يصر على الجدار مهما طال الإغلاق الحكومي .. ويلوح بإعلان الطوارئ لتمويله
جال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس الماضي، على الحدود مع المكسيك في ولاية تكساس، مجدِّداً تمسكه ببناء «جدار أو سور أو عازل… أو ما شاء الديمقراطيون تسميته»، ولو اضطره الأمر إلى إعلان حالة الطوارئ الوطنية لتأمين التمويل اللازم، وذلك مع دخول الإغلاق الجزئي للحكومة الفدرالية أسبوعه الرابع، في ظل تعثر المفاوضات بين البيت الأبيض والديمقراطيين بشأن الميزانية العامة.
ودخلت الإدارة الأميركية في حالة إغلاق جزئي منذ 22 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد فشل المشرعين في التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية. وهو ما نتج عنه توقف عدة مؤسسات فدرالية عن العمل.
وبدعم واسع من الجمهوريين، يقول ترامب إنه لن يوقع أي تشريع لإنهاء إغلاق الحكومة لا يشمل التمويل الذي يريده للجدار، وقال: «لدي الحق الكامل لأعلن حالة طوارئ وطنية، وقد نصحني محامون بذلك. لست مستعداً للقيام بذلك الآن، لكنني سأفعل إذا كنت مضطراً».
وجاءت زيارة ترامب إلى مدينة مكالين الحدودية في اليوم الـ20 للإغلاق الحكومي الذي ترك 800 ألف من الموظفين الفدراليين الأميركيين بلا عمل أو يعملون من دون أجر، بينما يتمسك ترامب وخلفه الجمهوريون بتخصيص 5.7 مليار دولار لتشييد الجدار الحدودي فيما يصر الديمقراطيون بالمقابل على موقفهم الرافض لفكرة الجدار.
وتوجه ترامب إلى تكساس مع عضوي مجلس الشيوخ من الولاية وهما الجمهوريان جون كورنين وتيد كروز. حيث التقى الرئيس ممثلين عن وكالات فدرالية مثل الهجرة والجمارك وحرس الحدود إضافة إلى رؤساء بلديات وقضاة ومسؤولين محليين وأهالي ضحايا جرائم ارتكبها مهاجرون غير شرعيين، للتأكيد على أهمية الجدار الذي قال إنه سينجزه «مهما كلف ذلك من وقت».
وتتجه أزمة الإغلاق الحكومي إلى مزيد من التفاقم مع توقف مفاوضات البيت الأبيض مع زعماء الكونغرس الديمقراطيين بعدما غادر ترامب اجتماعاً مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر، واصفاً الاجتماع بأنه «مضيعة للوقت تماماً» بسبب رفض الديمقراطيين لبناء الجدار رغم أهميته، بحسب ترامب الذي أكد أن الولايات المتحدة تواجه «أزمة أمنية وإنسانية» على حدودها الجنوبية مع المكسيك لا يمكن حلها إلا عبر تأمين الحدود وبناء جدار لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات والإتجار بالبشر والأطفال وتسلل أفراد العصابات والإرهابيين إلى داخل الأراضي الأميركية، على حد قوله.
وعن انسحابه من الاجتماع مع الديمقراطيين، كتب ترامب على تويتر «سألت عما سيحدث في غضون 30 يوماً إذا أحدثت أنا انفراجة سريعة للأمور.. هل ستوافقون على (تشريع) لأمن الحدود يتضمن بناء جدار أو سياج حديدي؟ ردت نانسي (رئيسة مجلس النواب) بالرفض. فقلت لهم مع السلامة. لا فائدة!».
ووصف النواب الديمقراطيون المستاءون من تصرف ترامب بأنه «نوبة غضب» وقالوا إن الاجتماع توقف عندما رفضوا الالتزام بتمويل اقتراحه بشأن الجدار الحدودي مع المكسيك.
من جهته، أكد زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل أنه لن يسمح بتصويت على أي إجراء لا يتضمن تمويل الجدار.
وفي خطاب تلفزيوني هو الأول له من المكتب البيضاوي منذ توليه الرئاسة، دعا ترامب المواطنين الأميركيين –الثلاثاء الماضي– إلى الاتصال بممثليهم في الكونغرس لحثهم على استئناف الحوار.
