خليل إسماعيل رمَّال
فـي الوقت الذي تشيِّع فـيه المقاومة العظيمة فـي «شبه الوطن» شهداءها الأبرار الذين يدافعون عن الأرض والعرض ونرى مواقف مؤثرة تبكي حتى الصخر والحجر مثل مشهد رفض أخ الشهيد البطل محمد قاسم ياسين مفارقته ونام على النعش منذ انطلاق موكب التشييع، أو بعد خبر استشهاد إبن بلدة الطيري الجنوبية القائد الميداني غسان فقيه (ساجد الطيري) فـي صفوف حزب الله وتداول نشطاء صوراً لابنة الشهيد وهي توزع الحلوى احتفالاً بإستشهاد والدها الذي ارتقى فـي جرود الفليطة. ويُذكر أن الشهيد القائد فقيه كان قائد الهجوم على تلة موسى وتلة الثلاجة وقاد العديد من المعارك التي نجح فـيها حزب الله فـي السيطرة على مواقع المسلحين والتلال التي يتمركزون فـيها.
فـي هذا الوقت بالذات، نجد أشباه الكائنات من سياسيي لبنان يتقاسمون اللقمة الحرام ولا يعرفون كيف يديرون وطناً بينما القمامة تغطي الطرقات العامة بسبب عدم وجود مناقصة حقيقية، كما نجد ظاهرة الأطفال الرضَّع المرميين فـي الزبالة حسب تقرير لقوى الأمن الداخلي حيث عُثر على ٨ أطفال فـي الشمال وبيروت مرميين فـي القمامة منذ بداية العام ومنهم من كان عمره يومٌ واحد. لماذا لا يُرمى الساسة والمسؤولون العاطلون كالنوائب وغيرهم فـي الزبالة بدل الأطفال الأبرياء؟ سؤال لا يقدر حتى سقراط الإجابة عليه. على الأقل الأطفال اللقطاء لا ذنب لهم بينما ساسة لبنان يتصرفون بتآمر وخيانة واجرام وسرقة عن سابق تصور وتصميم. أي مسخ وطن هذا والمقاومة تخوض حرباً وجودية نيابةً عن الكل من مختلف الملل والنحل، ولولاها لكانت سكين الذبح على رقاب الجميع حتى جعجع وسعيد والضاهر و«أبو طاقية» الذي تعرض للتهديد من أئمة الكفر أحبائه، فـي حين أنَّ الشركاء فـي الوطن متآمرون على باقي الشركاء بوقوفهم منذ البداية مع العدو الصهيوني كما كشَفَتْ وثائق «ويكيليكس» الجديدة عن غزو إسرائيل للجنوب عام ١٩٧٨ فـيما سمِّي يومها بعملية الليطاني؟! فؤاد بطرس وزير خارجية وجه الشؤم الذي لم يبتسم فـي حياته يوماً، إلياس سركيس، (كم يشبه ميشال سليمان الخشبي؟)، لم يرد إدانة الغزو كما أيده أمين الجميِّل وأبوه وداني شمعون وأبوه ولم يقاوم الغزو إلا ضمير لبنان سليم الحص؟ ولربَّما استقى سامي الجميِّل الذي يرث اليوم أباه فـي «الكتائب» ديمقراطياً، نظريته العسكرية البارعة عن «الناضور والهليكوبتر» من تلك الأيام . حتى مواقف داني شمعون لم تشفع له عند جعجع وهذا غير مستغرب كما غير مستغرب ان شقيقه الأكبر دوري صاحب اللسان السفـيه الذي تطاول على سيده عون فـي مجلة «الشراع» الصفراء التي تشبههه، جبان وبدون كرامة بعد أنْ نسي دم شقيقه وآخى القاتل.
وكيف يقضي أبطال المقاومة لياليهم فـي الجرود وهم يتحملون ببسالة تنوء منها الجبال ضد أشرّ وحوش الأرض قاطبة بينما أولاد الساسة يعيشون مرفهين فـي أفخم المنازل والسيارات؟ وكيف يتجرأ أكبر لص منافق عرفه التاريخ (الأحرف الأولى من إسمه فؤاد السنيورة للعلم فقط) بالقول فـي لاهاي أنَّ الشرعية سقطت عن بندقية المقاومة لأنها تدافع عن لبنان فـي سوريا؟ لكن مشروعية معلِّمه وصدقية زميله عقاب صقر لم تسقطا فـي بلجيكا والرياض وعواصم أوروبا وهما اللذان بدءا الحرب والتدخل ضد الحكومة السورية قبل المقاومة بسنوات! السنيورة فـي نسخته الثانية للمناسبة ناقض شهادته الأولى وشهَّر بولي نعمته الرئيس الحريري الأب.
والأنكى من كل ذلك هذه الحملة الطائفـية المسعورة من قبل الحريري والدريان وغيرهما، التي تتحدث عن حماية عرسال وكأنَّ المُقاومة تريد قتل أبناء المدينة لأسباب مذهبية كما تفعل قمة الاجرام الوهَّابي «داعش» بباقي المذاهب، لا لأن عرسال أصبحت وكراً لإرهابيي «القاعدة» المجرمين ولا عجب من ذلك فقد دفعت السعودية والغرب مليارات الدولارات لبث الدعايات المغرضة ولتشويه صورة المقاومة وسيدها ولا عجب بعد التحالف السعودي العلني مع «القاعدة» فـي حضرموت وفـي اليمن، بينما سيده الأميركي ما زال يرسل بالطائرات بلا طيار لقتل الإرهابيين التكفـيريين من تنظيم «القاعدة» ولأن الشيء بالشيء يُذكَر، لن تسْلَم السعودية التي كانت القابلة غير القانونية لوحوش «داعش» و«النصرة» وغيرهما من حثالة العصر، من شرهم وهم إذا ضربوا وفجروا مواطنين مؤمنين شيعة أبرياء فـي مسجد القديح فـي القطيف فـي شبه الجزيرة العربية فإنهم لن يتوقفوا هناك واَل سعود سيكونوا أول من يتحسَّسوا رقابهم لأنهم هم من أطلقوا الإرهاب المجرم من القمقم.
المقاومون وشعب المقاومين هم أشرف الرجال والنساء والأطفال ومن كل الطوائف، لا الشيعة فقط، لأنهم هم بقية الكرامة وهم الذين يصنعون النصر كل يوم. لكن حظهم السيء هو بوجود هذه الطبقة السياسية حيث بشق النفس قررت الحكومة الصلعاء الحسم وفق القاعدة التي طالب بها تكتل «التغيير والإصلاح» وحلفاؤه: أي الأولوية المطلقة لمعالجة مسألتي تعيين القيادات الأمنية، واستعادة عرسال وجرودها إلى السيادة اللبنانية. وإلا لا جدول أعمال حكومياً بعد اليوم، ولا نقاشات ولا مقررات. والمفـيد معرفته فـي هذه الجلسة المصيرية ان أليس شبطيني وزيرة شؤون ميشال سليمان الخشبية كانت تلعب «سودوكو» من المَلَل القاتل بينما الشعب اللبناني يلعب بالأربعة ورأسها الخامس. يا ترى ماذا ستكشف «ويكيليكس» بعد فـي المقبل من الأيام من قمامة سياسية وتآمر خسيس ؟!
Leave a Reply