برامج متفاوتة ومركز الثقل الانتخابي لم يستقر بعد رغم الأثر الجاذب لنتائج «أيوا»
يتنافس ستة مرشحين ديمقراطيين وسبعة جمهوريين في الانتخابات الحزبية التمهيدية (كوكاس) في ولاية ايوا في الجولة الاولى من المنافسة على الفوز بترشيح الحزب. وكانت الحصيلة تقدم باراك اوباما على هيلاري كلينتون، وجون ادواردز من الديمقراطيين في مقابل تقدم الجمهوري مايك هاكوبي على منافسه ميت رومني، حيث يحظى المتقدم في هذه الجولة الاولى للانتخابات الحزبية على دفعة كبيرة قد تكون العامل الحاسم للفوز بتسمية الحزب له مرشحا للرئاسة. وتشير الارقام الى ان الفائز في الجولات الاولى للانتخابات الحزبية على الاخص في ولاية ايوا عادة ما يضمن الفوز بتسمية الحزب للانتخابات الرئاسية نظرا لما يمثله من اهمية اعلامية وتأثير في مسار الرأي العام الانتخابي. واسفرت النتائج في ايوا عن تقدم باراك اوباما ديمقراطيا (38٪) على جون ادواردز (30٪)، وهيلاري كلينتون (29٪)، بل ريدشاردسون (2٪)، جو بايدن (1٪)، مايك غرافال (0٪)، كريس دود (0٪)، دينيس كيسينيش (0٪). اما جمهوريا فتقدم مايك هاكوبي (34٪) على ميت رومني (25٪)، فريد ثامبسون (13٪)، جون ماكين (13٪)، رون بول (10٪) رودولف جولياني (3٪)، دانكن هنتر (0٪).ويتحضر المرشحون من كلا الحزبين للجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشر.
الديمقراطيون يستقبل المرشحون الديمقراطيون انتخابات العام 2008 بشعور الفرصة السانحة، فخصومهم الجمهوريون منهكون بسبب سياسات الادارة الحالية وتأييدهم من قبل الناخبين في ادناه. وتشير الاستطلاعات ان الناخبين الديمقراطيين اكثر ارتياحا الى مرشحيهم من نظرائهم الجمهوريين. اما على الصعيد الحزبي، فان باراك اوباما استطاع ان يكتسح خصميه، من داخل حزبه، هيلاري كلينتون وجون ادواردز في الانتخابات التمهيدية في ايوا. غير ان تاريخ الانتخابات وتغير مراكز ثقل المرشحين تجعل التنبؤ بما سترسي عليه اقلام الاقتراع امرا مبكرا رغم الدفعة الكبيرة التي منحتها الجولة الاولى لـ اوباما ورغم قدرتها في التأثير على الناخبين الذين لم يحسموا امرهم بعد.وفيما يلي برامج المرشحين الديمقراطيين:
هيلاري كلينتونسيناتور من نيويورك، ومرشحة ديمقراطية في الطليعة. تعتمد على ارث زوجها الرئيس السابق بل كلينتون الذي منحها خبرة ثماني سنوات في البيت الابيض. وهي اول امرأة مرشحة جدية في التاريخ الاميركي. يرى كثير من الديمقراطيين ان حملتها الانتخابية متعلقة بالماضي اكثر منها متطلعة الى المستقبل، اي انها دون رؤى. وانها لم تعرف التنصل بذكاء من التصويت في الكونغرس للسماح بغزو العراق عام 2002 كما فعل منافساها جون ادواردز وكريس دود اللذين اعتذرا عن تصويتهما لصالح الحرب فيما بعد، بل هي ساندت ارسال المزيد من القوات مع انها لم تبرح انتقاد الرئيس الحالي عن سياسته الخارجية في حربة على العراق. وهو ما يدق اسفين التشكيك بصورة «السياسية الخبيرة» التي تحاول ان تروجها كلينتون عن نفسها. وذلك ربما دفعها الى دعم مشروع قانون يسحب قرار اعلان الحرب، التي كانت قد صوتت عليه، من بين يدي الرئيس الاميركي كي تخفف من حدة انتقادات مناهضي الحرب من اليسار الاميركي.