وأضاف أن «الآلاف من الأميركيين قتلوا نتيجة أولئك الذين يدخلون بصورة غير شرعية وسيقتل مثلهم في حال استمر الأمر». وتابع ترامب «هناك أزمة أمنية وإنسانية على الحدود مع المكسيك»، لافتاً إلى أن معظم المخدرات «يدخل عبر الحدود مع المكسيك» محذراً من أن «المزيد من الأميركيين سيموتون بسببها» ما لم يوضع حد للثغرات الأمنية هناك، كما تحدث عن المآسي الإنسانية التي يتعرض لها المتسللون عبر الحدود بسبب عصابات التهريب والإتجار بالبشر.
بيلوسي بدورها، اتهمت الرئيس ترامب من جهتها باحتجاز الأميركيين «رهائن» في مسألة الإغلاق الحكومي.
وقالت في كلمة مشتركة مع زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر تلت خطاب الرئيس إن «النساء والأطفال على الحدود الجنوبية ليسوا خطرا على أمننا القومي».
فيما طالب شومر من جهته «بإعادة فتح الحكومة أثناء النقاشات بشأن أمن الحدود».
يلقي خطاب حال الاتحاد في ٢٩ يناير
دعت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الرئيس دونالد ترامب إلى إلقاء الخطاب التقليدي عن حال الاتحاد أمام الكونغرس بكامل أعضائه في 29 كانون الثاني (يناير) المقبل.
وقالت بيلوسي عبر «تويتر»: «دعوت دونالد ترامب إلى إلقاء خطابه عن حال الاتحاد أمام دورة مشتركة للكونغرس في 29 يناير 2019». ونشرت صورة للدعوة التي وجهتها إلى رئيس الولايات المتحدة.
وتقليدياً، يدعو رئيس مجلس النواب الرئيس الأميركي إلى إلقاء هذا الخطاب السنوي أمام مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس.
والرئيس ملزم إلقاء خطابه السنوي عن حال الاتحاد الذي يسمح له بأن يوضح سياسته للشعب الأميركي وممثليه في بداية السنة.
وكان الرئيس الأول للبلاد جورج واشنطن ألقى أول خطاب عن حال الاتحاد في الثامن من يناير 1790.
يثني على سير المفاوضات التجارية مع الصين
أعلن الرئيس دونالد ترامب الثلاثاء الماضي أن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين «تسير على ما يرام»، بالتزامن مع انطلاق المحادثات وجهاً لوجه بين مفاوضين أميركيين مع نظرائهم الصينيين في بكين، في محاولة لإنهاء الحرب التجاريّة بين أكبر اقتصادين في العالم
وانطلقت المفاوضات عقبل اتفاق ترامب مع نظيره الصيني شي جينبينغ على هدنة لحل النزاع التجاري بين، على هامش اجتماع قمة العشرين في الأرجنتين مطلع كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وجاءت الهدنة بعدما فرض الجانبان رسوماً على واردات سلع تزيد قيمتها على 300 مليار دولار لكل من الجانبين.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الجانبين يحاولان تضييق هوة الخلافات بينهما، ويعرض المسؤولون الصينيون في هذا السياق شراء مزيد من السلع والخدمات الأميركية، كما يتوقع أن تعقد اجتماعات متابعة على مستوى الوزارات في وقت لاحق من هذا الشهر.
يلغي مشاركته في مؤتمر دافوس
أعلن الرئيس دونالد ترامب الخميس الماضي عدوله عن المشاركة في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي الذي سيُعقد من 21 إلى 25 كانون الثاني (يناير) الجاري بسبب الخلاف المستمر بينه وبين الديمقراطيين على بناء الجدار الحدودي.
وكتب ترامب في تغريدة «بسبب تعنت الديمقراطيين في ملف أمن الحدود والأهمية الكبرى للأمن بالنسبة إلى أمتنا، فأنا ألغي بكل احترام رحلتي المهمة جداً إلى دافوس في سويسرا لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي. أتوجه بأحر التحيات وخالص الاعتذار للمنتدى الاقتصادي العالمي».
Leave a Reply