت الدراسة أن مقارنة ذلك مع مدينة أتلانتا، يتبين أن الأخيرة يسكنها حوالي ٤٤٨ ألف نسمة ولكنها تحوي على أكثر من ٨١٨ ألف وظيفة وسط المدينة.
«من المهم أن نفهم أن ديترويت تنهض من جديد بعد حقبة هروب الاستثمارات» قال تشونسي لينون، رئيس مبادرات القوى العاملة فـي بنك «جي پي مورغان تشايس»، التي مولت الدراسة كجزء من مبادرة خماسية بكلفة ٢٥٠ مليون دولار تهدف لغلق الفجوات فـي المهارات العمالية فـي جميع أنحاء مدن العالم. وكان بنك تشايس قد التزم أيضاً باستثمار مبلغ ١٠٠ مليون دولار للإسهام فـي الانتعاش الاقتصادي فـي ديترويت.
وصدر عن الدراسة نتائج وبيانات لافتة أبرزها:
– فقط ٥٣ المئة من سكان ديترويت الذين تتراوح أعمارهم بين ١٦-٦٤ عاماً منخرطون فـي سوق العمل، وهي نسبة أدنى بكثير من المعدل الوطني البالغ ٧٥ بالمئة، وأشارت الدراسة الى أن هناك ١٦٨ ألف عاطل عن العمل فـي ديترويت، لأسباب عدة منها الافتقار إلى التعليم والتدريب.
– ما يقرب من ثلثي سكان المدينة ينتقلون يومياً إلى خارج المدينة للعمل، فـي حين أن ٧٥ بالمئة من وظائف المدينة يؤديها أشخاص يعيشون خارج ديترويت.
– أكثر من نصف سكان ديترويت ليس لديهم شهادة الثانوية العامة او ما يعادلها مثل شهادة «جي إي دي» (GED) فـي حين أن ٦٢ بالمئة من الوظائف تتطلب التدريب والتعليم المهني أو شهادة علمية لمدة سنتين أو أربع سنوات.
البلدية تضاعف جهودها
نتائج هذه الدراسة سوف تستخدم من قبل رئيس البلدية مايك داغن و«مجلس تنمية القوى العاملة» -وهو مجلس شكلته البلدية ويتألف من مجموعة من كبار القادة الصناعيين فـي المدينة- كحافز من أجل تغيير وتحسين خيارات التدريب للقوى العاملة فـي ديترويت.
وكان داغن قد أعاد بناء هيكلة المجلس فـي الخريف الماضي، وقام بتجنيد رؤساء كبرى الشركات فـي مترو ديترويت، بما فـي ذلك «فورد» و«جنرال موتورز» و«فـيات كرايسلر» و«مركز ديترويت الطبي» و«روك ڤينتشر» و«دي تي إي»، جنباً إلى جنب مع النقابات العمالية والمؤسسات الخيرية.
وقال داغن يوم الجمعة الماضي إنه تم إحراز تقدم فـي معدل البطالة منذ توليه منصبه، من خلال تراجع معدل البطالة الرسمي فـي المدينة إلى ١٠.٧ بالمئة فـي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وذلك بعد ان وصل الى ذروته عند ٢٢ بالمئة فـي ٢٠٠٩، وذلك بعد إضافة ثمانية آلاف فرصة عمل فـي المدينة خلال السنوات الماضية.
وأضاف داغن «هذا تقدم مهم، ولكن لا يزال لدينا الكثير للقيام به، لاعادة المدينة (إلى سابق عزها)، نحن بحاجة إلى وظائف، ومن ثم فإننا بحاجة إلى تدريب سكان ديترويت لشغل تلك الوظائف».
وأعرب داغن عن اعتقاده «المتحفّظ» بأن المدينة ستتمكن من إضافة أربعة الى خمسة آلاف فرصة عمل سنوياً خلال العقد المقبل أو ما يقرب من ذلك، وهذا تطور عن العقود السابقة من التدهور وهروب الاستثمارات.
وذكرت سيندي باسكي، الرئيسة التنفـيذية لشركة التوظيف «ستراتيجيك ستافـينغ سوليوشن» والرئيسة المشتركة لـ«مجلس تنمية القوى العاملة» البلدي ان أعضاء المجلس ملتزمون ببذل كل الجهود بما فـي ذلك «توفـير المنح المالية وغيرها من الموارد المتاحة لبرامج التدريب المهني للعمال البالغين وفرص التوظيف الصيفـي للشباب بحيث يتعلمون ما يلزم للوصول الى وظائف بأجر لائق».
