ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تغيب معظم المدعوين لحضور الحفل الذي أقامه فريق “ديربورن ستارز” لمناسبة إطلاق الموسم الكروي الجديد، مساء الأربعاء الماضي، في صالة النادي اللبناني الأميركي، في مدينة ديربورن.وكان ملاحظاً غياب الداعمين، والمكرمين، وممثلي الفعاليات الرياضية، ومحبي كرة القدم، ولم يحضر من أعضاء النادي اللبناني إلا رئيسه سالم سلامة، في إشارة شبه أكيدة على الأزمة الحادة التي يمر بها الفريق، والتي انتهى بها المطاف، إلى حجب المساعدات المالية التي كان يقدمها النادي اللبناني للفريق الرياضي على مدى السنوات الماضية.
وفريق “ديربورن ستارز” الذي ارتبط اسمه بـ”النادي اللبناني الأميركي”، أقام حفله الأخير برعاية مؤسسة “غلوبال سرفيس” وصاحبها علي كعين، الذي كان الراعي الرسمي، ما يؤكد على عمق الفجوة بين الفريق الكروي والنادي الذي أحجم حتى عن رعاية الحفل، الأمر الذي حدا بالكابتن عباس أبو خضر إلى تبديل “لوغو” الفريق، الذي هو نفسه “لوغو” النادي، وطبع قمصان جديدة لأعضاء الفريق تحمل “لوغو” جديداً، هو الأرزة اللبنانية.
ورغم شكر الكابتن أبو خضر للنادي على الخدمات التي قدمها لـ”فريق ديربورن ستارز” في الفترات السابقة، فقد ابلغ لاعبيه وزملاءه بأن “النادي توقف عن دعم الفريق ماليا”، ولم تخلُ كلمته من العتب والإحساس بالغبن. وعدد أبو خضر إنجازات الفريق، وأشاد بجهود أعضائه، وحمّل نفسه واللاعبين الآخرين مسؤولية إثبات “أننا نستحق ما هو أفضل من ذلك”، ووعد بتحقيق بطولة الموسم الكروي القادم في محاولة لإثبات أن الفريق يستحق الرعاية الكاملة، وبغض النظر عن الظروف والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تبدو مجرد ذريعة غير مقنعة للتخلي عن الفريق.
وشكر أبوخضر داعمي الفريق وهم بالإضافة الى كعين كل من: مطعم “الأماني” لصاحبيه الحاج محمد وربيع دباجة، وشركة “رويال بتروليوم” لصاحبها عباس بيضون، و”أسواق فوردسون” لصاحبها محمد عثمان، ود. علي صبح، ومطعم “توهامس”، و”ديربورن سويت” لصاحبها حسين الخنسا.
وحملت كلمة رئيس النادي القاضي سالم سلامة نغمة دبلوماسية اهتمت بتطييب خواطر اللاعبين أكثر من اهتمامها بـ”العدالة”. وعزا سلامة السبب وراء إيقاف الدعم المالي للفريق بصعوبة الأوضاع الاقتصادية، منوهاً بأن الاهتمام الأساسي للنادي يتركز حول المنح الدراسية، التي سمتنح للطلاب المتفوقين في شهر نيسان (أبريل) القادم.
ومن المعروف أن الاهتمام والتركيز على التعليم والتحصيل الدراسي يأتي بالدرجة الأولى في الثقافة العربية وفي ثقافة مجتمع الجالية العربية في الولايات المتحدة، مع أن الكثيرين يدركون ويعرفون أن الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والخيرية تقدم منحاً للمتفوقين والموهوبين في الرياضة والفنون. فالاهتمام بالتعليم لا يتناقض مع الاهتمام بمجالات الحياة الأخرى من رياضات وفنون ونشاطات إبداعية، ولا يلغيها ولا يأتي على حسابها، ومن الضروري لنا تبديد وتغيير تلك النظرة حول الرياضة والمواهب الأخرى بأنها تضييع للوقت.
جدير بالذكر أن قيمة المنح الدراسية التي يقدمها النادي اللبناني الأميركي تبلغ 60 ألف دولار، في الوقت الذي يتطلع فيه الفريق الكروي إلى مساعدات لا تتجاوز الـ5 آلاف دولار، ولا يبدو سهلاً على الكابتن أبو خضر تأمين مثل هذا المبلغ من قبل الداعمين الآخرين بسبب الاعتقاد الشائع عند الداعمين بأن النادي اللبناني يدعم فيه الفريق مالياً بما فيه الكفاية.
ونوه سلامة “بأننا لن نتخلى عن دعم الفريق معنوياً، في هذه الفترة الانتقالية التي تم فيها تقليص ميزانية النادي، ونأمل أن يكون بإمكاننا دعم الفريق مالياً فيما بعد حين تتحسن الأمور”.
ولكن يبدو أن ثمة كلاماً آخر في الكواليس لا يريد أحد البوح به، أو على الأقل هذا هو رأي نجم الفريق اللاعب ياسر مزهر، الذي كان على وشك نيل لقب “هداف الدورة الرياضية” الأخيرة، التي أقامتها المؤسسة اليمنية الأميركية الرياضية (مايسا) قبل أن يتم إيقافه عن اللعب بقرار يعتبره أعضاء فريق “ديربورن ستارز” مشكوكاً فيه، وغير مبرر، وأنه جاء لمصلحة لاعب فريق “شباب اليمن” اسماعيل ناصر الذي أحرز اللقب. وكان مزهر متقدما على الناصر بهدف واحد قبل إيقافه في المباراة قبل النهائية برصيد 29 هدفاً.
مزهر أشار أن السبب الحقيقي وراء إيقاف الدعم المالي للفريق، يرجع إلى قرار واضح من قبل إدارة النادي، بعد أن “وصلتهم أخباراً بأن بعض لاعبي “ديربورن ستارز” يسيئون إلى أدبيات اللعبة والأخلاقيات الرياضية”.
وناشد مزهر مؤسس النادي علي جواد بإعطاء الرياضيين فرصة أخيرة لإصلاح الأوضاع وإعادة المياه إلى مجاريها، وإبعاد اللاعبين غير الملتزمين أو الذين يسئيون لسمعة الفريق أو النادي. وأكد مزهر أنه لن يلعب مع أي فريق مهما كانت الظروف، وأنه سيظل ملتزماً بفريق “ديربورن ستارز” الذي يستحق ما هو أفضل من ذلك.
اللاعب محمد حجازي الذي لعب مع فريق “النجمة” اللبناني، قال “إن الفريق حصل على الدعم الكافي من النادي خلال السنوات الماضية، وخاصة من قبل مؤسس النادي علي جواد، لكن إنجازات الفريق وبصراحة لا تتناسب مع حجم ذلك الدعم”.
ونوه حجازي “إلى أن الفريق يمكن أن يقدم ما هو أفضل، وعلى اللاعبين أن يثبتوا ذلك، لإقناع إدارة النادي بجدوى الدعم”.
Leave a Reply