ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أقام النادي اللبناني الأميركي حفله السنوي الـ22 لتوزيع المنح الدراسية، في صالة فندق “حياة ريجنسي”، مساء يوم الجمعة الماضي، بحضور حشد كبير من نشطاء وفعاليات الجالية العربية، وأهالي الطلاب المكرمين، ومسوؤولين حكوميين وممثلي مؤسسات وشركات تجارية واجتماعية وسياسية.
وبدأ الاحتفال بالنشيدين الأميركي واللبناني لصاحبة الصوت الأوبرالي صوفيا بينيديتي. وشكر المدير التنفيذي للنادي وسيم محفوظ الداعمين، شركات ومؤسسات وأفرادا، وقال: “إن النادي منذ تأسيسه كان جسرا بين الشركات والمؤسسات الداعمة ومجتمع الجالية العربية”. ونوه محفوظ “بأن المنح هي حق للطلاب المتفوقين، وهي ستساعدهم على إكمال دراستهم الجامعية، في الهندسة والحقوق والطب ومختلف الاختصاصات الأخرى، وهم سيقومون بالدور المطلوب منهم بمساعدة مجتمعاتهم بعد تخرجهم”. وأضاف “بقدر ما ندعم هؤلاء الطلاب، بقدر ما سيعود ذلك بالفائدة على كامل المجتمع”.
وقدّم عريف الاحتفال، مقدم النشرات الأخبارية على قناة “فوكس 2” رون سافيدج، التهنئة للطلاب الذين “استحقوا هذه المنح بسبب جهدهم ومثابرتهم في دراستهم” ومتوقعاً منهم “التفوق في دراساتهم الجامعية في الاختصاصات التي اختاروها”.
وعبر رئيس النادي سالم سلامة عن فخره بالطلاب الحاصلين على المنح الدراسية، ووعد بأن “البرنامج سوف يستمر في دعم الطلبة، رغم جميع الصعوبات، لأنهم يستحقون ذلك، ويستحقون ما هو أفضل”.
وقدم محافظ مقاطعة وين روبرت فيكانو الرئيس التنفيذي لسلسلة متاجر “وول مارت” في أميركا اللبناني الأميركي وليم سيمون الذي كان المتحدث الرئيسي في الحفل والذي بدوره أثنى على جهود الطلاب وتكريسهم كل إمكاناتهم لتحقيق النجاح.
وخاطب سيمون الطلاب الحائزين على المنح، وقال: “أنا أعرف ما معنى حصولكم على هذه المنح، فأنا نفسي حصلت على منحة دراسية عندما كنت بمثل عمركم، ومع أنني لم أفهم تماما ماذا يعني ذلك في تلك الفترة، لكن هذه الليلة أنتم تعرفون أن المجتمع يدعمكم، وأنا على ثقة بأنكم ستقومون برد التحية، وسوف تتصرفون بهذه المنح بالطريقة الصحيحة”.
وأشاد سيمون بدور النادي اللبناني الأميركي وبمختلف النشاطات التي يقوم بها وقال “إننا في هذا الحفل، نرى الكثير من المسؤولين والناشطين وممثلي الشركات والمؤسسات، وهذا دليل واضح على فعالية النادي واسهاماته في بناء المجتمع”.
وتحدث سيمون عن الثراء الكبير الذي تتمتع به الثقافة العربية، من قيم وأخلاقيات ومنجزات، مشيراً إلى ما تمثله تلك القيم من خلفية راسخة له، على أنه أحد اللبنانيين الأميركيين الذين يفخرون بجذورهم وبتراثهم، مثلما هو الحال بالنسبة للطلاب الحاصلين على المنح. كما تحدث عن سلسلة متاجر “وول مارت” والخدمات التي تقدمها.
ووصف دايل آفري، عميد أكاديمية “شارمن كنت” لتحليل المعلومات الاستخباراتية في وكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) بأن “المنح تعني الفرص، وهي تعني الانجاز في نفس الوقت”. وعبر آفري عن فخره وسروره بدعم احتفال النادي السنوي لهذا العام.
تقديم جوائز
وقام الدكتور ستانلي هندرسون بتقديم “جائزة التعليم والقيادة” للمربية نوال حمادة صاحبة مدارس “ستار أكاديمي” التي عبرت في كلمتها عن امتنانها “لأية مؤسسة تضع التعليم والطلاب في المقام الأول”. وأشارت بأن الجائزة ستشكل لها حافزا لها لبذل المزيد من الجهود في سبيل التعليم والثقافة.
وكانت “جائزة المبادرات الابداعية في السينما والاعلام” من نصيب الشاب وسيم بزي، العامل في “قناة الإسراء” في مؤسسة “إمام”في ديربورن. وقد قام بتسليمه الجائزة المخرج مايك مسلم، مخرج فيلم “روك باتم” الذي أنتجه تلفزيون الإسراء في الفترة القليلة الماضية.
وقال بزي “عندما تجتمع المواهب والجهود والثقافة والامكانات فيمكن إنجاز الكثير”، واضاف “إذا توفرت لي الفرصة والإمكانيات والمعدات المتطورة في هذا المجال، فأظن أنني سأحقق الكثير”.
وسلّم رجل الأعمال ومؤسس النادي علي جواد “جائزة الامتياز والإنجاز في الفنون” للفنان اللبناني راغب علامة، سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة في محاربة التلوث والتغير المناخي.
ورأى علامة في تنوع الحضور شارة واضحة إلى العلاقات الطيبة التي تجمع بين مختلف المكونات، وقال “مع كل هذه الأخبار السيئة المنتشرة في العالم، فإنه من المهم أن نحافظ على المحبة والسلام في قلوبنا، وإنه لمن لأمر رائع أن الناس من جميع أنحاء العالم يمكن أن يتلاقوا كأسرة واحدة، كما هو الأمر الحاصل هنا”. وأضاف مخاطباً الطلاب المكرمين “احلموا.. ولتكن أحلامكم كبيرة، مثلما فعلت، واعملوا بشغف حتى تحققوا أهدافكم، لأن الشغف وحب العمل هما ما سيساعدكم أن تكونوا ناجحين في الحياة”.
وتطرق علامة في كلمته القصيرة إلى “وجوب محاربة التطرف والتعصب اللذين يغزوان بعض المجتمعات وبعض الثقافات”.
وفي نهاية الاحتفال ألقى الطالب هاشم هاشم كلمة الطلاب المكرمين وشكر النادي اللبناني، مؤسسة وأعضاء، والداعمين الذين يقفون إلى جانب الطلاب ويدعمونهم في متابعة دراساتهم الجامعية رغم الظروف الاقتصادية، واعدا بأن “الطلاب سيكونون عند حسن ظن أهاليهم والداعمين لهم”. وقال هاشم “نحن هنا، كل منا يمثل ثقافته، ويفخر بتراثه، ولككنا في النهاية نمثّل أميركا، أيضا”.
واقتبس هاشم قولاً للأديب اللبناني جبران خليل جبران “قليل من المعرفة العملية المثمرة خير من كثير من المعرفة النظرية والمجردة”
جدير بالذكر، أنه بلغ عدد الطلاب الحائزين على المنح 60 طالباً وطالبة، من خريجي المرحلة الثانوية والجامعية، وقد بلغت قيمة المنحة الواحدة 1000 دولار.
Leave a Reply