بانوراما عربية
فلسطين
منذ أشهر، ومدن الضفة الغربية تغلي، وتحديداً جنين ونابلس، مواجهات يومية مع قوات الاحتلال واعتداءات متواصلة من خلال الاقتحامات والاعتقالات وعمليات الدهم والقتل، وسط صمت دولي مطبق.
سقوط الشهداء بات خبراً يومياً، حيث تشير البيانات الفلسطينية إلى أن عدد الشهداء قد ارتفع منذ بداية العام الحالي إلى 217، بينهم 165 في الضفة الغربية، و52 في قطاع غزة.
آخر مجازر قوات الاحتلال كانت الخميس الماضي باغتيال ثلاثة شبان من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، في كمين نصبته لهم، كما أصابت رابعاً بجراح خطرة. إلّا أن إصرار المقاومة على الاشتباك مع الاحتلال، وحالة الالتفاف الشعبي التي تحظى بها خصوصاً في الضفة الغربية، ينبئان بأن العمليات الإسرائيلية لن تحقق أكثر ممّا حققته العمليات السابقة، رغم المساعي الحثيثة لضرب المقاومين عشية تشكيل الحكومة الإسرائيلية العتيدة التي ستضع الفلسطينيين في مواجهة تحدّيات قاتمة وخطيرة.
القوى الوطنية والإسلامية في محافظة جنين أعلنت الإضراب الشامل حداداً على أرواح الشهداء. فيما تواصل قوات الاحتلال أسر الفلسطينيين من طلبة الجامعات والصحافيين وأسرى محررين، من بينهم 17 شخصاً تم اعتقالهم في يوم واحد بمدن وقرى رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم وشملت طلبة جامعات وصحافيين وأسرى محررين. من جانب آخر، أكدت «كتيبة جنين» التابعة لـ«سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، مواصلة التصدي لاعتداءات الاحتلال، كما أعلنت مجموعات «عرين الأسود» الثلاثاء الفائت، رفع حالة الاستنفار والجاهزية الكاملة في صفوف قواتها وقوات الفصائل الأخرى.
وفي إطار متابعة قضية اغتيال الصحافية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة على أيدي القوات الإسرائيلية، أعلنت شبكة «الجزيرة» ،الثلاثاء الماضي، عن رفع قضية اغتيالها إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، حيث كشف فريق الشبكة القانوني عن أدلة جديدة تظهر بوضوح أن شيرين وزملاءها تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قوات الاحتلال، وأن ادعاء السلطات الإسرائيلية، بأنها قُتلت خطأ خلال تبادل لإطلاق النار، لا أساس له».
المغرب
رغم الوضع الأمني الخطير وسقوط الشهداء والجرحى، لم يتأخر الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة عن الاحتفال بالإنجاز التاريخي الذي حققته المغرب بتأهلها إلى ربع نهائي كأس العالم في قطر بعد فوزها بضربات الترجيح على المنتخب الإسباني، لمواجهة المنتخب البرتغالي يوم السبت 10 ديسمبر الجاري.
الفرحة غمرت قلوب العرب من المحيط إلى الخليج، وما زادها هو أن فلسطين كانت حاضرة في احتفالات اللاعبين بعد التأهل، كما في كل المباريات السابقة، حيث تنافس اللاعبون «المنتصرون» في التقاط الصور التذكارية في ختام المباراة مع العلم الفلسطيني، في دلالة واضحة على رسوخ القضية الفلسطينية في وجدان كل العرب، رغم أن المغرب من الدول التي أبرمت اتفاقات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ما يؤكد أن تطبيع الحكومات لا يُلزم الشعوب، وأن بوصلتها كانت وما زالت تشير نحو فلسطين.
