تقرير أسبوعي من إعداد: وفيقة إسماعيل
العيون شاخصة على فلسطين ومقاومتها في مواجهة ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات واستفزازات ضاربة كل القوانين والمواثيق الدولية بعرض الحائط، فيما يدخل لبنان الصمت الانتخابي مع بداية التصويت لدى المغتربين. أما في العراق فمبادرة جديدة «للإطار التنسيقي» بينما تستمر الانتهاكات التركية للسيادتين العراقية والسورية، وفي تونس يواصل الرئيس قيس سعيد اتخاذ قراراته المثيرة للجدل.
فلسطين
نفذ فلسطينيان يوم الخميس الماضي عمليتي طعن وإطلاق نار في منطقة ألعاد، شرقي تل أبيب، أسفرتا عن سقوط ثلاثة قتلى إسرائيليين وإصابة ثلاثة آخرين، قبل أن يتواريا عن الأنظار.
وتأتي العملية المزدوجة في أعقاب التوتر المستمر منذ بداية شهر رمضان بسبب الاقتحامات المتكررة التي ينفذها المستوطنون تحت حماية قوات الاحتلال للمسجد الأقصى، وهو ما أدى إلى سقوط المئات من الإصابات بين الشباب الفلسطينيين المرابطين دفاعاً عن الحرم القدسي، إضافة إلى اعتقال المئات منهم.
وقد جاءت تلك الاقتحامات لتترجم المخطط الإسرائيلي الهادف إلى تهويد المسجد، وتغيير ملامحه التاريخية والحضارية.
ويوم الأربعاء الفائت، قامت مجموعات من المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال، برفع العلم الإسرائيلي على المسجد الإبراهيمي في الخليل جنوب الضفة الغربية تمهيداً للاحتفال بما يُسمى «عيد الاستقلال» الذي يتزامن مع ذكرى تأسيس كيان الاحتلال الإسرائيلي على أنقاض فلسطين التاريخية بعد نكبة عام 1948.
وكانت جماعات إسرائيلية متطرفة قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى في القدس المحتلة يوم الخميس الماضي، في ذكرى النكبة. ودعت جماعة «نشطاء لأجل الهيكل» اليمينية المتطرفة، إلى إقامة مراسم الاحتفال بما يُسمى «الاستقلال» في «جبل الهيكل» المزعوم في إشارة إلى المسجد الأقصى.
وعلى أثر تلك الدعوات، حذّرت حركة «حماس» وفصائل المقاومة الفلسطينية، من جرّ المنطقة إلى أتون تصعيد لا تُحمد عقباه، وجدّدت دعوتها إلى الفلسطينيين للاحتشاد في المسجد الأقصى المبارك، للدفاع عنه، ولإيصال رسالة للاحتلال بأن محاولات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى لن تمر.
وبالفعل بدأ اقتحام عشرات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى صباح الخميس، على دفعات، فيما منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشبان الفلسطينيين من دخول المسجد عبر بابي الأسباط وحطّة، واعتدت عليهم بالضرب وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث تجمّع المرابطون قبالة المصلّى القبلي وسط الهتافات والتكبير.
ومع احتدام المواجهات داخل باحات الأقصى، أُصيب عشرات المرابطين بالاختناق والرصاص المعدني المغلّف بالمطاط. واعتدت قوات الاحتلال على المصلّين في المسجد القبلي وحاصرتهم بداخله، ما أسفر عن وقوع إصابات وحالات اختناق. وأجبرت الحشود الفلسطينية المرابطة في باحات المسجد، المستوطنين، على تغيير مسار اقتحامهم، ومنعتهم من رفع أعلامهم داخل الأقصى.
من جانب آخر، صادقت المحكمة العليا في إسرائيل «بكاتس» على طرد سكان ثماني قرى في منطقة مسافر يطا جنوبي شرق الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة من منازلهم، بذريعة وجودهم في منطقة تدريبات عسكرية. وفي إطار اعتداءاتهم المتكّررة، دمّر مستوطنون يوم الخميس، المئات من شتول الزيتون والعديد من المحاصيل الزراعية، في بلدة الخضر جنوب بيت لحم.
وكانت حركتا «حماس» و«الجهاد» وفصائل المقاومة الفلسطينية قد أكدت أن اقتحام الأقصى من قبل المستوطنين، لعبٌ بالنار تتحمّل حكومة الاحتلال مسؤوليته. وأكدت فصائل المقاومة أن هذه الانتهاكات ستُواجَه برد فلسطيني يمنع تدنيس المقدسات وفرض سياسة الأمر الواقع.
