فيينا – أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في تقرير الأسبوع الماضي، أن سوريا أبلغت مفتشي الوكالة أنها أجرت في الماضي اختبارات نووية في مفاعل صغير للأبحاث في دمشق، لكنها ما زالت ترفض التعاون بشأن المعلومات بأنها كانت تبني مفاعلاً نووياً.
وأوضحت الوكالة، في تقرير من أربع صفحات لم يوزع على نطاق واسع، أن سوريا “قدمت للوكالة معلومات تتعلق بنشاطات لم يتم الإبلاغ عنها من قبل لتحويل اليورانيوم ونشاطات إشعاعية” في مفاعل صغير للأبحاث في دمشق. ومن المقرر أن تجري مناقشة التقرير في اجتماع لمجلس حكام الوكالة، المؤلف من 35 عضواً، الأسبوع المقبل.
وأضاف التقرير أن دمشق تصر على أن الاختبارات كانت صغيرة ولم تستخدم فيها سوى “عشرات الغرامات من المواد النووية” وجرت عام 2004. وقال دبلوماسي بارز، مطلع على تحقيق “الوكالة الذرية” في فيينا، انه من المبكر للغاية تأكيد ما إذا كانت تلك الاختبارات ذات طبيعة علمية صغيرة بحتة، كما تقول سوريا، أو أنها كانت جزءا من بحث أوسع وأكثر شمولاً.
واعتبرت الوكالة، في تقريرها، أن سوريا لم تتعاون مع تحقيقاتها في الاتهامات بأنها كانت تقوم ببناء مفاعل نووي في منطقة “الكبر” في دير الزور، وأغارت عليه طائرات إسرائيلية في أيلول عام 2007. وأعلنت دمشق أن الموقع الذي أغار عليه الطيران عبارة عن مركز عسكري مهجور.
وقال رئيس الوكالة يوكيا أمانو، في التقرير، إن “الوصول إلى الموقع ضروري لتمكين الوكالة من الوقوف على الحقائق، وتحقيق تقدم في تحققها، وفي الوقت ذاته حماية المعلومات العسكرية وغيرها من المعلومات التي تعتبرها سوريا بالغة الأهمية”. وطلبت الوكالة السماح لها بالدخول إلى ثلاثة مواقع يعتقد انها ترتبط بموقع “الكبر”، إلا انها لم تتمكن من ذلك بعد. واعتبرت انه “بناء على ذلك لم تتمكن الوكالة من تحقيق أي تقدم في حل المسائل العالقة المتعلقة بهذه المواقع”. وأشارت إلى انه “إضافة إلى ذلك، ومع الوقت، فإن بعض المعلومات المهمة قد تتضاءل أو تضيع تماماً”.
Leave a Reply