في شأن مغاربي مرتبط بسياسة التطبيع التي تنتهجها السلطة، انطلقت في المغرب، الإثنين الماضي، فعاليات مؤتمر خاص بالتعليم والتعايش، يشارك فيه الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب دول عربية، لكن احتجاجات شعبية ضد التطبيع سبقت هذا المؤتمر، حيث خرجت يوم الأحد تظاهرات حاشدة رفعت شعارات مناهضة للتطبيع مع إسرائيل وضد الفساد والغلاء الفاحش.
البحرين
شهدت مملكة البحرين تظاهرات حاشدة رفضاً للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي ولزيارة رئيسه إسحاق هرتوغ في تأكيد من هذا الشعب على هويته الرافضة لاغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني. وتعليقاً على الزيارة، أكد عالم الدين البحريني آية الله الشيخ عيسى قاسم أنّ التطبيع خيانة، رافضاً تدنيس الرئيس الإسرائيلي أرض البحرين. وتأتي زيارة هرتزوغ للمنامة تلبيةً لدعوة تلقّاها من ملك البحرين حمد بن عيسى. وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتغريدات البحرينين وغيرهم من العرب الرافضين للزيارة تحت وسوم مختلفة من بينها #بحرينيون_ضد_التطبيع و #التطبيع_خيانه و #البحرين_ترفض_الصهاينة.
السودان
بضغط عربي–غربي، وقّعت «قوى إعلان الحرية والتغيير» في السودان، يوم الإثنين، المنصرم على الاتفاق الإطاري مع المكوّن العسكري، والذي يضمن تشكيل حكومة مدنية بالكامل. وذلك بعد مفاوضات مباشرة بين العسكر و«الحرية والتغيير»، طيلة الأسابيع الماضية مدفوعة من المجتمع الدولي، ممثّلاً في لجنة رباعية مكوّنة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والسعودية والإمارات، وآلية ثلاثية مكوّنة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد».
ووقّع على الاتفاق كلٌ من المكوّن العسكري وتحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير» وحزب «المؤتمر الشعبي» والحزب «الاتحادي الديمقراطي»–فصيل محمد الحسن الميرغني و«الحزب الجمهوري» وجماعة «أنصار السنة المحمدية»، وثلاثة فصائل من الحركات المسلحة، وغيرها، فيما عارضته «الكتلة الديمقراطية» المشكّلة من حركتين مسلحتين وأحزاب سياسية أخرى مثل تحالف «نداء السودان» المحسوب على النظام القديم، وكذلك الحزب الشيوعي السوداني.
وتضمّن الاتفاق الإطاري بنوداً خاصة بمدنية السلطات الانتقالية، من دون مشاركة من العسكر في السلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية، على أن يُنشأ مجلس للأمن والدفاع من قادة القوات النظامية، يرأسه رئيس الوزراء المدني. وقد أعلن الشارع السوداني رفضه لهذا الاتفاق من خلال تنظيم برنامج للتظاهر السلمي سيتضمن خمس مليونيات مركزية، بحسب المعارضين.
لبنان
في خطاب عالي السقف تضمن تهديداً بالطلاق، سلك رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل درب التصعيد مع حليفه القوي «حزب الله» على خلفية مشاركة الأخير في جلسة مجلس الوزراء «غير الميثاقية» في نظر باسيل كما كل الأفرقاء المسيحيين، لأنها تُعد مسّاً بصلاحيات ومقام رئاسة الجمهورية.
لكنه، أي باسيل، «لم يكسر الجرّة» لأنه يعلم جيداً أنه لن يتمكن من السير في مشروعه نحو القصر الرئاسي دون دعم الحزب، فترك الباب موارباً بانتظار رد فعل الحليف الذي أصدر بياناً مخفّفاً غير تصعيدي لأنه هو أيضاً لا يريد أن يخسر حليفه المسيحي الأقوى، بانتظار الوصول إلى تسوية معه في الملف الرئاسي، رغم أن الحزب حتى هذه اللحظة يبدو متمسكاً بمرشحه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وألمح إلى أن لا مشكلة لديه مع ترشح قائد الجيش شرط التوافق مع كل الأفرقاء.