وفي شأن متصل، نقلت وكالة «صفا» عن مصدر مطلع، أن وفداً من حركة «حماس» زار الثلاثاء الماضي العاصمة الروسية موسكو لإجراء مباحثات «مهمة» مع مسؤولين روس، تتعلق بالأوضاع في القدس، والتطورات الميدانية على الساحة الفلسطينية، والعلاقة الثنائية بين روسيا والحركة، في ظل التوتر المتصاعد بين موسكو وتل أبيب على خلفية الحرب الأوكرانية.
لبنان
أيام قليلة تفصل اللبنانيين عن الاستحقاق الانتخابي، والانقسام السياسي على أشده، في ظل اقتصار البرامج الانتخابية لدى خصوم حزب الله والمتحالفين معه في التصويب على سلاح المقاومة، وسط تخبط واضح بين هؤلاء، أفضى إلى تركيب لوائح متعددة تتواجه فيما بينها، رغم توحدها ضد «حزب الله» وحلفائه.
ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي يزداد نشاط السفير السعودي العائد حديثاً إلى بيروت، لحشد الشارع السني وتجاوز دعوات سعد الحريري للمقاطعة.
وسيبدأ المغتربون اللبنانيون في أنحاء العالم، بمن فيهم المقيمون في الولايات المتحدة، بالإدلاء بأصواتهم في السادس والثامن من أيار الجاري، أما انتخابات الداخل اللبناني فستُجري في 15 أيار منه.
وفي شأن سياسي متصل، دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للمشاركة بكثافة في الانتخابات، والتعبير عبر التصويت في صناديق الاقتراع.وفي موقف يتماهى مع موقف ميقاتي، حثّ مفتي لبنان، الشيخ عبد اللطيف دريان، اللبنانيين على ضرورة المشاركة في الانتخابات النيابية، معتبراً إيّاها «فرصة لتحقيق التغيير». ويُعَدُّ موقف دريان، الذي أورده في خطبة العيد، يوم الإثنين الماضي، مخالِفاً لموقف زعيم تيار «المستقبل» الذي قرر الانكفاء سياسياً.
يذكر أن اللبنانيين يخوضون الانتخابات وفقاً للقانون النسبي للمرة الثانية في 15 دائرة كبرى وصغرى، يتنافس فيها 718 مرشحاً يتوزعون على 103 لوائح، للفوز بـ128 مقعداً في البرلمان اللبناني وفقاً للتوزيع الطائفي.
العراق
في محاولة جديدة لحلحلة الأزمة السياسية في البلاد، ولاسيما على صعيد تشكيل الحكومة، أطلق «الإطار التنسيقي» مبادرة جديدة من تسع نقاط، أهم ما فيها هو الدعوة للجلوس إلى طاولة الحوار من دون شروط مسبقة «لمراعاة للمدد الدستورية وحفاظاً على سير العملية الديمقراطية».
وبشأن الرئاسة الأولى، دعا «الإطار»، الأحزاب الكردستانية إلى بذل الجهود للتفاهم والاتفاق على مرشح يمتاز بالكفاءة والإخلاص وحسن السيرة والسلوك.
أما بخصوص منصب رئيس الوزراء، فقد دعا «الإطار» للحفاظ على حق المكوّن الأكبر مجتمعياً في تكوين الكتلة الأكثر عدداً، ومن ثم الاتفاق على ترشيح رئيس مجلس الوزراء المقبل، على أن تتوافر فيه الكفاءة والنزاهة والمقبولية والحيادية وجميع المؤهلات المطلوبة لإدارة البلاد في هذه المرحلة الحساسة من عمر العراق.
وشددت المبادرة على ضرورة الابتعاد عن سياسة كسر الإرادات والالتقاء عند المشتركات الوطنية والسياسية مع مراعاة الأوزان الانتخابية، متعهداً بتوفير الغطاء الآمن للمعارضة النيابية وتمكينها في مجلس النواب، وتعضيد دورها في مراقبة أداء الحكومة ومحاسبتها إذا ثبت تقصيرها. كما شملت المبادرة، الإعلان عن تشكيل «الإطار» والقوى المتحالفة معه لجنة تفاوضية لبدء الحوار مع الفرقاء السياسيين من أجل وضع هذه المبادرة موضع التنفيذ.