وتعد كلينتون رغم كل ذلك المرشحة الاعلى نصيبا من بين الديمقراطيين والاكثر جدية وانغماسا في العمل، وربما الاحسن اداء في اغلب المناظرات السياسية حيث بدت متمرسة ثابتة واثقة وهادئة. وقد تكون نتائج الجولة التمهيدية الاولى في ايوا ضربة لا يمكن ان يتغافل عنها في التأثير على مجرى حملتها الانتخابية وعلى زخم الجولة التمهيدية القادمة في ولاية نيوهامبشر. يضم مشروعها انهاء الوجود العسكري الاميركي في العراق وابداله بتعزيز الامن فيه، والاعتماد على العلاقات الدبلوماسية مع دول الجوار لا سيما ايران. تنتقد محاولة الرئيس بوش الالتفاف على الكونغرس في موضوع ايران وترى انه يتجاهل رغبة الشعب الاميركي.في الشأن الصحي، تعد بضمان صحي شامل مع نهاية ولايتها الثانية كرئيسة في وقت سوف تعمل فيه على تحسينات في الضمانات الصحية الحالية حتى الوصول الى الضمان الشامل. اما في موضوع فلسطين فترى ان الخروج من العراق سيساعد في تجديد عملية السلام والتي تعني في نظرها الامن والتطبيع بين اسرائيل وفلسطين والدول العربية بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية مقابل الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود وحماية امنها. في موضوع العراق ربما كانت كلينتون مثل الكثيرين الذين جرفتهم سيول الفزاعة الارهابية التي نصبتها الادارة الحالية في اروقة الكونغرس الاميركي فصوتوا على اثرها لصالح غزو العراق، ولكنها فيما بعد اتخذت موقفا معارضا. هل كانت مواقف المعادين المـتأخرين للحرب على العراق، في حقيقتها، تميل مع الريح التي لم تعد تدفع مركب الحرب على الارهاب، ام هي مجرد استعمال لنقطة ضعف قاتلة عند خصومهم الجمهوريين يسهل استغلالها ضدهم؟ ام ان هناك من هو معتقد فعلا بما هو في حقيقته ضد السياسة التي تسود اليوم في واشنطن وتعارض التوسع الامبراطوري الاميركي؟ اسئلة من المبكر ربما الاجابة عليها، رغم اهمية ابقائها قيد التداول.باراك اوباما اول ظهور للعلن كان تسميته مرشح الديمقراطيين عن مقعد سيناتور في الينوي عام 2004 وكان خطابه في مؤتمر الحزب انذاك ولادة قيادة واعدة في نظر كثيرين من داخل الحزب. وتكمن اهمية ظاهرة اوباما انه الجيل الاول لمهاجر كيني ولأم ترعرعت في ولاية كينساس والمرشح الرئاسي الجدي الوحيد تاريخيا من اصل افريقي. استطاع أوباما في الفترة القصيرة التي اعلن فيها ترشحه ان يجمع تمويلا معتَبرا مقارنة بمنافسته كلينتون التي تستند الى انجازات زوجها.لكن احدى المثالب او بالاحرى الانتقادات التي توجه الى اوباما ان تجربته السياسية على الصعيد الوطني ما زالت وليدة اذ انها لم تتجاوز السنتين كسيناتور في الكونغرس الاميركي. لكن رد اوباما على ذلك ان المدة القصيرة التي لديه في تجربته كعضو في الكونغرس عصمته من الانزلاق او امتهان الفساد الذي يصاحب عادة السياسيين المخضرمين. ويحتج أوباما ايضا في الرد على انتقادات الخبرة القصيرة انه عندما كان مازال عضو كونغرس في ولايته عام 2002 انتقد الحرب على العراق في وقت كان معظم مرشحي الحزب الديمقراطي الحاليين آنذاك قد صوتوا لصالح الحرب التي تراجعوا عن دعمها فيما بعد وهاجموها.والمثير للعجب ان يتقدم باراك في الانتخابات الحزبية التمهيدية على هيلاري كلينتون بفارق ثمانية نقاط في المئة في اولى الجولات في ولاية أيوا الخميس الماضي. ولقد جاءت هذه مفاجئة لولاية يشكل البيض 95٪ من سكانها. الا ان المراقبين يرون ان السبب في ذلك يعود الى ان اغلب مأيدي باراك هم من الشباب الذي ليس للون أو للعرق تأثير بالغ على قراراته الانتخابية.