ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أقامت الهيئة الإدارية لـ”مسجد السلام” في ديربورن حفل عشاء خيري بمناسبة افتتاح المسجد الجديد فور انتهاء أعمال البناء والتجهيز بعد ثلاث سنوات من انطلاق المشروع الذي تضافرت فيه جهود الكثيرين من أبناء الجاليتين العربية والإسلامية في منطقة ديترويت.
وكان الشيخ أمين العلي إمام وخطيب مركز الجالية الإسلامي في ولاية إلينوي قد تولى عملية الإشراف على جمع التبرعات من خلال حث جمهور المؤمنين وتذكيرهم بثواب الله عز وجل، ومنوهاً بأهمية إقامة وتنشيط فعاليات “مسجد السلام” لما فيه خدمة الجاليتين العربية والإسلامية، واصفاً هذا اليوم بأنه “يوم فرح”.
وكانت التبرعات قد بدأت بمبلغ 10 آلاف دولار، حيث تبرع خمسة أشخاص بهذا المبلغ، ثم بمبلغ 5 آلاف دولار، وبعدها بالتدريج نزولاً، وتجاوز مجمل التبرعات مبلغ 130 ألف دولار.
وقال الدكتور سمير الحديدي، أحد المتبرعين والمساهمين في إطلاق المشروع، لـ”صدى الوطن”: “بعد أحداث 11 أيلول، أصبحت المسألة الملحة هي كيف نثقف أنفسنا وشبابنا على مفهوم الإسلام في الغرب، وإزالة جميع الشبهات التي يحاول البعض إلصاقها بالدين الإسلامي، وهذه الشبهات تتناقض مع قيم المحبة والتسامح والرحمة التي يتصف بها الإسلام”.
وركّز الدكتور الحديدي على أهمية الأعمال التطوعية، والمساهمة من خلال التبرعات التي تأتي لصالح خدمة مجتمع الجالية، وقال: “نحن نتبرع لأننا جزء من هذا المجتمع بكافة أطيافه، ونحن على يقين أن التبرعات ستكون في خدمة كل أطياف المجتمع بغض النظر عن الدين والعرق والقومية، ونشجع شبابنا أن يكونوا فعالين في المجتمع الكبير عموماً، ونأمل أن يكون هذا المركز في خدمة الجميع”.
ووصف الدكتور عبدالباسط سليمان تبرعاته بأنها في سبيل خدمة الجالية مستذكراً تجربته الشخصية والعائلية في هذا الإطار، فقال: “لديّ أربعة أولاد في هذه المدرسة، ونحن بكل تأكيد بحاجة إلى مراكز تعليمية إسلامية، وترفيهية، وقد صار أولادي في سن متقدمة نسبياً وأعتقد أن أنهم سيستفيدون من هذا المركز”. وشدد الدكتور سليمان أن “الجالية ما تزال بحاجة إلى مراكز أخرى.. تساهم في تنشئة أبناء الجالية على أسس صحيحة من التربية والثقافة والدين وهذا سيكون من شأنه خدمة المجتمع العام بكل أصنافه”.
وطالب الدكتور سليمان الجميع “أن يشاركوا في نشاطات المركز ودعم برامجه، لأننا في هذه البلاد التي هي وطننا الجديد بحاجة إلى مراكز تعكس ثقافتنا وقيمنا الدينية والإنسانية”.
وقال الإمام محمد مارديني الذي حضر حفل الافتتاح “إنه من الضرورة افتتاح معاهد للتعليم الديني لاستقطاب النشء الجديد، وإنه من الضروري أن نتعاون على إنشاء المراكز التعليمية والدينية من أجل الحفاظ على الهوية الإسلامية”. ووصف الإمام مارديني “مسجد السلام” بأنه أحد المعالم الجديدة “التي سيكون لها دور بارز في التعليم والتنوير”، وأشار إلى أن “التبرعات التي يبذلها الإخوة من أبناء الجالية العربية هي دعم لاستمرارية العمل النبيل في التعليم والتربية”.
وشكر الحاج عدنان القادري رئيس الهيئة الإدارية للمسجد ونائبه نبيل باحلوان “جميع أبناء الجالية العربية والمراكز الإسلامية والجهات الرسمية وفي مقدمتها جاك أورايلي رئيس بلدية مدينة ديربورن وأعضاء المجلس البلدي، وجميع الذين تعاونوا معنا لإنجاح هذا المشروع آملين أن يكون عند حسن ظنهم”.
من الجدير بالذكر، أن “مسجد السلام” يضم بالإضافة إلى المصلى الكبير الذي يتسع لحوالي 3000 شخص، مدرسة تعمل حسب النظام الرسمي الذي تتبعه مدارس ميشيغن بالإضافة إلى تعليم الدين الإسلامي واللغة العربية، كما يضم صالة رياضية لممارسة بعض الألعاب ككرة السلة وكرة الطائرة.
يقع المسجد الجديد على شارع شيفر 3900 في مدينة ديربورن.
Leave a Reply