علي حرب – «صدى الوطن»
شكّك القس الأميركي المعروف جيسي جاكسون فـي جدية المخاوف الأمنية الأميركية المتعلقة بإعادة توطين اللاجئين السوريين الفارين من جحيم الحرب فـي سوريا، واصفاً المواقف الداعية لرفض استقبالهم بـ«غير الأخلاقية وغير القانونية والمنافـية للتعاليم المسيحية».
وكان جاكسون قد انضم إلى ندوة مفتوحة أقيمت فـي قاعة «النادي اللبناني الأميركي» فـي مدينة ديربورن، يوم الأحد الماضي، وحضرها قادة محليون ونشطاء حقوقيون ومسؤولون رسميون لمناقشة انعكاسات هجمات باريس الإرهابية على الحوار العام بشأن استقبال اللاجئين خاصة بعد مطالبة أكثر من ثلاثين حاكماً بتعليق برنامج الحكومة الفدرالية لتوطين اللاجئين السوريين.
وجاءت تعليقات جاكسون فـي الندوة التي جاءت تحت عنوان «كل حياة مهمة» وشارك فـيها عضوا الكونغرس الأميركي، النائبان الديمقراطيان جون كونيرز وديبي دينغل، إضافة إلى مديرة شؤون المهاجرين فـي بلدية ديترويت فـيروز سعد، ومؤسس «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» المحامي نبيه عياد، ورئيس «الجمعية الوطنية الأميركية لتقدم الملونين»-فرع ديترويت القس ويندل أنتوني، الى جانب ناشر صحيفة «صدى الوطن» أسامة السبلاني.
وفـي كلمته أكد جاكسون على الجانب الإنساني فـي قضية اللاجئين مشدداً على أنه لا يحق للمسؤولين فـي الولايات أن يقوضوا جهود الحكومة الفدرالية.
وكانت إدارة الرئيس باراك أوباما قد تبنت خطة لقبول عشرة آلاف لاجئ سوري خلال العام المقبل، ولكن الكونغرس الأميركي -وعلى ضوء التطورات الأخيرة- وافق على مشروع قانون للحد من تدفق اللاجئين القادمين من سوريا لدواع أمنية، فـيما هدد أوباما باستخدام الفـيتو ضد المقترح فـي حال إقراره فـي مجلس الشيوخ.
وواصل القس الأسود انتقاداته للسياسيين الذين «يبيعون الخوف للناس من أجل الحصول على أصواتهم الانتخابية»، على حد تعبيره.
وقال: «إن المسيح بحسب الكتاب المقدس كان لاجئاً مع عائلته فـي مصر»، مؤكداً أن «الوقوف إلى جانب أخوتنا المسلمين هو واجب أخلاقي، فلا يمكنك أن تتعبد المسيح اللاجىء يوم الأحد وتقوم يوم الاثنين بإغلاق الباب أمام بقية عائلته من اللاجئين الآخرين».
كما انتقد جاكسون محاولات الربط بين هجمات باريس الإرهابية والتضييق على اللاجئين السوريين، مؤكداً «أن على أميركا التزام أخلاقي لمساعدة اللاجئين السوريين لأن سياستها الخارجية ساهمت فـي خلق الأزمة»، ولفت القس الى أن «تلك الهجمات أطلقت جدلا حول مسألة حمل السلاح فـي أميركا لأن المهاجمين استخدموا أسلحة أتوماتيكية من النوع الذي يمكن شراؤه من أي متجر فـي الولايات المتحدة».
كما حثّ جاكسون مجتمع الأفارقة الأميركيين فـي منطقة ديترويت الكبرى على دعم الوافدين الجدد لأنهم هم أنفسهم جاؤوا إلى مدينة ديترويت كلاجئين من ولايات الجنوب الأميركي.
وبدوره قال النائب كونيرز «إن إجراءات الفحص الدقيق والمراقبة الصارمة المتبعة التي تستخدمها الأجهزة الأميركية من أجل فرز اللاجئين تضمن -فـي حال قبولهم- أنهم لا يشكلون تهديداً على الشعب الأميركي».
من ناحيته، قال السبلاني: «إن قبول عشرة آلاف لاجئ سوري فـي أميركا لن يحل أزمة ملايين المهجرين السوريين وغيرهم من بلدان أخرى، فمعالجة هذه المأساة لن يكون إلا بتغيير السياسية الخارجية الأميركية فـي المنطقة».
وفـي مداخلتها، دافعت النائبة دينغل عن العرب والمسلمين فـي الولايات المتحدة عموماً، وفـي مدينة ديربورن على وجه الخصوص، وقالت «إنهم أميركيون عظماء لا يفوتون فرصة إلا ويدينون فـيها الأعمال الإرهابية».
وأضافت بالقول «لن نسمح للخوف بأن يعيد تشكيل صورتنا وإعادة تأطيرها بالشكل الذي لا يتناسب مع القيم الأميركية التي كانت على الدوام مرحبة بالمهاجرين واللاجئين»، وقالت «كان يمكن لمرتكبي هجمات باريس أن يدخلوا إلى هذا البلد عبر تأشيرات سياحية، وليس بالضرورة عبر تأشيرات الهجرة واللجوء»، وهو ما أعاد التأكيد عليه المحامي عياد.
بدورها، أكدت سعد التزام رئيس بلدية ديترويت مايك داغن بإعادة توطين ما بين 50 -70 عائلة سورية لاجئة سنوياً، وقالت «إن مدينة ديترويت تنسق مع الجهات الحكومية الفدرالية والمنظمات المحلية غير الربحية للتأكيد على أن القادمين الجدد لديهم من يحتاجونه من الموارد».
ومن ناحيته، شدد القس ويندل أنطوني فـي ختام الاجتماع على أن مساعدة المحتاجين تقع فـي أساس القيم المسيحية، ودعا العرب والمسلمين الأميركيين إلى متابعة جهودهم «فـي معركة الحقوق المدنية وعدم الاستسلام للمتعصبين».
Leave a Reply