يرى في موضوع ايران ان على الاميركيين ان يعملوا على عدم امتلاك ايران السلاح النووي. ويؤكد على اهمية الحفاظ على سلامة الولايات المتحدة لكنه ينتقل الى انتقاد المناورة الاساسية التي تستعملها الادارة الحالية وهي سياسة التخويف من الارهاب لشن حرب ما كان يجب ان تشرع من قبل الكونغرس. وينتقد اوباما حملات الجمهوريين الانتخابية التي تستعمل نفس المنطق التخويفي لاستثمار ما كان بدأه بوش. ومن ذلك يعرض نظرته في الحريات الاميركية التي تآكلت بفعل تلك السياسة التخويفية التي تتبعها الادارة الحالية. في مسألة ايران يدعم اوباما حوارا مباشرا مع الايرانيين ولا يعتقد ان هناك سببا يمنع هذا الحوار وهو ينتقد طريقة تعامل الرئيس الحالي بوش مع الموضوع الايراني.اما في لبنان فيظهر ان اوباما لم يستطع بعد ان يفلت من قبضة مجموعات الضغط الداعمة لاسرائيل او ان الاخيرة وظفت طاقات كبيرة لاحتوائه كي لا يشكل في مواجهتها صوتا اميركيا ناقدا. وعليه، يرى ان من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها في مواجهة ضربات حزب الله صيف 2006. ويعتبر ان حزب الله يدخل المنطقة في دوامة عنف ويعرقل الديمقراطية فيها. ويدعم اوباما القرار الاممي 1701. اما في فلسطين فيرى ان قيادتها فشلت في جلب السلام لشعبها الذي يعاني بسبب عدم الاعتراف باسرائيل، ومنع العنف، والتفاوض بجدية.
جون ادواردز سيناتور سابق من شمال كارولاينا. اعتذر عن تصويته لصالح الحرب على العراق في العام 2002 حيث احتسبت هذه النقطة لصالحه على منافسته المرشحة كلينتون. ويتوافق ادواردز مع كلينتون في انتقاد ادارة الرئيس بوش في حربه العراقية.تتميز حملته الانتخابية بالتركيز على الاقتصاد دون تغافل السياسة الخارجية. فهو داخليا يهدف الى محاربة مجموعات المصالح الخاصة، الفقر، اصلاح الضمان الصحي، وحماية البيئة. وربما كان اعلانه ترشيح نفسه من مدينة نيو اورليانز التي ما زالت منكوبة بكاترينا اشارة الى اهمية البيئة في اجندته وتصريحا بفشل الادارة الحالية في مواجهة الكوارث الداخلية والانشغال بدلا عنها الى مشاريع توسعية خارجية. اما خارجيا فله رؤية مختلفة، اذ ينتقد انفاق الادارة الحالية مبالغ قدرت بـ500 مليار دولار في العراق ويرى انفاقها بدلا من ذلك على تعليم مئة مليون طفل فقير في العالم. ويأتي ترتيب ادواردز الثالث من بعد كلينتون وأوباما في ترتيب قوة المرشحين الديمقراطيين.ولقد وظف ادواردز جُلّ، ان لم يكن كل، طاقته الانتخابية في ولاية ايوا التي بدأت فيها اولى عمليات الانتخابات الحزبية الاولية الخميس الماضي مما يعني ان هزيمته هناك ستكون ضربة قاضية لفرص استمرار زخمه كمرشح جدي. اما اذا حالفه الحظ فإن تأثير ذلك على ثاني جوله انتخابية في ولاية نيفادا سيكون دفعا كبيرا لحظوظه في المنافسه على الفوز بترشيح حزبه. ولقد حل ثانيا في جولة ايوا للانتخابات التمهيدية، بعد باراك وقبل كلينتون، مما يبقيه في وضع جيد.في موضوع الحريات المدنية يرى ادواردز ان سياسة الخوف التي تنشرها الادارة الحالية تهدم الاسس التي قام عليها النظام الاميركي وان الاميركيين لا يستطيعون ان يتصرفوا تجاه الحريات المدنية وكأنهم الدولة الاضعف في العالم.اما الهجرة فيرى ان اميركا استفادت كثيرا من المهاجرين وهم يستحقون الحصول على الجنسية الاميركية. وانتقد انسانيا استغلال المهاجرين من قبل اصحاب العمل ويقول بضرورة اصلاح قوانين الهجرة لمنح المهاجرين حقوقا مدنية.ويرى انه لا يكفي انهاء الحرب في العراق بل اخراج القوات الاميركية منه ايضا.اما في المسألة الفلسطينية فيدعم ادواردز قيام دولتين فلسطينية واخرى يهودية كما صرح في الكلمة المسجلة التي وجهها الى مؤتمر المعهد العربي الاميركي في العام 2007.