وأردفت باسكي ان «مجلس تنمية القوى العاملة» يقوم بفحص ٣٠٠ من القيمين على التدريب الوظيفـي فـي جميع أنحاء المدينة، ابتداء من منظمة «ديترويت للتوظيف» إلى الكليات والجامعات، ومعرفة كيفـية التنسيق بينهم لكي يتماشوا معاً بشكل أفضل بحيث يتم تدريب السكان على الوظائف الجديدة».
وأضافت «نعتقد ان لدى الديترويتيين فرصة لإزالة الحواجز والحصول على التدريب اللازم للحصول على وظائف جيدة، ونحن ملتزمون أمامهم بالقيام بهذا. نحن بحاجة لوضع ١٠٠ ألف ديترويتي فـي وظائف مناسبة ونحن ملتزمون بهذا التعهد وبجعله يعمل على المدى الطويل، سنة بعد سنة».
وظائف وفرص
وكانت إعادة هيكلة «مجلس تنمية القوى العاملة» واحدة من إنجازات داغن الكبيرة لمعالجة مشكلة البطالة المستمرة فـي ديترويت. وتشمل الجهود الأخرى:
– جذب شركات جديدة وتوسيع أخرى قائمة منها، مشروع بناء مجمع «ريد وينغز» الذي يوفر ٨١٠٠ وظيفة بناء و١١٠٠ وظيفة دائمة، وتوسيع شركة «ساكثي» للسيارات مما أدى لخلق ٦٥٠ فرصة عمل جديدة، والإبقاء على ١٥٠٠ وظيفة توفرها شركة «آلي فايننشال» التي قررت الانتقال من مركز «رينيسانس التجاري» فـي الداونتاون إلى مركز «ديترويت وان سنتر» بدل الانتقال الى الضواحي كما كان مطروحاً.
– افتتاح مؤسسات تجارية صغيرة وخطط لبناء مشاريع سكنية منها «مشروع اورليانز» على ضفة النهر (ريڤرفرونت)، وإنشاء مشروع سكني وتجاري جديد فـي حي «براش بارك» وإعادة تطوير «مركز بروستر-ويلر» الاجتماعي الترفـيهي.
– خلق فرص عمل للشباب حيث حصل أكثر من ٥٦٠٠ من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٤-٢٤ على وظائف صيفـية من خلال مجموعة «تنمية المواهب الشبابية فـي ديترويت» التي تهدف لخلق ٨٠٠٠ وظيفة صيفـية هذا العام. للمزيد من المعلومات الرجاء زيارة الموقع على الإنترنيت
www.gdyt.org.
– تحسين النقل العام. فـي وقت لاحق من هذا الشهر، من المتوقع ان تستأنف البلدية خدمة الحافلات العامة على مدار ٢٤ ساعة يومياً على شوارع وودورد وغراشيت وغراند ريڤر وغيرها، وتوسيع نطاق الخدمة على عشرات الطرق الأخرى الفعالة.
– عقد صفقات مع المطورين فـي مشاريع البناء الكبرى فـي ديترويت – بما فـي ذلك «ملعب ريد وينغز»، من أجل خلق وظائف للسكان، والعمل مع نقابات العمال المهرة لتدريب عمال المدينة على المشاريع الكبيرة مثل مشروع بناء جسر ديترويت-ويندسور الجديد.
– تشجيع رجال الأعمال من خلال «مبادرة موتور سيتي» وهو برنامج مدته خمس سنوات يربط رواد الأعمال وأصحاب الأملاك فـي محاولة لإنهاض المدينة تجارياً عبر شغر المحلات المهجورة بشركات جديدة أو توسيع الشركات الموجودة. للمعلومات يُرجى زيارة الموقع التالي:
www.motorcitymatch.com.
– اختارت ديترويت ٢٠ شركة فـي المدينة لا تتطلب من طالبي العمل لبيان ما إذا كان لديهم خلفـية جناية على طلبات العمل الأولية. والهدف من ذلك هو مساعدة السجناء والمدانين السابقين لايجاد عمل بعد سنوات السجن التي تخلق لهم تحديات هائلة للحصول على وظائف.
Leave a Reply