مرندا فالي – «صدى الوطن»
عندما يرتكب شخص يدعى «محمد» جريمة قتل، يصبح ممثلاً لكل العرب والمسلمين، أما عندما يرتكب «مايكل» الجريمة ذاتها فإنه لا يمثل سوى نفسه.
هكذا لخّص الناشط اليمني وليد صالح فدامة، حال الإعلام الأميركي فـي التعاطي مع العرب والمسلمين فـي أميركا، حيث اتهم فدامة، عضو المجلس التنفـيذي للرابطة الوطنية للأميركيين اليمنيين، وسائل الإعلام الرئيسية بالتمييز الواضح بين العرب والمسلمين الأميركيين من جهة، والبيض والمسيحيين الأميركيين من جهة أخرى.
وقال فدامة خلال مداخلته فـي ندوة عامة عقدت الإثنين الماضي، فـي إحدى قاعات «المتحف العربي الأميركي الوطني» بمدينة ديربورن، «نحن ضد هجمات «داعش» فـي باريس وبيروت. هذا الإسلام الراديكالي ليس إسلاماً».
وجاء إعلان موقف الناشط اليمني فـي فـي الندوة التي استضافها المتحف ضمن فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيسه، وقد حضر الاجتماع مسؤولون ونشطاء محليون لمناقشة سبل الرد على الأعمال الإرهابية، وتحدث فـيه كل من قائد شرطة ديربورن رونالد حداد والمدير التنفـيذي لمركز «أكسس» حسن جابر، ومديرة حملة «كافحوا الكراهية»، رشيدة طليب.
وناقش المتحدثون التحولات السلبية الأخيرة فـي الرأي العام والوسط السياسي فـيما يتعلق بقضيتي اللاجئين وكراهية المسلمين.
وقال جابر «ان دعوة حاكم الولاية سنايدر إلى وقف جهود توطين اللاجئين فـي ميشيغن أرسلت موجة من الرسائل الخاطئة».
أما طليب فأكدت أنه «لا يوجد إرهابيون بين اللاجئين.. الأمر كله مفبرك وكاذب تماماً». وأضافت أنه من واجب الجالية مناهضة المشاعر المعادية للاجئين.
ودعت النائبة السابقة فـي كونغرس ميشيغن، مناصري استقبال اللاجئين الى الاتصال بممثليهم فـي مجلس الشيوخ الأميركي (ديبي ستابينو وغاري بيترز عن ميشيغن) لإبداء معارضتهم لمشروع قانون يحمل اسم SAFE، والذي الذي يتطلب فحوصات أمنية إضافـية مشددة للاجئين القادمين من العراق أو سوريا. وقد أقر مجلس النواب مشروع القانون، ومن المتوقع أن يصوت عليه مجلس الشيوخ الأسبوع المقبل.
وشبهت طليب التمييز ضد اللاجئين السوريين والعراقيين، بالظلم الذي تعرض له اليهود من ألمانيا النازية، وكذلك اليابانيون الأميركيون الذين زجّ بهم فـي معتقلات ضخمة خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال الناشط العربي الأميركي من ديربورن، جوزيف براجو، ان كل شخص يمكن أن يكون بمثابة سفـير للجالية فـيعطي صورة إيجابية عنها بدلاً من السلبية.
وذكر براجو الحاضرين ان يبقوا نشطاء فـي الجالية ويعبروا عن آرائهم عن طريق التصويت.
كذلك كانت التهديدات الأخيرة للمدينة التي جعلت بعض السكان يشعرون بالقلق من الاٍرهاب جزءا من النقاش. وقال حداد ان الشرطة على أهبة الاستعداد لحماية سلامة السكان، مشيراً الى أن الشرطة عثرت على المدعوة سارة بيبي، وهي مجندة سابقة فـي البحرية الأميركية، بعد أقل من ساعة على تهديدها لديربورن عبر حسابها على «تويتر» الشهر الماضي. وأردف حدَّاد «أن التغريدة المذكورة يمكن أن تؤدي الى تحريض الآخرين على ارتكاب أفعال تدميرية خطيرة».
وتابع بالقول «هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة عن مجتمع المدينة، لاسيما فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية»، مشيراً الى أنه هو نفسه تعرض للهجوم بسبب اعتقاد الكثيرين بأنه مسلم.
واستطرد «لقد حصلت على ١٢ ألف رسالة بالبريد الإلكتروني -تحمل نوعاً من الكراهية- والسبب أن المرسِلِين لا يعرفون طائفتي». وحث حداد السكان على التعاون مع عناصر الشرطة ومنحهم الثقة والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه فـي المدينة.
وختم بالقول «كل واحد منا هنا لديه واجب القيام بدور للحفاظ على قوة مجتمعنا، وكل واحد منا عليه التزام بالتأكد من منع أي تشويه يطال هويتنا من قبل الآخرين».
Leave a Reply