حسن خليفة – «صدى الوطن»
قاعة «بيبلوس» لصاحبها ومديرها جو (يوسف) بزي، تحولت على مدى السنوات العشر الماضية الى علامة من علامات ديربورن، ليس فقط لاحتضانها المميز لمختلف أنواع نشاطات الجالية والمجتمع المحلي، بل أيضاً لأن «جو» عرف كيف يكسب ود واحترام الجميع بفضل كرمه وتعاطفه مع الآخرين وإدراكه للدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه الأفراد فـي إعطاء صورة إيجابية عن العرب والمسلمين الأميركيين، دون أن يؤثر ذلك سلباً على احترافـيته فـي إدارة عمله أو على نوعية الخدمات المميزة التي توفرها قاعة «بيبلوس» لزبائنها.
ارتبطت قاعة بيبلوس للحفلات والولائم بنسيج الجالية العربية الاميركية وتاريخها منذ أن فتحت أبوابها فـي عام 2005. يقول «جو» إن الطعام اللذيذ الذي يقدمه للناس هو القاسم المشترك الذي يوحدهم بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية.
لاسيما صحن الحمص «الأكثر شعبية» والذي يجذب الزبائن ليس فقط من منطقة ديترويت بل يتعدى ذلك الى مناطق بعيدة مثل فلنت وساغينو حيث يأتي الناس لأخذ طلبيات كبيرة.
ولهذا السبب كشف بزي أنه قريباً سيقوم ببيع وتوزيع حمص «بيبلوس» فـي الأسواق المحلية، مشيراً الى ان «جاليتنا تعرف ماهية الطعام الجيد».
«السيد كريم»
الطعام المتنوع واللذيذ والضيافة العربية الأصيلة، هما من نقاط قوة «بيبلوس» وشهرتها، لكن أيضاً كرم العطاء الذي يتمتع به جو مع الناس العاديين والرسميين، جعله محط إعجاب الكثيرين.
النائب فـي الكونغرس الأميركي جون كونيرز (ديمقراطي من ميشيغن) يعرِّف قاعة بيبلوس للحفلات بأنها «بيت الجالية». كما يطلق البعض على جو بزي اسم «السيد كريم»، وهو لقب يوافق عليه أبناء الجالية والمجتمع المحلي، من المسؤولين المنتخبين والفدراليين وصولاً الى عناصر الشرطة والإطفاء فـي ديربورن ونشطاء الجالية وحتى العرسان الجدد. جميعهم يتفقون على أن الخدمات والأطباق التي تقدمها قاعة بيبلوس «مدهشة» بفضل «جو». ويقول جو إنه سواء كان الطعام شرق أوسطياً أو إفريقياً أو مكسيكياً، فان الطهاة المختصين وثمانية موظفـين فـي المطبخ يقدمون أكثر من 100 صنف عبر أربعة قوائم مختلفة (بلغات متعددة) تلائم جميع المناسبات والثقافات، مشيراً الى أن أحد مفاتيح نجاج «بيبلوس» يتمثل بالثبات فـي مذاق وطريقة تقديم الأطباق المختلفة.
وأضاف بزي أن اللحم الحلال يشتريه من جزارين موثوقين فـيما يتم استيراد معظم التوابل التي يستخدمها.
أعراس واحتفالات
تنوع أصناف الطعام ولذتها ليست المساهم الوحيد فـي نجاح «بيبلوس» التي احتضنت مئات حفلات الأعراس والاحتفالات الاجتماعية والسياسية والخيرية.
مؤسسة «تمنى أمنية» Make a Wish تحجز القاعة سنوياً لتنظيم حفلات لجمع التبرعات، كما تقيم إطفائية ديربورن حفلاً سنوياً لجمع التبرعات لمساعدة الأطفال الذين يعانون من الحروق.
كما يتبرع بزي بالقاعة إلى دائرة الهجرة والجنسية الاميركية من أجل تأمين مكان للمهاجرين لأداء اليمين الدستورية كمواطنين جدد، وهو يقوم بذلك مرتين فـي كل عام.
«أنا أستمتع حقاً برؤية الناس سعداء» أكد بزي، وأردف «حالما يعبر الناس داخل هذا الباب أعتبرهم فـي بيتي، بغض النظر عن خلفـياتهم». وتابع بزي بالقول إن «بيبلوس» تستضيف «أهم المناسبات السياسية وجمع التبرعات فـي ميشيغن وتُحجز سبعة أيام فـي الأسبوع خلال موسم الانتخابات المحلية».
من جهته، أشاد قائد شرطة ديربورن رونالد حداد، بقاعة «بيبلوس» واعتبرها ذات قيمة عالية جداً بالنسبة للجالية.
وأضاف «على أساس شخصي، يمكن للمدينة أن تعتمد على جو بزي بأي طريقة ممكنة» وأضاف «أنا فخور جداً به».
سر العطاء
بزي يعرف الكثير عن شؤون الضيافة، ويسعى جاهداً لتكريم الضيوف فـي القاعة وكأنهم فـي منزله حسب التقاليد العربية الأصيلة، لذا يقوم شخصياً باجراء زيارات دورية للطاولات لتفقد أمور الزبائن وللتحقق من رضى رواد القاعة.
ويوضح بزي أنه لا يحب أن يرفض بعض الذين لا يستطيعون تحمل نفقات حجز القاعة لمناسباتهم عندما يكونون فـي أمس الحاجة إليها. وابلغ «صدى الوطن» قصة رجل أراد أن يقيم حفل زواجه فـي «بيبلوس» قبل خمس سنوات، ولكن أحواله المالية كانت صعبة، فقامت القاعة بإهدائه قالب الحلوى والحلويات والفواكه إضافة الى أطباق الطعام. «كلما أعطيت كلما حصلت على المزيد»، يقول بزي.
مهاجر
هاجر بزي إلى الولايات المتحدة مع عائلته وعمره ١٤ عاماً. تخرج من ثانوية فوردسون وانتقل الى كلية هنري فورد، لكنه لم يتمكن من إكمال تعليمه هناك بسبب المتطلبات المالية حيث قرر العمل مع والده وشقيقه فـي مجال محطات الوقود فـي منتصف الثمانينيّات. وفـي حين أنشأ بزي تجارة جيدة مع إخوته منذ ما يقرب من 20 عاماً، الا انهم وجدوا الفرصة سانحة عندما توفر المبنى الذي تقع فـيه الآن قاعة «بيبلوس» للحفلات وأصبح معروضاً للبيع فـي فـي عام 2004.
وافاد إن إخوته، الذين يشاركون فـي ملكية قاعة «بيبلوس»، فوضوا أمر ادارتها والإشراف عليها اليه لأنه «شخص شعبي ويعلم كل ما يلزم لتسييرها».
وقبل أن يتحول المبنى الى قاعة «بيبلوس»، كان مملوكاً للنادي اللبناني الأميركي، لمؤسسه علي جواد، الذي لا يفوت فرصة للإعراب عن سعادته لرؤية القاعة وهي تواصل إرث العطاء للجالية للأجيال الجديدة.
Leave a Reply