دينيس كوسينيشوهو عضو كونغرس عن ولاية اوهايو لست دورات. عنوان حملته الانتخابية معارضة الحرب على العراق. وهو الوحيد من بين خمسة مرشحين ديمقراطيين الذي صوت ضد الحرب في الكونغرس الاميركي عام 2002. كما كان من بين الاوائل الذين طالبوا سحب القوات الاميركية من العراق. لكن اختلاف كوسينيش عن بقية المرشحين يتمثل في الحماسة التي يعارض فيها. وهو كان من الذين رفعوا الصوت لمعارضة تمويل القوات الاميركية. وكان اتهم نظراءه المرشحين في اول مناظرة ديمقراطية في جنوب كارولاينا باضطراب الرؤية لأنهم عارضوا الحرب لكنهم صوتوا لصالح المضي في تمويلها. يعارض انتشار الاسلحة الفردية ويقترح اقامة وزارة للسلام. كما انه الوحيد من بين المرشحين الذين طالبوا نزع الثقة من نائب الرئيس ديك تشيني بالاضافة الى مطالبته بالامر نفسه ضد الرئيس الاميركي الحالي مع اخرين. وكان كوسينيش في احدى خطاباته في مدينة ديربورن اكتوبر الماضي قد شكك في صحة الرئيس بوش العقلية وطالب بخضوعه للمعاينة.في مسألة الحريات المدنية يتهم كوسينيش الادارة الحالية بخرق الدستور عندما شرعت التعذيب في ابوغريب وغوانتينامو ومنعت المتهمين من حماية القانون والحصول على محاكمات قانونية.اما فيما يخص الحرب على ايران فيرى ان الاعلام الاميركي يجب ان يكون حذرا في التعاطي مع المسألة لأنه كان قد لعب دورا كبيرا في الترويج للحرب على العراق وهو الآن قد ينحو نفس المنحى لذلك نادى وضع قيود على طريقة تناول الاعلام للمسألة وعلى خطابات الرئيس بوش الذي خرجت عن السيطرة على حد تعبيره. وهو يرى ان ايران لا تملك سلاحا نوويا الآن وانه سيتحاور مع ايران لاقناعها ايقاف برنامجها النووي في نظرة شمولية ليس فقط تجاه ايران بل ايضا تجاه انضمام الولايات المتحدة نفسها الى معاهدة نزع السلاح النووي بكل انواعه. عندها، كما يرى، يمكن اقناع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي وسيكون لكلام الولايات المتحدة وقتها مصداقية امام العالم. ولكن كوسينيش لا يتوقف عند هذه الحدود بل يطالب بتحقيقات يجريها الكونغرس الاميركي تتعلق بما لدى مكتب الاستخبارات الاميركي (سي أي ايه) من معلومات حالية حول ايران ويعتقد ان مثل هذه التحقيقات تعزز قضية نزع الثقة من الرئيس الاميركي ونائبه لأنه (اي الرئيس الاميركي) يجاهر بما سوف يكون حرب عالمية ثالثة اذا ما ضربت ايران في وقت يعلم الرئيس بوش علم اليقين ان ليس ثمة شيء من هذا القبيل، الامر الذي يشكل جريمة قانونية ضد الرئيس الاميركي نفسه. ومع مطالبة الرئيس بقصف ايران باسلحة تدميرية عالية فأن الامر يصل الى جريمة حرب.
