ديربورن – خاص “صدى الوطن”
عقدت “لجنة الأهالي” في ثانوية فوردسون في ديربورن لقاء الجمعة الماضي لمناقشة تأثير تخفيض ميزانية التعليم على الطلاب وعلى العملية التعليمية بشكل عام، وللتشاور حول أفضل السبل لتقليل آثار الاقتطاعات المالية، وذلك بحضور نائبة رئيس المجلس التعليمي آيمي بلاكبورن، وروبرت سبريانور مدير قسم الخدمات المالية في مدارس ديربورن، والمدير الإقليمي للجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز في ميشيغن (اي دي سي) عماد حمد.
وتوجه زهاء 150 شخصا من ديربورن يوم الثلاثاء الماضي الى لانسنغ للتظاهر أمام مبنى الكونغرس في لانسنغ ومطالبة الولاية باعادة الأموال المستقطعة من الصندوق المخصص للمدارس في المدينة.
وكانت نائبة رئيس المجلس بلاكبورن قد وضعت أهالي الطلاب في صورة الأوضاع الجديدة، فقالت: “إن تقليص الميزانيات التعليمية لم يقتصر فقط على مدارس مدينة ديربورن، بل يشمل جميع المدارس في ولاية ميشيغن”. واضافت: “كنا نتوقع تقليص الميزانيات السنوية للمدارس في الولاية، بسبب الأزمة الاقتصادية، لكن حجم تلك التقليصات فاق توقعاتنا”.
وتحدثت بلاكبورن عن طبيعة الاقتطاعات وحجمها الذي بلغ حوالي 18 مليون دولارا، وأكدت أن العجز الحقيقي يصل إلى حوالي 12 مليون دولار.
وركز عماد حمد، المدير الإقليمي لـ”أي دي سي” على الآثار السلبية التي ستتركها الاقتطاعات المالية على جودة ونوعية التعليم. وقال “إن الاقتطاعات طالت جميع المدارس في كل الولايات، لكن مدارسنا هي الأسوأ حظا”، وأضاف “إن مسؤوليتنا هي أن نسمِع الحكومة أصواتنا واحتجاجنا.. ويبقى السؤال الحقيقي هو كيف نستطيع أن نؤسس لنظام تعليمي مثمر ولائق”. وصارح حمد أهالي الطلاب بأنه “ليس من الضروري أن يكون لدينا أجوبة شافية حول جميع القضايا المطروحة، ولكنني أدعوكم إلى المناقشة، وإلى المبادرة في طرح مقترحات” قد تفيد في معالجة هذه المشكلة.
ومن جهته، قال مدير قسم الخدمات المالية في مدارس ديربورن، روبرت سبريانو “إن تأثيرات الاقتطاعات المالية في ميزانيات المدارس ستكون واضحة وملحوظة، وسوف يعفى العديد من وظائفهم، وقد يترواح عدد الذين سيتم إعفاؤهم حوالي 140 معلم ومعلمة، وعشرات الموظفين في المكتبات والمخابر.. وحتى عمال النظافة”.
ونوه سبريانو إلى أن مدارس ديربورن تعاني من عجز منذ وقت سابق، ولكن الاقتطاعات الجديدة ستزيد الطين بلة.
وبالإضافة إلى حضور الأهالي في ذلك اللقاء، كان لافتا حضور العشرات من الطلاب الذين بدا عليهم القلق والتأثر، فقد قالت إحدى الطالبات: “إن إعفاء المدرسين من وظائفهم سيؤثر على الطلاب، فنحن كبرنا مع بعض المعلمات.. اللواتي أصبحن بمثابة جزء من عائلاتنا، وهؤلاء إذا ما أجبرن على ترك وظائفهم.. فإننا سوف نتأثر بشكل كبير”.
ورجا طالب آخر، جميع الأهالي والمعنيين، بضرورة التحرك والعمل السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وأخبر الحضور بأن الطلاب قاموا بتوفير 2000 دولار من مصاريفهم الشخصية لاسئتجار باصات والذهاب إلى العاصمة لانسنغ “لاسماع أصواتنا إلى المعنيين والمسؤولين والموجهين التربويين في الولاية”. وطالب الأهالي بتشكيل لجنة من أهالي الطلاب تتكون من عشرة أشخاص للذهاب معهم إلى العاصمة.
وكان واضحاً الحرج الذي وقع فيه المجتمعون، والصدمة التي وقع فيها الأهالي، إذ بدا أنه لا أحد يملك الحل، أو حتى مجرد تطمينات. وعلقت بلاكبورن على “جدية المشكلة وصعوبة الوضع.. لكن لا بد من التحرك من أجل عمل شيء ما”. ولفت حمد الانتباه، إلى أنه في حال تسريح بعض المعلمين فسوف يزداد عدد الطلاب في الصف الواحد، وقد يصل عددهم إلى حوالي 45 طالبا في الصف الواحد، وهذا الأمر سيترك تأثيرات سلبية متعددة، وقال علينا الاستمرار في العمل والتواصل مع المسؤولين، فربما نصل إلى نتيجة معقولة.
Leave a Reply