ديربورن – خاص “صدى الوطن”
يستقبل “المركز اللبناني الأميركي” في ديربورن، في هذه الفترة، طلبات الأهالي الراغبين بتسجيل أبنائهم للمخيم الصيفي الذي سيستمر لمدة عشرة أيام في لبنان. والذي سيقام بالتعاون مع وزراة الخارجية اللبنانية بهدف تعريف الأجيال الجديدة من اللبنانيين المولودين في أميركا بوطنهم، جغرافيا وثقافيا، عبر زيارة العديد من المناطق، والتعرف على الثقافة العامة والعادات والتقاليد اللبنانية، مع العلم إن المشاركة في المخيم الصيفي ستكون مجانية، وستشمل جميع المصاريف، ما عدا تذاكر السفر.
كان هذا أحد الأخبار السعيدة التي زفها رئيس المركز المهندس علي غصين، في الاحتفال الذي أقامه “المركز اللبناني الأميركي”، مساء الأحد الماضي، في صالة بيبلوس، في مدينة ديربورن، والذي خُصص لتكريم عدد من النشطاء العرب الأميركيين الذين “أقاموا الجسور بين الثقافتين العربية والأميركية، والذين خدموا مجتمع الجالية العربية خلال العشرين سنة الماضية”.
وتم في الحفل تكريم الناشط في مجال الحريات المدنية، المدير الإقليمي “للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز” (أي دي سي) في ميشيغن، عماد حمد، والزميل أسامة السبلاني، ناشر صحيفة “صدى الوطن”، في مجال الصحافة والإعلام، والحاج حسين مقلد في مجال النشاط الديني، والحاجة مريم بزي في مجال التعليم، والناشط هارولد سمحات لإنجازاته عبر تاريخه الحافل في الدفاع عن قضايا الجالية والحاج محمد طرفة في مجال النشاط الاجتماعي، والراحل جيمي خليل في مجال العمل السياسي.
وذكّر غصين في كلمته بـ”يوم المقاومة والتحرير” الذي صادف مروره الأسبوع الماضي (25 أيلول) وقال “كانت فرحتنا كبيرة بالتقاء جميع الأديان والطوائف والتيارات السياسية في ميشيغن، وفي هذه المناسبة نتذكر قول الأستاذ نبيه بري: عهدنا ووعدنا للجنوب ولبنان، هو عهد الامام المغيب موسى الصدر أن نحفظ لبنان وفي قلبه الجنوب”.
ونوّه غصين بالدور الذي لعبه النادي منذ تأسيسه، والذي وضع في صلب أولوياته تقوية علاقة اللبنانيين بوطنهم الأم، والاعتراف بإنجازات الآخرين وجهودهم في بناء مجتمعاتهم وقال: “نحن هنا نكرم الأشخاص الذين ساهموا وقدموا ومازالوا يعطون ويقدمون، منهم من رحل، ومنهم مازال مستمراً في عطائه، ونحن نكن لهم كامل التقدير لأنهم كانوا بمثابة جنود مجهولين يضحون ويبذلون في سبيل غيرهم، وكانوا كالشمعة التي تحترق من اجل أن تضيء دروب الآخرين”.
وقال “إننا أيضا كأميركيين لبنانيين نعمل على مد الجسور بين الثقافتين العربية والأميركية، وكل شيء يخدم مجتمعنا سنكون سعيدين بعمله من دون أن ننسى جذورنا”. وخاطب الحضور بالقول: “إذا لم نعرف من أين أتينا فلن نعرف أبدا إلى أين نمضي”.
وكانت الكلمة الرئيسية في الحفل للدكتور كلوفيس مقصود، السفير السابق لجامعة الدول العربية إلى الأمم المتحدة، الذي قدمه عماد حمد واصفاً أإياه “بالناشط والمثقف والمفكر الأسطورة” وبأنه “صوت الذين لا صوت لهم”.
وتطرق الدكتور مقصود إلى محاور متعددة في كلمته التي جاءت عميقة، وتحاول الإحاطة بـظاهرة “التعقيد” الذي تلف “هذه المرحلة من التاريخ” لجهة الموضوعات المعقدة التي تمس بشكل مباشر حياة الملايين على سطح الكوكب.
وأشار مقصود إلى أننا “نعيش كعرب وكبشر في لحظة حرجة، حيث العولمة تأخذ مكانها وتوفر التواصل بين جميع البشر، ولكن الذي يحصل أن التمايز والاختلاف بين المجتمعات يزداد وتتسع الهوة فيما بينها، وهو الأمر الذي يبدو في كثير من الأحيان وكأنه نوع من الفوضى”.
وأضاف “إن هذه اللحظة تتسم بالتعقيد، والتحدي الكبير أمامنا.. هو نجاحنا في نشر ثقافة الحوار بدل المواجهات والتصادمات”.
وأضاف “لدينا الكثير من المعلومات والقليل من الثقافة، وإن مهمتنا وأولويتنا أن نحول تدفق المعلومات الهائل الذي يتميز به هذا العصر المعلوماتي واستثماره وتحويله إلى معرفة مفيدة”.
وتطرق مقصود إلى الأزمات التي تلف العالم العربي، وفي مقدمتها الأزمات السياسية الناتجة عن الاحتلالات وفي مقدمتها العراق وفلسطين، وذكّر بالعذابات والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون يومياً جراء الممارسات الصهيوينة. وانتقد التعثر المستمر لتوقف عملية السلام في الشرق الأوسط، ورأى أن الحل العادل والدائم يكون بإقامة دولة فلسطينية.
كما تحدث مقصود عن الأزمات الفكرية والاجتماعية التي تعيق حركة التطور في المجتمعات العربية، ورأى أن “المواطنية” التي تجعل جميع أفراد الشعب متساوين أمام القانون بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية هي الحل الأمثل للتخلص من العصبويات والانتماءات الطائفية والجهوية التي تنخر البنى السياسية والاجتماعية في العالم العربي، والمثال الناصع على هذه الحالة هو لبنان.
جدير بالذكر أن كلمة الدكتور مقصود الطويلة تركت انطباعا خاصاً لدى الحضور لعمقها وشموليتها وصراحتها وشفافية صاحبها، الأمر الذي دفع الحاضرين إلى التصفيق وقوفاً عند نهاية الكلمة.
وفي نهاية الحفل كان هناك سحب يانصيب، وتم توزيع خمسة جوائز على الأرقام الفائزة، بقيمة تزيد بمجملها عن 1500 دولار.
Leave a Reply