مسلسل الدم في ديترويت استمر خلال العام الماضي ولا يبدو أنه الى انحسار في العام الجديد، إذ سجلت ديترويت في العام 2012 مستوى قياسياً لمعدل جرائم القتل هو الأعلى منذ 20 عاماً. وهو ما دفع المسؤولين في المدينة الى عقد مؤتمر صحفي تعهدوا خلاله بالعمل على الحد من العنف في المدينة، ولكن ديترويت استقبلت عامها الجديد بسلسلة جرائم قتل جديدة بينها مقتل مراهق (١٦ عاماً) أثناء قيادته السيارة في الجزء الغربي من ديترويت، وطفلة (8 سنوات) تلقت طعنات قاتلة من أمها، إضافة الى مقتل سائق سيارة أجرة جديد قضى بإطلاق النار عليه في أحد شوارع المدينة، ومقتل شاب آخر وهو في طريقه الى محل للبقالة في الجزء الشرقي من ديترويت عند تقاطع شارعي وورن وسومرست.
وكشف مسؤولون في المدينة أن العام 2012 شهد ٤١١ جريمة قتل وهذا أعلى من ذروة العام 2007 حين وصل عدد الضحايا الى 392 قتيلاً بحسب بيانات مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي). ويعتبر هذا المعدل الأعلى منذ ذروة ١٩٩٣. ففي العام 2012 شهدت ديترويت 54,6 جريمة قتل لكل مئة ألف نسمة، ولكن في العام 1993 وصل المعدل الى 57,6 جريمة قتل لكل مئة ألف نسمة. أما العام ١٩٨٧ كان الأكثر دموية حيث قُتل 686 شخصاً بمعدل 63,5 لكل مئة ألف.
وكشفت البيانات الأمنية أن معظم القتلى في ديترويت عام 2012 راحوا ضحية إطلاق النار حيث قُتل 333 شخصاً بهذه الطريقة. وكان معظم القتلى من الشبان السود.
الضحية الأكبر سناً كان جوزيف لويس (84 عاماً) وهو حارس كنيسة، أما أصغر الضحايا فكان الرضيع ديرليك ميلر (9 شهور) الذي قتل اثناء الهجوم على منزله بزخات من الرصاص.
وبالنسبة لعدد الجرحى الذين سقطوا جراء حوادث إطلاق نار في ديترويت خلال العام الماضي فقد وصل الى1263 جريحاً بالمقارنة مع 1244 في العام 2011.
وعلق قائد شرطة ديترويت المؤقت تشيستر لوغان بالقول «حمل السلاح مشكلة وطنية» حلّها ليس بيد الشرطة وحدها. وقال انه سيطلب من رئيس البلدية زيادة عدد الضباط. ولدى سؤاله عن أثر خفض عديد ضباط الشرطة في المدينة قال لوغان «إذا ما اضفنا الف شرطي لا أعرف بدقة ما قد يكون أثر ذلك».
ومن المعروف أن معظم جرائم القتل في شوارع ديترويت مرتبطة بالمخدرات والعصابات، وإذا ما رغبت الشرطة بمعالجة آفة القتل عليها أولا معالجة مشكلة تجارة المخدرات، حسبما يقول الخبراء.
من جانبه قال رئيس هيئة مفوضي الشرطة في ديترويت الأب جيروم وورفيلد لصحيفة «فري برس» الشهر الماضي بان السكان في ديترويت بحاجة للوظائف وتعليم نوعي وحكومة ذات اداء أفضل حتى تتحقق مكافحة الجريمة من جذورها.
من جانبه قال رئيس بلدية ديترويت دايف بينغ «لقد فقدنا احترام بعضنا بعضاً.. لقد فقدنا احترامنا للحياة». ولكنه أضاف أنه متمسك بمكافحة الجريمة ولذلك سيحاور إدارات المدارس في ديترويت حول الدور الممكن للنظام التربوي القيام به لتخفيف حدة العنف في المدينة، مؤكداً أن الشبان الصغار يجب أن يدركوا انه في حال مواجهة مشكلة ليس بالضرورة استخدام السلاح.
وتعهد بينغ باطلاع الناس اسبوعيا على الحالة الامنية مؤكداً ان الشرطة في حاجة الى تعاون الناس معها.
وكشف مفتش شرطة ديترويت دوان بلاكمون، في المؤتمر الصحفي، أن الشرطة قتلت ثلاثة أشخاص فقط خلال السنة الماضية، مؤكداً أن عددا من جرائم القتل تمت بين اشخاص يعرفون بعضهم، وان قسم جرائم القتل الذي يرأسه اقفل 150 قضية قتل من هذا النوع خلال السنة الماضية.
النقطة المضيئة الوحيدة في بيانات العام الماضي تمثلت بتراجع أنواع الجرائم الأخرى، غير القتل، بما فيها جرائم الاغتصاب والسطو على المنازل والاعتداء. ولكن العام الماضي شهد ارتفاعاً في جرائم سرقة السيارات أو محتوياتها من 12024 حالة عام 2011 الى 12798 حالة عام 2012.
Leave a Reply