كذلك أكد «حزب الله» أنه لا يعارض طرح أي اسم يكون موضع توافق جميع القوى. هذه ليست المرة الأولى التي يهتز فيها تحالف «مار مخايل» ولكنها هذه المرة تكاد تكون مصيرية لأنها تتعلق بمستقبل باسيل السياسي، فكثيرون يقرأون في تصعيد باسيل ضغطاً مباشراً على الحزب، فكأنما هو يخيّره بين فك التحالف أو دعمه للوصول إلى بعبدا.
في المقابل، وككل خميس، وللمرة التاسعة على التوالي، فشل مجلس النواب اللبناني في انتخاب رئيس جديد للبلاد، وللسبب نفسه، وهو تعذّر حصول أي مرشح على ثلثي أصوات النواب في الجولة الأولى من التصويت. والتأمت الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس للجمهوريّة، بعد اكتمال النّصاب وحضور 105 نواب داخل القاعة العامة. وجاءت نتيجة فرز الأصوات في الجولة الأولى كالآتي: 39 لميشال معوض، 39 ورقة بيضاء، 5 أوراق لعصام خليفة، 15 ورقة ملغاة، ورقة واحدة لزياد بارود، و6 أوراق لأسماء أخرى.
وبسبب عدم اكتمال النصاب في الجولة الثانية، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى عقد جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، يوم الخميس المقبل، متمنياً أن تتحول «جلسة الانتخاب المقبلة إلى حوار» للتفاهم على رئيس جديد للبلاد.
وفي سياق آخر، كشفت وكالة فرانس برس عن مصادر رسمية، أن القوى الأمنية اللبنانية أوقفت 185 شخصاً يشتبه بتعاملهم مع إسرائيل منذ العام 2019، بينهم 182 تم تجنيدهم بعد بدء الأزمة الاقتصادية.
ومن بين الموقوفين، وفق المصادر، «شخصان أرسلا رسائل عبر البريد الإلكتروني إلى الموساد يطلبان العمل معه»، فيما أفاد بضعة موقوفين آخرين بأنّهم لم يكونوا على دراية في بادئ الأمر أنهم يعملون لصالح إسرائيل رغم شكهم، لكنهم واصلوا ذلك من منطلق خصومتهم السياسية مع «حزب الله».
السعودية
أدانت محكمة أميركية في واشنطن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده على الأراضي التركية، رغم قرار منحه الحصانة بصفته رئيساً للوزراء، وأكدت المحكمة أن ابن سلمان وافق على ارتكاب الجريمة بنفسه، غير أن مقاضاته في الوقت الحالي غير ممكنة.
ويعد هذا الحكم أول رد فعل على قرار الإدارة الأميركية في عهد جو بايدن، منح ولي العهد السعودي الحصانة لمنع محاسبته على قتل خاشقجي.
وفي شأن سعودي آخر، وصل الرئيس الصيني، يوم الأربعاء الماضي، إلى السعودية، في زيارة رسمية تستمر يومين، سيلتقي خلالها الملك السعودي وولي عهده بالإضافة إلى عقد لقاءات قمة مع عدد من قادة الدول العربية.
وتشهد زيارة الرئيس الصيني عقد قمة سعودية– صينية، وقمة صينية–خليجية، وقمة عربية–صينية، بمشاركة عدد من قادة دول مجلس التعاون والدول العربية. وقال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، إن الصين أصبحت الوجهة الأولى للصادرات السعودية، ومن بينها الصادرات النفطية وغير النفطية. وأظهرت مشاهد نشرتها وسائل إعلام صينية، استقبالاً استثنائياً للرئيس الصيني، على عكس استقبال بايدن قبل أشهر قليلة، مما وصفه المراقبون بأنه دلالة على الانعطافة السعودية باتجاه الصين، بعد توتر العلاقات مع الولايات المتحدة.
Leave a Reply