خليل إسماعيل رمَّال
وأخيراً وقعت أول ضحية لروسيا بعد إسقاط إحدى مقاتلاتها من قبل المتهور السفَّاح أردوغان وسقطت معه ورقة التوت والزيف والخداع التركي والغربي الذي يدَّعي محاربة الاٍرهاب الداعشي رغم اكتوائه بناره. فقد تبيَّن أن فوائد وجود التكفـيريين بالنسبة لتركيا، ومن ورائها قطر والسعودية وحلف الناتو، هي أكبر من القضاء عليه بعدما استشعر هذا الحلف الغبي الخطر الذي شكله التدخل العسكري الروسي الفعّال والذي بدأ يجني ثماره بضرب الشريان النفطي الحيوي للسفاحين ووقف نقله إلى أنقرة.
الغدر الأردوغاني الذي جبن عندما أسقطت المقاتلات الأرضية السورية مقاتلة تركية ولم يفعل شيئاً سوى الشكوى للناتو، كان تعديه هذه المرَّة متعمداً بدليل أنه سارع بعد فعلته الشنيعة إلى الالتجاء إلى أسياده الأطلسيين. أردوغان لا يريد للحرب فـي سوريا أنْ تنتهي بل يريد تدميرها وأخذ حصته منها ولو أدى ذلك إلى حرب عالمية باردة جديدة أو ساخنة بين القوتين العظميين بالرغم من خسارته الجسيمة التي ستترتب على فعلته بعد العقوبات والرد الروسي. فبعد قطع موسكو كل الاتصالات العسكرية مع أنقرة،
تتجه الأنظار إلى الاتفاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تستورد تركيا ٥٦ بالمئة من الغاز الطبيعي من موسكو، كما أنها تستورد
النفط ومنتجات أخرى. ويزيد حجم التبادل التجاري بين البلدين على ٣٥ مليار دولار سنوياً، فـيما تنفذ الشركات الروسية ما قيمته ١٥ مليار دولار من المشاريع فـي روسيا وذلك مقابل أربعة ملايين مواطن روسي يزورون تركيا سنوياً. إذن هناك سبب كبير وراء الغدر التركي الذي لم يكن ليحصل لولا الدعم الأميركي الخفـي له ونفس السبب ينطبق على تجرؤ مشيخة كقطر، هي بحجم حي سكني فـي
موسكو، على شراء صواريخ مضادة للطائرات من أوكرانيا، عدوَّة موسكو، لنقلها للتكفـيريين فـي سوريا من أجل التصدِّي للمقاتلات الروسية.
الرد الروسي المحسوب سيتضمن الإستراتيجية التالية:
١- زيادة الدعم التسليحي الروسي القوي للأكرادوحزب العمال الكردستاني فـي سوريا، الذين يقفون ضد حرب الإبادة العنصرية التركية الإرهابية.
٢- إعلان المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا منطقة حظر جوي عسكري روسي مما يعني أن أي طائرة معادية من أي جهة أتت سيتم اسقاطها.
٣- ملاحقة فلول السفاحين التكفـيريين إلى مناطق داخل تركيا خلال هربهم من الرقة السورية ولن تكون هناك خطوط حمراء على الحدود التركية.
٤- مواصلة تدمير صهاريج النفط الداعشي المصدَّرة إلى تركيا.
٥- انخراط إيران علناً فـي العمليات الحربية وقيام طهران باستخدام ورقتها الاقتصادية ضد الأتراك.
٦- سيصعِّد الروس من موقفهم فـي محادثات فـيينا وسيكونون الى يمين الحكومة السورية وسيزيدون من عملية تحرير الأراضي السورية من يد الارهابيين.
لقد فرح عرب الردَّة بالاعتداء التركي وخصوصاً محطة «العربية» لكن فرحتهم لن تتم بعد غضب الدب الروسي البارد والمدروس.. ومن يضحك أخيراً يضحك كثيراً!
Leave a Reply