مرندا فالي – «صدى الوطن»
أثارت هجمات تنظيم «داعش» الإرهابية فـي لبنان وفرنسا ونيجيريا، فـي الآونة الأخيرة، الكثير من ردود الأفعال المستنكرة حول العالم والتي لم يخلُ البعض منها من مواقف وآراء متعسفة حول الإسلام واللاجئين، وفـي مقدمتهم اللاجئون السوريون، حيث علّقت العديد من الدول الغربية سياساتها المرتبطة بإعادة توطينهم على أراضيها.
ستابينو ودينغل في صورة تذكارية بعد الاجتماع.(صدى الوطن) |
وفـي منقطة مترو ديترويت، انبرى العديد من المنظمات والنشطاء لإدانة تلك التفجيرات والهجمات الإرهابية وتفنيد الاتهامات الموجهة للإسلام و«المخاوف المحتملة» من استقدام اللاجئين وإعادة توطينهم فـي الولايات المتحدة.
وفـي إحدى الفعاليات المنعقدة حول هذا الموضوع، انضمت السناتور الأميركية ديبي ستابينو وعضو مجلس النواب الأميركي ديبي دينغل، يوم السبت الماضي، 21 تشرين الثاني (نوفمبر)، إلى اجتماع حضرته فعاليات اجتماعية ودينية وسياسية من الجالية العربية فـي مترو ديترويت لمناقشة الآثار المترتبة على الهجمات الإرهابية والبحث فـي الحلول المحتملة لعدد من القضايا المتعلقة بها.
وضم الاجتماع، بالإضافة إلى المشرّعتين الديمقراطيتين، ستابينو ودينغل، كلا من رئيس بلدية مدينة وستلاند ومفوض مقاطعة وين آل هيدوس ورئيسة مجلس ديربورن البلدي سوزان دباجة، وعضو مجلس ديربورن التعليمي، مريم بزي والناشط عبد حمود ومدعي مقاطعة وين زينة الحسن، إضافة إلى الشيخين هشام الحسيني ومحمد دبوق.
وأجمع الحاضرون على أن يمارسه تنظيم «داعش» من أعمال إرهابية لا يمثل الإسلام ولا المسلمين، كما أجمعوا على ضرورة العمل والتعاون مع الأجهزة والدوائر الحكومية من أجل حماية الأمن القومي ومناهضة الإسلاموفوبيا.
وقالت دينغل فـي هذا الخصوص «نحن موحدون فـي محاربة الشر، وإذا تركنا الخوف يقسمنا ويزرع فـينا الكراهية، فإننا فـي هذه الحال نمكن الإرهاب من الانتصار علينا».
وتمحور الاجتماع حول قضايا اللاجئين والتصورات البشعة التي ترسخها ممارسات تنظيم «داعش» الإرهابية، إضافة إلى الدور السلبي الذي تقوم به وسائل الإعلام والمرشحون الجمهوريون لمنصب الرئاسة الأميركية فـي نشر المخاوف من المسلمين.
ووصفت السناتور ستابينو المرحلة بـ«العصيبة والمخيفة»، وقالت: «لقد شهدنا من قبل مثل هذه المراحل التي تغلبت فـيها الكراهية والتسييس على مواقفنا الإنسانية، تماما كما حصل مع الأميركيين اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية».
وأشارت إلى ما أسمته «إشاعة الخوف» حول مسألة اللاجئين السوريين، وقالت إنه «لمكافحة هذا الخوف علينا التفريق بين الحقائق والمعلومات الخاطئة التي يعتقد بها الكثيرون، بمن فـيهم البعض من زملائي فـي مجلس الشيوخ».
وأضافت «إن اللاجئين يخضعون لعمليات فحص دقيقة لعدة سنوات، وخلال السنوات السابقة وافقت الولايات المتحدة على استقبال نحول ألفـي لاجيء سوري.. لم يكن لأي أحد منه صلة بالنشاطات الإرهابية».
وشددت على أن «الإرهاب تهديد حقيقي، وأن اللاجئين السوريين عانوا منه أكثر من غيرهم».
وقال السوري الأميركي الدكتور يحيى باشا: «إن اللاجئين السوريين أصبحوا رمزا لضحايا الإرهاب، ونحن اليوم بأشد الحاجة للأصوات الإيجابية لكي تتكلم بنبرة عالية فـي مواجهة التأثيرات السلبية للإرهاب التي تنعكس على اللاجئين والمهجرين».
من ناحيته، أشار رئيس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» المحامي نبيه عياد إلى أن العرب الأميركيين يصبحون غير محبوبين أكثر فأكثر لدى الرأي العام الأميركي» وطالب السناتور ستابينو أن تتكلم مع المسؤولين وصنّأع القرار فـي واشنطن حول قضايا العرب الأميركيين وما يواجهونه من مشاكل فـي هذا الصدد.
وأضاف بالقول: «إن هجمات داعش الأخيرة هي الأخطر بعد أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) عام 2001 وها نحن مرة أخرى تحت الأنظار وتحت المجهر».
وقالت النائبة دينغل إن الأميركيين بحاجة لمن يعرفهم على الرسالة الحقيقية للدين الإسلامي.
Leave a Reply