الجمهريونيشعر المرشحون الجمهوريون ان استمرار سيطرتهم على الـسكابيتول هلس لن تكون راجحة. فأغلب المرشحين الحاليين ليسوا بذي ثقل ولا يشكلون قيادات كاريزمية. والذين يحظون بفرص نجاح يواجهون عبء ثماني سنوات من السياسات الكارثية لشاغل البيت الابيض الحالي الذي رغم رحيله القريب سيترك ارثا من الفشل على كهول حزبه ليس من السهل تجاهله. والصعوبة التي تواجه المرشحين الجمهوريين هي كيف يقنعون الناخبين انهم قيادات للتغيير دون المساس بنهج الادارة الحالي بل دون توجيه الانتقادات لها، لأن اي انتقاد لسياسات الجمهوريين سينسحب بالضرورة سوءا عليهم ويغضب المستمرين بمساندة الرئيس بوش.والملفت ان الذي حقق الانتصار الاول في الانتخابات التمهيدية في ايوا هو مايك هاكوبي حيث تقدم حتى على ميت رومني صاحب الحملة الاكثر مالا.
رودولف جولياني هو رئيس بلدية نيويورك السابق، بزغ نجمه على الصعيد الوطني اثر احداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) حيث امتلأت شاشات التلفزة بصورته كمسؤول اول عن مدينة تعرضت لنكبة عطفت مجرى التاريخ. اخذ لنفسه دور المحارب الطليعي وتبنى كل مقولات الجمهوريين من الحرب على الارهاب و الاسلام المتطرف الى الضربات الاستباقية وملاحقة فلول الارهاب بدل انتظارهم في الديار الاميركية. بنى لنفسه سمعة المحارب العالم بخبايا الصراعات في الثماني سنوات التي امضاها رئيسا لبلدية نيويورك وذاع صيته في النجاحات التي حققها في محاربة الجريمة بخفضها الى النصف وهو الآن يعلن عن نيته محاربة الهجرة غير الشرعية باستعمال نفس اساليب الملاحقة القانونية عبر حوسبة تتبع البيانات. غير ان جولياني يمتاز عن بقية الجمهوريين بتبنيه سياسات ليبرالية فيما يخص حق الاجهاض وقوننة حمل الاسلحة الفردية وزواج المثليين.استطاع تقدم جميع المرشحين الجمهوريين في الاموال التي جمعها لحملته الانتخابية في الربع الثالث للعام 2007.اما خارجيا، في مسألة العلاقة مع العالم الاسلامي فيرى ان الولايات المتحدة يجب ان تبقى في موقف الهجوم على الارهاب الاسلامي. ولا يلطف من موقف جولياني اعتباره ان اكثر المسلمين والعرب جيدين طالما وصم مسبقا التطرف بأنه اسلامي. وهي سمة تميز بها كل المرشحين الجمهوريين باستثناء رون بول الذي انتقد تخصيص الارهاب بتلك الصفة والصاقه بدين.لكن جولياني، وبنفس المنطق الذي حد من خطاب الرئيس بوش ضد الارهاب «الاسلامي»، يحد من خطابه ويرى عدم جواز التعميم ورفض توجيه التهمة الى المسلمين جميعا. وهذا تكتيك لا يعفيه من جريرة اصراره على توصيف الارهاب بالاسلامي لأن وقع التوصيف ادوم في الاثر من وقع التراجع عن التعميم. ولأن التعميم الاعمى قد يعود على المعمِّم بتهم العنصرية التي يهرب اغلب المرشحين منها. الا ان الذي يميز جولياني هو قبوله بسياسات بوش كاملة دون توجيه اي انتقادات لها بل ربما بررها اكثر من غيره دون ان يسمي الرئيس بوش بالاسم أو إن اضطر الى تسميته امسك عن تكرار اسمه مخافة انسحاب اللعنة البوشية الى مستقبله الانتخابي. والادل على ذلك هو انتقاده الشديد للمرشحين الديمقراطيين الذين اسقطوا وصف «اسلامي» من قاموسهم عند استعمالهم لفظة «ارهاب» معتبرا انهم يخبؤون رؤوسهم في الرمال.