خليل إسماعيل رمَّال
عام ٢٠١٦ «أول دخولو شمعة عطولو»، حيث دشَّن آل سعود باكورة السنة الجديدة بالدماء من خلال اغتيال العالم الجليل الحر المفكِّر القائد المُصلِح المستقل الشيخ نمر باقر النمر بسبب الرعب الذي أحدثه تحرٌّكه السلمي لهم ومعارضته الديمقراطية التي أرعبَتْ العائلة الوهَّابية المالكة الموتورة والمضغوطة والمتوترة نتيجة فشل سياساتها وإخفاق عدوانها الغاشم على اليمن وتآمرها فـي سوريا والعراق ولبنان.
فبعد موت غلامها فـي سوريا زهران علوش، قائد ما يُسمَّى «جيش الاسلام»، على يد نسور الجيش العربي السوري (لا الروسي كما ادعى إعلام آل سعود)، وفشلها فـي فرض وقائع عسكرية جديدة على الأرض فـي اليمن مقابل استمرار انتصارات الجيش العربي اليمني ولجانه الشعبية بل وتوغله فـي الأراضي اليمنية التي اغتصبها الوهابيون فـي جيزان ونجران وعسير، انتقمت السعودية عبر اغتيال الشهيد الشيخ النمر مغطيةً جريمتها ضده بمساواته مع باقي المجرمين من جماعة «القاعدة» التكفـيريين، الذين هم جزءٌ صغير من الوهَّابية الداعشية الإرهابية، وذلك للتمويه وادعاء المساواة فـي تطبيق العدالة وإحداث توازن فـي الداخل المضطرب رغم دعمها الكامل بالمال والسلاح والعتاد للتكفـيريين شرط أنْ «يجاهدوا» فـي سوريا والعراق واليمن فقط لا فـي الجزيرة العربية.
وما حَرْق السفارة والقنصلية السعوديتين فـي طهران إلاَّ الفرصة الكبيرة التي كانت تنتظرها عائلة سعود على أحر من الجمر لإعلان حقدها وحربها على الجمهورية الإسلامية، هذا الإعلان الذي كانت تتحين الفرصة له منذ صدور الإتفاق النووي بين إيران والدول الغربية، مما يطرح علامات استفهام كبيرة ومشبوهة حول سرعة رد فعل آل سعود وقطعهم للعلاقات مع إيران بدعم من أذنابهم المعروفـين، وقصفهم للسفارة الإيرانية فـي اليمن بعد ان أُصيبوا بهستيريا غير طبيعية. هذه العلاقات هي أصلاً مقطوعة ولن تهز إيران بنسمة ماعدا الخطر الأكبر الذي قد يتمثَّل بقطع السودان وجيبوتي والسلطة الفلسطينية والصومال للعلاقات، على المصالح الإيرانية! وكم ضجت «السوشال ميديا» بنكتة تصرُّف عمر البشير كمرتزق لآل سعود، هذا الذي باع جنوب السودان والمطلوب للعدالة الدولية، ودولة جيبوتي الصغيرة التي لا تهش ولا تنش، ثم محمود عبَّاس الفاقد للمصداقية والذي انتهى مفعوله من زمان. فقد تُحرَم إيران من الفول السوداني ومن الأبحاث النووية الجيبوتية والصومالية التي ستكلف الجمهورية الإسلامية كثيراً ومن علاقات محمود عبَّاس الثمينة هذا الذي شهد على تفرُّج السعودية واتباعها على ذبح غزَّة عدة مرات وتدميرها للقضية الفلسطينية التي لم تنساها إيران الإسلامية وسوريا والمقاومة.
فعلاً شر البلية ما يُضحٍك، لكن التاريخ الرصين علَّمنا أنَّ لكل ظالم نهاية وكل داعية مصلح قتله طاغية باغٍ سيبقى دمه يؤرِّق النظام البائد ويسرِّع فـي سقوطه، كما حصل مع الشهيد العلامة السيِّد محمد باقر الصدر الذي اغتاله الطاغية صدَّام حسين، وبين الإمام السيِّد موسى الصدر الذي اختطفه ديكتاتور ليبيا السابق.
ومن نتائج الحرب الجديدة التي تسبَّب بها آل سعود، إعادة فتح وتصعيد المواجهات والجبهات فـي المنطقة بين محور المقاومة ومحور السعودية وليست اسرائيل بعيدة عنها. وهكذا، فإن لبنان سيصبح ساحة ميدان ومواجهة كبرى بسبب وجود أكبر عدد ممكن من مرتزقة آل سعود حيث بدأ كبَّارة وريفـي إعلاء «الدوز» المرسوم لهما ضد إيران والمقاومة مما يعني أنَّ أول ضحايا هذا التصعيد «مبادرة» الحريري الرئاسية لأن ما قبل اغتيال النمر ليس كبعده ولن يكون لآل سعود الكلمة الفصل فـي تقرير هوية الرئيس المقبل للبلد البائس السائب، إلاَّ العماد ميشال عون. وبالنسبة لتصريحات كبَّارة الموتورة ردَّاً على النائب محمد رعد، وكلامه المسموم ضد المقاومة وتهكُّمه على عمليتها النوعية الجديدة فـي شبعا (رغم التحصينات الإسرائيلية الأمنية المشدَّدة)، يحق القول اليوم وغداً أنَّ أفضل ما فـي بياض لبنان هو قمصانه السود الناصعة!
Leave a Reply