ديترويت
فقدت دائرة الشرطة في ديترويت حوالي 200 عنصر خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، وهو ضعف عدد الضباط الذين غادروا الدائرة في العام 2021.
ويأتي نزيف عناصر الشرطة في ديترويت، رغم التحفيزات التي قدمتها البلدية لإقناع الضباط بالبقاء، ومن ضمنها مكافأة بقيمة 2,000 دولار في آذار (مارس) الماضي، ومضاعفة أجر العمل الإضافي، من مرة ونصف الأجر العادي إلى مرتين.
ورغم عمليات التجنيد المستمرة من أكاديمية شرطة ديترويت، لا يزال عديد الضباط في المدينة أقل بحوالي 200 عنصر مما تسمح به ميزانية الدائرة.
وأوضح مساعد قائد شرطة ديترويت، ديفيد ليفالي أن الغالبية العظمى من الضباط الذين يغادرون دائرة المدينة هم من العناصر الأصغر سناً الذين تخرجوا من أكاديمية شرطة ديترويت، وقرروا الالتحاق بدوائر أخرى في الضواحي.
وقال ليفالي إن العديد من هؤلاء الضباط يتم تدريبهم في أكاديمية ديترويت مجاناً ثم يغادرون بعد اكتساب التدريب والخبرة، بسبب الرواتب المرتفعة التي تقدمها دوائر الشرطة الأخرى، موضحاً أن الوضع الحالي ليس في صالح مدينة ديترويت أو دافعي الضرائب في المدينة الذين يتحملون تكاليف تخريج الضباط الذين ينتقلون للعمل في أماكن أخرى.
وأردف ليفالي أن ذلك يؤثر على الروح المعنوية، ويضطر الكثير من الضباط إلى العمل لساعات إضافية طويلة لتغطية النقص في صفوفهم، مشيراً إلى أن الدائرة تتجه بسبب ذلك إلى مضاعفة ميزانية العمل الإضافي التي تم إنفاقها العام الماضي، لكي تتمكن من إعادة ملء نوبات العمل حسب الحاجة هذا العام.
وأضاف ليفالي أن عمل الضباط لساعات طويلة جداً أو أكثر مما يرغبون، له تأثير سلبي على معنوياتهم وأدائهم في العمل، لاسيما بسبب الحرمان من النوم.
وتواصل شرطة ديترويت جهودها لتجنيد العناصر الجدد ومعالجة النقص في صفوفها، حيث قامت منذ مطلع العام الحالي بتوظيف 138 شرطياً جديداً، وهي في طريقها لإضافة 60 آخرين خلال الشهرين المقبلين، كما يوجد نحو 90 طالباً قيد التدريب في أكاديمية الشرطة وقد ينضموا إلى شرطة المدينة فور تخرجهم.
ويبلغ الراتب السنوي لضابط الشرطة المبتدئ في ديترويت نحو 42 ألف دولار، في حين قد يصل إلى ضعف ذلك المبلغ في بعض الضواحي. وهو ما يعتبر الدافع الرئيسي وراء انخفاض عديد الضباط في الدائرة التي خسرت 14 بالمئة من عناصرها منذ العام 2021.
وأقدمت بلدية ديترويت مؤخراً على زيادة ميزانية دائرة الشرطة للسنة المالية الجديدة، بهدف زيادة عديدها وتعزيز انتشارها في أحياء المدينة لبسط الأمن ومكافحة الجريمة، غير أن تدني الأجور لايزال يشكل عائقاً حقيقياً أمام قدرة الدائرة على التجنيد.
وخلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، تسببت جرائم القتل بوفاة 208 أشخاص في ديترويت، مقابل سقوط 309 قتلى خلال العام الماضي بأكمله.
Leave a Reply