أمنياً، أعلنت سلطات كردستان العراق أن أكثر من أربعة آلاف شخص نزحوا من قضاء سنجار إلى داخل حدود الإقليم منذ الإثنين الماضي، إثر اشتباكات استمرت يومين بين القوات العراقية ومقاتلين أيزيديين، قبل عودة الهدوء. وتتهم وحدات حماية سنجار، الجيش، بأنه يريد السيطرة على منطقتهم وطردهم منها، في حين يريد الجيش العراقي تنفيذ اتفاقية بين بغداد وأربيل، تقضي بانسحاب المقاتلين الأيزيديين وحزب العمال الكردستاني من المنطقة.
وقد أصدرت خلية الإعلام الأمني في العراق، توضيحاً مهماً بشأن أحداث سنجار الأخيرة. أوضحت فيه أن «مجموعة مما يُسمى عناصر تنظيم اليبشة، قامت بقطع عدد من الطرق ومنعت حركة المواطنين»، وأكدت أن «قيادة العمليات المشتركة أصدرت أوامرها بشكل واضح للتعامل بحزم ووفق قواعد الاشتباك ضد أي تصرف أو ممارسة من شأنها زعزعة الأمن والنظام وحماية المواطنين هناك».
أمنياً، وفي أربيل، سقطت ستة صواريخ كاتيوشا بالقرب من مصفاة نفط محلية، كما أعلن جهاز مكافحة الإرهاب، ما أدى إلى احتراق ثلاثة خزانات من النفط وإصابة شخص بسبب الحرائق التي اندلعت في المكان
وفي شأن عراقي أمني آخر، ويوم الأحد الماضي، واستمراراً لانتهاكها السيادة العراقية، أشار مصدرٌ محلي إلى أن الطائرات التركية قصفت بشكل عنيف مناطق بالقرب من التجمُّعات السكّانية في دهوك، ما آثار الهلع والخوف لدى سكّان تلك المناطق، وقال إن هذه الطائرات قصفت أيضاً مواقع قرب قضاء العمادية، من دون معرفة حجم الخسائر الناجمة عن القصف. وتؤكد مصادر عراقية أن الجيش التركي قصف حتى الآن 36 قاعدة ومقراً عسكرياً في شمالي العراق خلال الأسبوعين الماضيين.
سوريا
أكدت وزارة العدل السورية، الثلاثاء الفائت، أنه وتطبيقاً لمرسوم العفو رقم 7 عن الجرائم الإرهابية الذي أصدره الرئيس بشار الأسد فقد تم خلال اليومين الماضيين إطلاق سراح مئات السجناء الموقوفين من مختلف المحافظات السورية.
وعلى صعيد التدخل التركي المستمر في الشأن السوري دخل وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الى الشمال السوري لافتتاح وحدات سكنية، في إطار إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم أنقرة إعادة مليون لاجئ سوري من أراضيها إلى الداخل السوري «طواعية»، وفق تعبيره. ويقول ناشطون وحقوقيون إن «تركيا بدأت بترحيل مئات السوريين بشكل عشوائي من مناطقها إلى الداخل السوري، بعد اعتقالهم لأسباب مختلفة، وبعد تشديد مراقبتها الأمنية على كامل الشريط الحدودي، ما أدى إلى وفاة عشرات السوريين الذين كانوا يحاولون دخول الأراضي التركية عبر الحدود، برصاص «الجاندرما» التركي من بينهم أطفال ونساء.
تونس
أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد اعتزامه تشكيل لجنة مكلفة بالإعداد لتأسيس «جمهورية جديدة».
ولفت رئيس البرلمان التونسي المنحل وزعيم حزب «النهضة» المنحل أيضاً، راشد الغنوشي، إلى أن بلاده ستعود إلى الديمقراطية، مشيراً إلى أن الاتجاه العام الآن في البلاد هو «رفض الانقلاب والعودة إلى الديمقراطية».
وعلى الصعيد القضائي، قررت النيابة العمومية في المحكمة الابتدائية بتونس، فتح بحث وإجراء التساخير الفنية اللازمة بشأن تسجيلات صوتية منسوبة لمديرة الديوان الرئاسي سابقاً نادية عكاشة.
وكانت صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت أواخر الشهر الماضي تسجيلات صوتية نُسبت إلى عكاشة، فيها مسّ بالرئيس سعيد.
Leave a Reply