واشنطن – «صدى الوطن»
أثارت مطالبة المرشح الجمهوري الأقوى للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة عاصفة انتقادات واسعة ضده تتهمه بالعنصرية، رغم أنه عاد وذكر الأميركيين بأن الرئيس الأميركي روزفلت قام بإجراءات مماثلة ضد اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية.
الهجوم الشامل على موقف ترامب الداعي الى مراقبة خاصة للمسلمين الأميركيين ومنع استقبال المزيد منهم، عم وسائل الإعلام الأميركية والعالمية الأسبوع الماضي، من جانب الديمقراطيين والجمهورييين على حد سواء، حتى أن البيت الأبيض دعا الحزب الجمهوري الى منع ترامب من الترشح للرئاسة.
ودعا ترامب الذي يتقدم استطلاعات الرأي، إلى «فرض حظر شامل وكامل» على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، إلا أن البيت الأبيض عبر عن رفضه هذه الدعوة إضافة الى كبار مسؤولي الحكومة الأميركية.
وكان ترامب قد قال فـي بيان وزع على وسائل الإعلام إن استطلاعات للرأي تظهر «كراهية» من المسلمين تجاه الأميركيين قد تسفر عن المزيد من الهجمات، حسب تعبيره.
وأضاف «سيكون علينا أولاً أن نحسم من أين تأتي إلينا هذه الكراهية ولماذا. وحتى نصبح قادرين على تحديد المشكلة وفهمها والأخطار التي تمثلها، لا يمكن لبلدنا أن يكون ضحية لهجمات مروعة على أيدي أشخاص لا يؤمنون سوى بالجهاد وليس لديهم إدراك او احترام للحياة البشرية».
مزبلة التاريخ؟!
وكان رد البيت الأبيض قاسياً على تصريحات ترامب عن المسلمين باعتبارها أنها لا تؤهله للترشح للرئاسة.
واعتبر جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض أن نوعية حملة ترامب الرئاسية فـيها خطاب مكانه «مزبلة التاريخ». وقال إن تصريحاته «مسيئة وتسمم الأجواء». وأضاف أن مرشحي الرئاسة الجمهوريين الذين تعهدوا بدعم الشخص الذي سيفوز بترشيح الحزب ينبغي أن يتبرأوا من ترامب «فوراً».
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بن رودس الاثنين الماضي إن دعوة ترامب إلى فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة يتعارض مع قيم الأميركيين، ومن شأنه أن يلحق ضرراً بأمن الولايات المتحدة.
ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية إن خطاب ترامب المعادي للاسلام يقوض الأمن القومي الأميركي ويعزز من قدرات تنظيم «داعش».
ويعد رد «البنتاغون» تكراراً لوجهة النظر التي عبرت عنها المرشحة الديمقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون فـي تغريدة قالت فـيها إن الحظر الذي اقترحه ترامب على دخول المسلمين «لا يناقض مبادئنا فحسب، بل يساعد أيضا الارهابيين».
فرصة للإنقضاض
وأثارت مواقف ترامب عاصفة انتقادات داخل حزبه فكانت فرصة مناسبة للمنافسين للانقضاض على المرشح الأقوى فـي الحزب، حيث وصفه جيب بوش، بـ«مختل عقلياً». فـيما قال ديك تشيني، نائب الرئيس السابق، إن دعوة ترامب «تناقض كل ما ندافع عنه ونؤمن به»!.
واعتبر منافس ترامب فـي السباق للرئاسة جون كايسك هذه التصريحات «مشينة ومثيرة للفرقة تميز كل ما يتفوه به».
ومن سخريات القدر أن ترامب يخوض حربه ضد مؤسسة الحزب الجمهوري ووسائل الاعلام الاميركية بأسلحة كانت الحركة المحافظة قد اخترعتها واستخدمتها فـي عهد بوش الابن.
وأوضح ترامب الثلاثاء الماضي لـ«فوكس نيوز» إن المنع لن يطبق على المسلمين الأميركيين فـي البلاد.
وأضاف أن المسلمين الذين يخدمون فـي الجيش الأميركي «سيعودون للوطن».
ودافع ترامب عن فكرته، وشبهها بالسياسة التي اعتمدها الرئيس فرانكلين روزفلت إبان الحرب العالمية الثانية ضد الاميركيين من أصول يابانية.
وقال ترامب إن مقترحاته ليست أسوأ مما فعله الرئيس فرانكلين روزفلت الذى أشرف على اعتقال ما يربو على 110 آلاف شخص فى معسكرات للحكومة الأميركية بعد أن قصفت القوات اليابانية ميناء بيرل هاربور فـي السابع من كانون الأول (ديسمبر) 1941. وقال ترامب لبرنامج «صباح الخير يا أميركا» على شبكة «أي بي سي» فى واحدة من المقابلات التلفزيونية الساخنة التى دافع فـيها عن خطته «ما أفعله لا يختلف عما فعله فرانكلين روزفلت».
وأطلق ترامب بعد هجمات باريس الإرهابية عدة مواقف اعتبرت عنصرية ضد المسلمين، حيث اقترح إدراج أسماء كل المسلمين الأميركيين فـي جدول بيانات خاص، وقال إنه ينبغي على الولايات المتحدة رفض استقبال اللاجئين السوريين.
كما ادعى بأن الآلاف من مسلمي ولاية نيوجيرسي هلّلوا لهجمات «١١ أيلول» رغم غياب الادلة على صحة ذلك.
Leave a Reply