في موضوع ايران، يصر جولياني على ابقاء الخيار العسكري مفتوحا. وربما يتفوق على الرئيس الحالي بوش في معالجته المعلومات الاستخباراتية التي تصله. فهو لا يعتقد ان التقرير الذي خرجت به وكالة الاستخبارات الاميركية عن عدم امتلاك ايران اسلحة نووية يعني ان ليس لدى ايران سلاحا نوويا! فهو يرى ان هذا التقدير قد يصيب وقد يخطئ! علاوة على ان التقرير صرح بأن الايرانيين اوقفوا مشروعهم عام 2003 ولم يقل باستحالة المضي مجددا في المشروع النووي. وعلى الرغم من خطر الحرب على ايران الا ان جولياني يرى خطر امتلاك ايران للسلاح النووي اكبر.في العراق، يعتبر ان الحرب الاميركية هي في اصلها ضد الارهاب الاسلامي، ويرى ان الانتصارات تتحقق، كما تحققت من قبل في افغانستان، وان المعطيات ما زالت مستمرة لتحقيق المزيد من الاهداف. وان سحب القوات الاميركية من العراق انتصار للارهاب الاسلامي. وان تحديد جدول زمني لانجاز المهمات سيعرقل اداء الجيش الاميركي.اما في الموضوع الفلسطيني فليس عجبا بعد عرض ارائه السابقة وتوجهه السياسي ان يشدد اولا على اولوية اعتراف الفلسطينيين بحق اسرائيل في الوجود كدولة خالصة لليهود؛ ثانيا، التأكيد ان عليهم التنديد ووقف الارهاب والوعد بمحاربته والبدء بخطوات ملموسة تظهر حسن نواياهم لفترة من الوقت قبل ان يفكروا في المفاوضات. فجولياني لا يريد «سلاما» دون ذلك. فهو يرفض سلاما بالاسم في وقت يقتل فيه الاسرائيليون والاميركيون!
ميت رومني حاكم سابق لولاية ماساتشوستس لدورة واحدة ورجل اعمال. من مواليد مدينة ديترويت وكان والده حاكما لولاية ميشيغن عام 1968.شكل انتماءه الى مذهب المورمون المسيحي جدلا بين المراقبين فيما اذا كان ذلك سيشكل عائقا لترشيحه حيث يعتقد كثير من الانجيليين، وهم اكثرية الناخبين، ان المورمون مذهب مارق في المسيحية.نجحت حملتة الانتخابية في جمع الكثير من التمويل. استعمل ماله الشخصي ايضا مما جعل منه خصما صعبا.ولكن الاكثر اثارة للجدل في امره هو خطه السياسي اذ يظهر سجله كحاكم لولاية ماساتشوستس دعمه لحقوق زواج المثليين والحق في الاجهاض الا انه غيّر موقفه من ذلك في ترشحه للرئاسة الاميركية اذ عارض الزواج المثلي وحتى الارتباط المدني بين المثليين وكذلك ناهض الاجهاض.في موضوع الهجرة يرفض رومني فكرة العفو عن غير الشرعيين. ولكنه لا يعارض بقاء المهاجرين غير الشرعيين من غير مرتكبي الجرائم. ويرفض قوانين بعض المدن التي لا تسمح للشرطة باعتقال المهاجرين غير الشرعيين.اما تعليق رومني على موضوع العراق في المناظرة التي جرت في ديربورن اكتوبر الماضي فقد اثارت الكثير من الانتقادات حيث بدى مسطح العقل دون الخبرة الاولية للسياسيين المأهلين خوض غمار الترشح. فهو اجاب وقتها مذيع قناة الــ«أم اس ان بي سي» عند سؤاله عن مدى حاجة الرئيس لتفويض الكونغرس للذهاب الى الحرب ضد ايران؟ بأنه سيترك الامر لمحاميه كي يحسموا ويخبروه بما عليه فعله. وايا ما تكن نية رومني عند اجابته على السؤال وما اذا كانت قد خانته عبارته ام لا فهو ظهر وكأنه غير حاسم لامره. الا ان تركيبة رومني الجمهورية لم تبعده كثيرا عن فلك الرغبة في صب غضب العقوبات الاقتصادية على ايران. ويعتبر ان الرئيس الايراني احمدي نجاد مارق واحمق ويجب معاملته بالشدة وانتقد السماح له بزيارة الولايات المتحدة.