علي حرب – «صدى الوطن»
دمعت عينا الناشطة الاجتماعية نجاح بزي مرتين خلال أقل من نصف ساعة. المرة الأولى عندما دفعت امرأة لا تعرفها ثمن كوب القهوة الذي طلبته بزي من نافذة خدمة السيارات بمقهى «تيم هورتن».
شعرت بالتعاطف والامتنان فدمعت عيناها فرحاً، حتى أنها من شدة فرحها أرسلت تغريدة عبر «تويتر» تقول «اللطف ينتصر».
ولكن بعد مرور٢٠ دقيقة فقط، تحولت دموع الفرح إلى عبرات من الرعب عندما فتح رجل سفـيه نافذة سيارته المتوقفة عند الإشارة الضوئية الحمراء وبصق فـي وجهها ثم أقلع بسيارته.
بزي، مؤسسة ورئيسة منظمة «زمان الدولية»، وهي منظمة إنسانية توفر الطعام والملابس للفقراء، وهي أيضاً ناشطة أميركية مسلمة بارزة داخل الجالية العربية والإسلامية.
تقول بزي إنها صدمت من التناقض بين هاتين الحادثتين اللتين تعبران عن انقسام كبير فـي مشاعر الاميركيين تجاه المسلمين.
وأوضحت بزي موقفها لـ«صدى الوطن» قائلةً «عندما تقدمت سيدة أمامي بدفع ثمن فنجان القهوة، أحسست بشعور رائع فأجهشت بالبكاء».
وأرسلت بزي تغريدتها بعد مغادرتها المقهى فـي بلدة كانتون صباح ١٧ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ولكنها عندما كانت فـي طريقها الى مقر جمعية «زمان» فـي مدينة إنكستر، تعرضت لاعتداء عند تقاطع شارعي إنكستر وتشيري هيل بسبب حجابها، كما قالت.
أكدت بزي بعد الاهانة «لقد بكيت مرة أخرى».
ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تكون فـيها بزي ضحية الكراهية.
فقبل شهرين، عندما كانت تغادر مطعم «بانيرا» فـي مدينة كانتون مع ابنتها، قاد رجل سيارته فجأةً نحوهما وصرخ: «عودا الى وطنكم أيها العرب الأوغاد».
وأعربت بزي، وهي من الجيل الأميركي الخامس هاجر أجدادها إلى الولايات المتحدة منذ ١٢٦ عاماً، انها اعتراها «الذهول» من الاعتداء الوحشي اللفظي.
وأبلغت دائرة الشرطة عن حادث «بانيرا». وقالت ان عنصر شرطة جاء إلى مكان الحادث وكان متجاوباً ومتعاطفاً معها، لكن لم يكن هناك ما يكفـي من المعلومات لتحديد هوية السائق.
ولم تبلغ بزي الشرطة عن حادث البصق لأن السائق قاد سيارته بسرعة ولم تتمكن من أخذ رقم لوحة سيارته.
عضوة مجلس النواب السابقة. رشيدة طليب، مدير منظمة «الحملة على الكراهية»، حيت بأس وعزيمة بزي، ولكن عابت عليها عدم ابلاغ السلطات عن الاعتداء اللفظي. وحثت طليب على التوثيق والإبلاغ عن كل الاعتداءات اللفظية والجسدية التي تتم بدافع الكراهية.
كذلك دعت فاتنة عبدربه، مديرة «أي دي سي-ميشيغن»، للإبلاغ عن مثل هذه الهجمات لجماعات الحقوق المدنية والشرطة على وجه السرعة.
وأضافت «الشرطة هي مثل غيرها من الاقسام التابعة للحكومة مصابة بالبيروقراطية. إنهم (عناصر الشرطة) مشغولون، وعندهم أولويات فـي الجرائم، وإذا لم يتصلوا بك فاتصلوا انتم بهم».
Leave a Reply