يشهد عدد متزايد من المدن الأميركية مؤخرا، انتشارا للمخيمات السكنية، ينصب جانبا كبيرا منها مواطنون من الطبقة المتوسطة، وقعوا ضحية أزمة العقارات وفقدوا منازلهم بعد الحجز عليها.
وتنتشر المخيمات حاليا في ضواحي مدن كبيرة منها لوس أنجلوس، سياتل، بورتلاند، كولومبوس، رينو، وسان بيتسبرغ، في وقت باتت تنتشر في عدد من الولايات والمدن الكبرى أيضا، بحسب مجلة «اسكواير»، ظاهرة «مواقف السكن»، وهي عبارة عن مواقف للسيارات تخصص فترتها المسائية لأصحاب السيارات الذين لا يملكون منازل ويريدون النوم في سياراتهم.
ويقول مدير «التحالف الوطني للعائلات من دون مأوى»، مايكل ستووبس، ان الظاهرة «بدأت منذ نحو أربع سنوات، حين انتشرت المخيمات وسط المدن وفي ضواحيها في مختلف أنحاء الولايات المتحدة.. واليوم، نشهد تزايدا بطيئا، لكنه مستمر وثابت، في عدد الأهالي المحرومين من المسكن».
وتشير معلومات «التحالف الوطني» إلى أن حوالي 61 في المئة من المنظمات التي تعنى بالمسكن في مختلف الولايات والبلديات، تشير الى زيادة بمعدل 10 آلاف كل أسبوع للمحرومين من المأوى، جراء تداعيات أزمة العقارات، بدءا من العام الماضي. وتجدر الإشارة إلى ان هناك أوجه تشابه بين هذه الظاهرة والهزة الاجتماعية التي تبعت الانهيار المالي في الثلاثينيات، حيث انتشرت «مدن الصفيح» العشوائية التي آوت آلاف الأشخاص في مختلف أرجاء الولايات المتحدة، وأطلق عليها اسم «هووفر فيل»، نكاية باسم الرئيس الأميركي آنذاك هيربرت هوفر.
وفي رواية تمثل حالة غالبية سكان المخيمات، يروي سكوت المقيم في مخيم لوس أنجلس انه عجز عن تسديد أقساط الدين المستحق وإنقاذ بيته من الحجز، بسبب ارتفاع قيمتها سنويا إلي حد لم يحتمله. واوضح «حاولت التفاهم مع المصرف، فأعطاني مهلة إضافية من الوقت، لكن المبلغ ارتفع بصورة كبيرة».
من جهته، قال مدير «مجلس السياسة والمرافعة عن العائلات من دون مأوى» جيريمي رزوين، ان دراسة لمنظمته أظهرت أن هناك نحو 600 ألف طفل وشاب يتوجب تصنيفهم في فئة «بلا مأوى»، لكن وزارة الإسكان والتنمية الأميركية لا تطبق عليهم هذا المعيار. كما أظهرت الدراسة ان أكثر من 60 في المئة من الطلاب المحرومين من المأوى لا يحصلون على مـساعدات الوزارة.
يذكر ان شركة المعلومات الأميركية «ريالتي تراك» أفادت عن زيادة حالات الحجز على المنازل على الصعيد الوطني بنسبة 100 في المئة منذ سنة واحدة، كما انها تقدر عدد الأهالي الذين قد يفقدون منازلهم بسبب ارتفاع نسب الفوائد على القروض العقارية خلال العامين المقبلين، بحوالي نصف مليون أميركي.
Leave a Reply