اما في مسألة العراق فلا يخرج تصوره عن الاطر التي يسبح فيها الجمهوريون وليس لديه ما هو متميز او خاص به. يعتقد ان ما يفعله الرئيس بوش جيد وانه يؤتي ثماره، وان الاستمرار في التقدم في العراق سيسمح بعودة القوات تدريجيا.على صعيد العلاقات الخارجية ينتقد رومني رغبة باراك اوباما الجلوس الى كاسترو، شافيز، الاسد، واحمدي نجاد معتبرا ان هؤلاء اعداء واسوأ الديكتاتوريين في العالم. لكنه اعتبر ان برويز مشرّف في المقابل حليف يمثل الديمقراطية في المنطقة وجب دعمه.في الموضوع اللبناني، يحاول رومني ان يجد لنفسه طريقا خاصا، فيعلن انه لا يقبل كل ما يفعله بوش فهو على حد تعبيره ليس نسخة طبق الاصل عن سيد البيت الابيض، لكنه يقع في فخ التبسيط وترديد المفردات التي تشير الى جهل مطبق باوضاع لبنان. وكل ما استطاع ان يتمايز به رومني هو اعتباره وجوب العمل على التأكد من ان هناك في لبنان خطة اقتصادية وزراعية مؤاتية! وان ليس هناك مدارس وهابية! وان عندهم ضمان صحي! واننا نأخذ بيدهم (اي اللبنانيين) الى الحداثة!!
رون بول قد لا يكون رون بول المرشح الاكثر تفضيلا ما بين الجمهوريين من الجيل الكهل، لكنه بالطبع يثير كثيرا من الحماسة ما بين جيل الشباب. وتمتلئ صفحات الانترنت باسمه اذ يتصدر كل المرشحين من الحزبين في الاحاديث التي تدور حول الا.نتخاباتوصل الى الكونغرس في العام 1976، ثم هُزم وعاد فانتصر بعد عامين. ليعود الى الكونغرس في العام 1996. كان الجمهوري الوحيد الذي صوت ضد الحرب على العراق في الكونغرس الاميركي عام 2002. كما صوت ضد قانون الوطنية (باتريوت آكت). ويعارض التدخل الاميركي في السياسات الخارجية للدول ويعتبر ان ذلك من الاسباب الرئيسة التي انتجت اعتداءات أيلول (سبتمبر) عام 2001.في الحريات المدنية، يهاجم بشدة سجن غوانتينامو، معتبرا ان الاساس الذي بني عليه فاسد، فلا يمكن تقرير حرمان السجناء من حقهم في الخضوع لحكم القانون كمبدأ «هابياس كوربيس» الذي يمنع السجن دون حكم قضائي.يعارض جميع المرشحين الجمهوريين في موقفه ضد الحرب على العراق و لقد لاقى تصفيقا حارا من الحضور في المناظرة الجمهورية التي جرت في ديربورن اكتوبر الماضي حيث لم يكن ليتصور خروج احد المرشحين عن الاجماع الحزبي. وقد دار حديث وقتها عن الحرب على ايران، الامر الذي جعل المرشح بول يحتج بحرارة قائلا «لماذا لا نقرأ الدستور، ان الذهاب الى الحرب لا يكون الا بعد اعلان الحرب رسميا عبر الكونغرس» معتبرا ان الذهاب الى الحرب في العراق خرق للدستور.ويعتبر بول ان ليس لدى ايران اسلحة نووية ويستغرب من ان البعض لا يتعلم الدرس الفاشل في العراق.ففي العراق يرى بول ان الامة الاميركية تنزف بشريا وماليا. ويعتبر ان وجود القوات الاميركية يقوي القاعدة دون ان يضعفها. وفي سؤال لـ«صدى الوطن» وقتها عن الاستخدام المفرط لمصطلح «الاسلام الفاشي» وعن التوجه الدائم الى ربط الاسلام بالارهاب او العنف قال بول «انهم يريدون ان يشعروا الناس بالخوف الدائم، انها البروباغاندا التي تريد ان تقنع الناس ان هناك هتلر مسلم».