ديربورن – خاص “صدى الوطن”
بإعداد من “منظمة أصوات النساء” وبالتعاون مع “جامعة ميشيغن”، استضاف فرع الجامعة في مدينة ديربورن مهرجاناً سينمائياً للأفلام الوثائقية القصيرة، يوم الخميس 27 كانون الثاني (يناير)، تناولت موضوعاتها واقع وأوضاع المرأة المسلمة في عدد من البلدان، مثل تونس وأفغانستان وإيران وتركيا وغيرها.
وتضمن المهرجان عرض 15 فيلماً تسجيلياً وتجريبياً ضمن مجموعتين، حملت الأولى عنوان “تصادمات” وتضمنت أفلام: “سمية” (تجريبي لمصطفى هيرافي، هولندا) و”نفَس” (تجريبي لجاميشد خوليكوف، طاجيكستان) و”حديقة في شيغار” (تسجيلي لماهرة عمر، باكستان) و”السيدة ما ودرس محو الأمية” (تسجيلي لإيدي إت أكشن تشاينا، الصين) و”العضلة الأنثوية” (تسجيلي لصدف فوروغي، إيران) و”أسير شاه زادي” (تجريبي لشيما كرماني، باكستان) و”تشكيل الإيمان” (تسجيلي لياسمين مول، الولايات المتحدة) و”أرض تسمّى الجنة” (تجريبي للينا خان، الولايات المتحدة).
وجاءت المجموعة الثانية من الأفلام تحت عنوان “الصحوة” وتضمنت أفلام: “غانية” (مشروع طلابي لداني غيلشير، جامعة ميشيغن) و”الذكر والأنثى” (مصر) و”مشروع 1700 بالمئة: إساءة فهم المسلم” (تجريبي لأنيدا يو علي، الولايات المتحدة) و”أفانت بروبويس” (تسجيلي لسوزانا كاسارز، تونس) و”حياة متوسطة القيمة” (تسجيلي لألقا سادات، أفغانستان) و”الفضاءات الغائبة” (خيالي لليلى حطيط سالاس، لبنان) و”مثل عصفور في قفص” (تسجيلي لغوليز ساغلام، تركيا).
وبحسب منظمة “أصوات النساء” فإن الغرض من وراء المهرجان هو إلقاء الضوء على واقع المرأة المسلمة وجملة الظروف والعادات والثقافات الاجتماعية التي تصوغ صورتها ودورها في الأسرة والمجتمع العام، وتوصيل معاناتها والأخذ بيدها في حال تعرضها للممارسات القمعية التي قد تنشأ بسبب الجهل والأمية والفقر والتقاليد الاجتماعية.. أو حتى تلك المتصلة بالأنظمة السياسية.
وبسبب تعدد الأفلام، واختلاف مواضيعها، وكثرة مصادرها (البلدان التي جاءت منها)، بدت المروحة واسعة جداً لناحية الرسائل الفنية والإعلامية التي حملتها الأفلام، وقد كان من الصعب بعد مشاهدة تلك الأفلام وضع تعريف للمرأة المسلمة، أو تكوين صورة “واقعية” عنها، لدرجة أن مفهوم “المرأة المسلمة” نفسه بدا ضبابياً وغير واضح المعالم. فالمرأة التونسية بدت تونسية أكثر منها امرأة مسلمة، وكذلك الأفغانية والتركية واللبنانية، وغيرهن. فهؤلاء النسوة، التي قصد المهرجان إلى تقديمهن كنساء مسلمات، قدمن في الحقيقة الحالات الوطنية الخاصة ببلدانهن، فلا شيء يجمع بين المرأة التونسية وبين المرأة الأفغانية مع كونهما مسلمتين، وكذلك الأمر نفسه بين المرأة اللبنانية والتركية، وبدا أن أثر الثقافات الوطنية والتجربة التاريخية للبلدان وآثارها على واقع النساء وأوضاعهن أكثر تأثيراً من الدين الإسلامي، الذي يعد بطبيعة الحال واحداً من أهم مكونات الثقافات لدى الشعوب الإسلامية.
لذلك بدا مفهوماً، وخلال المناقشات التي أعقبت المجموعة الأولى من الأفلام، أن يحتل موضوع “الحجاب”، الجزء الأكبر من الوقت، مع العلم أن أياً من الأفلام المعروضة لم يتطرق لذلك الموضوع. ويمكن فهم هذه الحالة، في سياق مقاربات الإعلام الأميركي وتركيزه على مسألة حجاب المرأة المسلمة كجزء من هويتها أولاً، وكتقليد يتم فرضه عليها ثانياً، وهذا الأمر بحد ذاته.. يدلل على أن إيصال صورة المرأة المسلمة إلى المجتمع والثقافة الغربيين مايزال طويلا وعسيراً، مع الاعتراف أن واقع المرأة المسلمة، سواء في العالم العربي أو خارجه، ليس بتلك النصاعة.
Leave a Reply