رحلة الحصول على الجنسية الأميركية .. محظوظون وتعساء
واشنطن – ودعت يونغ زانغ الأربعاء 18 تموز (يوليو) الجاري آخر أيامها كمواطنة صينية، وانضمت إلى 144 مهاجرا آخرين لحضور الاحتفال بأداء القسم، وتسليم بطاقة الإقامة الدائمة، والحصول على شهادة تعترف بها رسميا كمواطنة أميركية، وهو حلم يطمح إليه كثيرون، وينتظر آخرون سنوات من أجل تحقيقه. وتعد زانغ واحدة من بين حوالي 700 ألف شخص يحصلون على الجنسية الأميركية سنويا، وذلك بحسب أرقام الهيئة الأميركية للمواطنة والهجرة، فيما ينتظر آلاف آخرون من دون أسباب واضحة.وقد تقدمت أعداد قياسية من المهاجرين للحصول على الجنسية منذ أن أعلنت الحكومة أن مصروفات التقدم للحصول على الجنسية ستزيد عن الضعف في 30 تموز الحالي.وينتظر كثير من المهاجرين لسنوات طويلة حتى يحصلوا على الجنسية الأميركية، ومن بين هؤلاء سالي فيلاسكو، التي انتظرت 61 عاما منذ هاجرت من الفيلبين في عام 0991، قبل أن تتقدم للحصول على الجنسية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.وقالت فيلاسكو، التي يتمتع زوجها بالجنسية الأميركية بحكم مولده: «لقد كنت كسولة للغاية في التقدم، ولكن عندما نسافر فإذا كنت مقيما فيجب عليك أن تهبط في خط مختلف عند الهجرة. إنها مسألة راحة بشكل أكبر من أي شيء آخر أن تكون مواطنا».وقد تم التعامل مع الطلب الذي تقدمت به فيلاسكو في خمسة أشهر، وهي فترة أطول قليلا من الطبيعي، ولكنها لا تمثل شيئا مقارنة بما واجهه طارق سعيد.حيث انتظر طارق ثلاث سنوات فيما كان مكتب التحقيقات الفيدرالية «أف بي آي» يقوم بإجراء مراجعة لاسمه، وهي عملية تأخذ في الوضع الطبيعي عدة أيام، لكنها استغرقت معه ثلاث سنوات، حيث كان قد تقدم هو وزوجته في آذار (مارس) 4002، لكنها حصلت على الجنسية في نفس العام، فيما انتظر هو سنوات.وقال سعيد في حوار مع موقع «ميديل ريبورتس» الإلكتروني «لقد اعتقدنا أن كل شيء على ما يرام، وأن الإجراء يأخذ كل هذا الوقت، ولكن بعد عدة شهور علمت أن خمسة أزواج آخرين في شيكاغو لم ينتهوا من مسألة الجنسية وكانوا في نفس الموقف».وقال سعيد إنه قام بالاتصال بمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)، حيث تقدمت «كير» بدعوى بالنيابة عن هؤلاء الأشخاص، ومن ثم حصل سعيد على الجنسية في آذار الماضي.ومن جانبه قال بيتا ماستوفي، المحامي بمنظمة «كير»، «لقد وجدنا أن 1 بالمئة فقط من الأفراد هم المعلقين في هذا التأخير»، لكنه قال إن أعداد الأشخاص الذين تم تأخيرهم خلال العامين الأخيرين تصل إلى مئات الآلاف.وقال تقرير حكومي إن حالات مراجعة الأسماء التي يقوم بها الـ«أف بي آي» حتى أيار (مايو) من العام الجاري وصلت إلى 923 ألف و061 حالة معلقة، وأن نسبة من انتظر منهم لفترة تزيد عن 09 يوما بلغ 46 بالمئة.ويعترف التقرير الحكومي بالعبء الذي تمثله عملية التأخير على المتقدمين، بما في ذلك خسارة الوظيفة والصعوبة في الحصول على رخصة قيادة، أو الحصول على قروض ائتمانية أو قروض للدراسة، ولهذا فقد أوصى التقرير بجعل عملية الحصول على الجنسية أكثر انسيابية.هذا وتقول تقارير أعدتها منظمات عربية وإسلامية أميركية إن الحكومة الأميركية تقوم بشكل غير قانوني بتأخير طلبات الحصول على الجنسية التي يتقدم بها المهاجرون من خلال التمييز ضد الأفراد الذين تعتقد أنهم مسلمون، كما تخضعهم لسلسلة لا نهائية من المراجعات الأمنية.حيث دعا فرع مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) في ولايتي فرجينيا وميريلاند أوائل الشهر الجاري هيئة الجنسية والهجرة ووزارة الأمن الداخلي إلى الإسراع في النظر في قضايا المسلمين الذين ينتظرون طوال ما يقرب من سبع سنوات للحصول على الجنسية.وقالت «كير» إن الأشخاص الذين يواجهون التأخير هم مهاجرون شرعيون ومقيمون بشكل قانوني، والتزموا بالشروط اللازمة ليصبحوا مواطنين أميركيين، لكن التأخيرات تحول بين الكثيرين وبين عائلاتهم.وكانت منظمة «كير» قد أشارت في تقريرها السنوي، الذي صدر منتصف حزيران (يونيو) الماضي، والذي يناقش أوضاع
المسلمين في الولايات المتحدة، أشارت إلى أن قضايا التأخير في الحصول على الجنسية كانت على رأس قضايا المسلمين في أميركا في عام 6002.الجيش والجنسيةوفي سياق متصل، أدى مكسيكي وكولومبي وعراقية مجندون في سلاح مشاة البحرية الاميركية (المارينز) قسم الولاء للدستور الاميركي، فيما حمل كل منهم علم الولايات المتحدة بيد ونص «الآباء المؤسسون للامة الاميركية» باليد الاخرى لدى منحهم الجنسية الأميركية في واشنطن الأسبوع الماضي. وقد استقبلهم مدير ادارة الهجرة والجنسية ايميليو غونزاليس المجنس من قبل، خلال مراسم لمنح الجنسيات إلى 42 أميركياً جديداً مهاجرين من 41 بلداً معظمهم جنود. وقال في الحفل «اصبحتم أعضاء في أكبر ناد حصري في العالم. لقد قبلتم بالدفاع عن مبادئ أكبر بلد في العالم منذ 032 عاما». وعندما يلتحق المهاجرون النظاميون الذين يحملون «البطاقة» الخضراء بالجيش امتياز الحصول على الجنسية بشكل أسرع من الآخرين اذا تقدموا بطلب التجنس، لأنهم يخدمون «في زمن الحرب» وفق فقرة في قانون الجنسية مطبقة منذ اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) ومنذ بداية الحرب في العراق في آذار (مارس) عام 3002 نال الجنسية الاميركية 00523 جندي من المهاجرين.
Leave a Reply