لكن لرون بول موقفا جد متشدد في مسألة الهجرة لدرجة انه يعارض منح الجنسية لمواليد المهاجرين غير الشرعيين.مايك هاكوبيحاكم سابق لولاية اركانسيس وأحد المرشحين الاقوياء في الحزب الجمهوري.استطاع الانتقال من الصفوف الخلفية الى المقدمة من بين المرشحين الجمهوريين اذ تقدم اخيرا على رومني في استطلاعات الرأي في ايوا رغم تقدم الاخير عليه في قدرة حملته المالية وصيته على المستوى الوطني. وهذا قبل ان يربح هاكوبي الجولة الاولى في الانتخابات الحزبية التمهيدية التي جرت في نفس الولاية الخميس الماضي. يدعم الحرب على الارهاب، يعارض الاجهاض، والزواج المثلي.على صعيد الهجرة، يدعم استراتيجيات واسعة لتقليص اعداد الهجرة غير الشرعية. يدعم السور الحدودي وزرع كاميرات المراقبة على طول الحدود الجنوبية بحلول العام 2010. كما يساند زيادة اعداد خفر الحدود ويعارض العفو عن المهاجرين غير الشرعيين. لديه مشروع لترحيل المهاجرين غير الشرعيين مع السماح لهم بالعودة بطريقة شرعية اذا هم غادروا البلاد خلال مدة معينة. يرى ضرورة العمل على معاقبة ارباب العمل الذين يستعملون المهاجرين غير الشرعيين واشتراط التحقق من الجنسية قبل قبول توظيف العمال. وتحديث منح نظام الجنسية للحد من المهاجرين في مقابل تشجيع هجرة المتعلمين واصحاب المهن، وللذين يخدمون في الجيش الاميركي.في الموضوع الايراني يرى العقوبات الاقتصادية ومن ثم العسكرية وكل الاحتمالات مفتوحه عنده.اما في الموضوع العراقي فلا يختلف عن الجمهوريين الاخرين اذ يرى ان الحرب تؤتي ثمارها وان انسحابا من العراق لن يكون بالامر الحكيم.في موضوع فلسطين، لا يرى امكانية تسليم اسرائيل الضفة الغربية للفلسطينيين لاسباب تتعلق بالامن الاسرائيلي. حتى منطقة الجولان، كما يرى هاكوبي، لا يمكن ارجاعها الى السوريين بسبب امكانية انكشاف منطقة الجليل كلها وهي من دواعي الامن الاسرائيلي.اما ماذا على العرب ان يفعلوه في حال لم يسترجعوا الضفة الغربية والجولان فترى حكمة هاكوبي الازلية ان الشرق الاوسط مليء بالاراضي وحصر امكانية الوصول الى حل لمشكلة الشرق الاوسط في الضفة والجولان لا يوصل الى نتيجة. وعلى العرب، طبقا لـ هاكوبي، ان يجدوا حلولا في اماكن اخرى.
جون ماكينسيناتور في الكونغرس الاميركي من ولاية اريزونا. بدأ حملته كمرشح متقدم لكنه لم يستطع المحافظة على مركزه. ترشح عام 2000 وفاز وقتذاك على الرئيس الحالي بوش في انتخابات الحزب في نيوهامبشر. لكنه لم يصمد امام بوش بعد ان قرر الحزب الجمهوري الوقوف خلف الاخير. لم يستطع مؤخرا ان يسابق منافسيه من حزبه في جمع المال الكافي لتسيير حملته. في زيارته الى بغداد اول السنة الحالية القى خطابا اعتبره الكثيرون متفائلا الى درجة التضليل فأثر بذلك على مصداقيته. موقفه من حرب العراق غير ثابت فهو انتقد ادارة الحرب، ثم دعم ارسال قوات اضافية، وهو الآن يساند خطة بوش الجديدة الامر الذي اضر حملته.على صعيد كسب الاصوات، لا يربح اصوات مساندين الحرب ولا يستطيع ان يكسب قلوب معارضيها. على الصعيد الصحي، سيكون ماكين الاكبر عمرا من بين المنتخبين، 70 عاما، ولديه مشاكل صحية (خضع لعملية بسبب سرطان الجلد) وقد يءثر ذلك كثيرا على خيارات الناخبين.
Leave a Reply