ديترويت – خاص “صدى الوطن”
هايدي يونغ امرأة تعيش في منزلها الكائن على تقاطع شارعي الميل السابع وكولي في ديترويت، منذ خمس سنوات، ولا ترغب إخلاء المكان. لكن يونغ تتعثر في دفع الضرائب العقارية منذ ثلاث سنوات، وبالتالي هي أمام خطر مصادرة منزلها اذا لم تدفع المتأخر عليها من الضرائب وهو بقيمة 4000 دولار عن السنة المالية 2009. ويونغ، أيضاً، تدرك الاسباب التي تدفع المقاطعة الى المطالبة بضرائبها، فهي كانت تعمل في إحدى المؤسسات العامة في ساوثفيلد قبل تسريحها منذ ثلاث سنوات من عملها بوظيفة تحصيل الديون.
تقول يونغ (40 عاماً) “لم أفكر يوما أنني قد أوضع في هذا الموقف”، وأضافت يونغ “العنصر الأساسي في الموضوع هو الحصول على الوظيفة.. بعد ذلك كل شيء يصبح ممكناً”.
يونغ كانت واحدة من آلاف أصحاب المنازل المتعثرين الذين حضروا، خلال ثلاثة أيام في الأسبوع الماضي، الى “مركز كوبو” للمشاركة في جلسات استماع عقدها لهم مكتب خزانة المالية مقاطعة وين، في محاولة منهم لوقف مصادرة منازلهم.
وعلماً بأن مثل هذه الجلسات تعقد عادة في المحكمة، إلا ان أعداد المتعثرين وصلت الى حجم هائل بلغ 40 الفاً هذه السنة (مقابل 26 ألفاً السنة الماضية) ما دعا أمين خزانة مقاطعة وين ريموند ويتويتز الى عقد الجلسات في مركز “كوبو”. ويذكر أن أمين خزانة مقاطعة وين مكلف، حسب القانون، بمصادرة منازل كل من لم يسدد ضرائبه العقارية لثلاث سنوات متتالية أو أكثر.
العديد من الحاضرين كانوا إما فقراء أو مسنين، وحين سأل ويتويتز من لديه بريد الكتروني، عدد قليل منهم رفع يده. بعض من حضروا كانوا مجرد مستأجِرين، وهؤلاء تم تحويلهم الى منظمة غير نفعية لمساعدتهم والبعض قالوا انهم قادرون على دفع الضرائب المتأخرة عن سنة واحدة. فأبلغوا بالدفع وغادروا. لكن معظم أصحاب المنازل طلبوا تقسيط الدفعات أو اللجوء الى خيارات أخرى.
يشار الى أن ويتويتز الذي يتقلد هذا المنصب منذ 30 عاماً، لاقى ترحيباً لدى دخوله القاعة، وقال “أرغب ان تحتفظوا بمنازلكم وأرغب ان تستمروا في دفع ضرائبهم”.
وقال نائب ويتويتز، ديفيد زمانسكي، ان لدى مقاطعة وين وسيلتان للتقسيط. الوسيلة الأولى تنص على دفع 20 بالمئة من الضرائب المتعثرة للسنة 2009 وذلك في فترة لا تتعدى آذار (مارس) القادم، على ان يدفع الباقي على دفعات حتى تشرين الأول (اكتوبر) القادم. وهذه وسيلة جيدة للمنازل والمحلات التجارية. أما الوسيلة الثانية مصممة للمنازل التي يقيم فيها اصحابها، وهؤلاء منحتهم المقاطعة فرصة حتى 12 كانون الأول (ديسمبر) القادم ليسددوا ضرائبهم المتأخرة.
وعلى هؤلاء التعاقد مع المقاطعة في هذا الشأن.
يشار الى ان قانون الولاية ينص على فرض فوائد على الضرائب العقارية المتأخرة بواقع 18 بالمئة عن كل سنة تأخير، وأن أمين خزانة المقاطعة ليس بوسعه التدخل في هذا الامر. وقال زمانسكي “في الحد الأدنى يستطيع الناس أن يأتوا ويتحدثوا إلينا”.
وقد بادرت يونغ الى تقديم طلب بالتمديد وستعرف خلال أسابيع ما اذا كانت مؤهلة، وكذلك فعلت تريش غرار غزرنسكي (46 عاماً) وتبلغ ديونها 5481 دولار وتقيم في منطقة ورنديل في ديترويت، وتمتلك هي وعائلتها المنزل الذي تسكنه منذ السبعينات. وتعمل غزرنسكي بدوام جزئي في متجر “وولمارت” في ديربورن، لكنها غير قادرة على دفع كامل التزاماتها المالية، وقالت “أنا لا أكذب.. أريد أن أفعل الشيء الصحيح.. فأنا وضعت مدخراتي على مدى 30 سنة في هذا المنزل”.
المصدر: “ديترويت فري برس”
Leave a Reply