ديربورن – «صدى الوطن»
الأيام السيئة أصبحت وراءنا.. هذا ما استخلصه رئيسا بلديتي ديربورن وديربورن هايتس فـي لقاء ثنائي احتضنته غرفة ديربورن للتجارة يوم الثلاثاء الماضي.
وشهدت المدينتان الجارتان، اللتان تضمان أكبر كثافة للجالية العربية فـي أميركا، سنوات عجاف منذ انهيار أسعار العقارات عام ٢٠٠٨ ما أدى الى انحسار مداخيل البلدية.
غير أن المدينتين تمكنتا من اجتياز الأزمة الاقتصادية بأقل أضرار مقارنة بالمدن المحيطة، وخاصة مدينة ديربورن هايتس التي شهدت فـي السنوات الأخيرة طفرة تجارية وسكانية مع نزوح مئات العائلات العربية اليها، ما أدى الى تحسن نسبي فـي اقتصاد المدينة على عكس المدن المجاورة، لكن يبدو أخيراً أنَّ «الأيام الجميلة» ستعود الى الديربونين، بحسب اعتقاد رئيسي بلديتيهما.
جاك أورايلي، رئيس بلدية ديربورن، ونظيره فـي ديربورن هايتس، دان باليتكو، استعرضا حال المدينتين وتبادلا بعض المعلومات وآخر التطورات الجارية خلال لقاء غرفة التجارة الذي عُقد تحت عنوان «قصة مدينتينا» فـي نادي فـيرلاين بمدينة ديربورن.
أورايلي
بدايةً أفصح أورايلي أن ديربورن شهدت سنة جيدة فـي العام ٢٠١٥، معللاً ذلك بصعود أسعار المنازل والعقارات وازدياد السكان وعدد الشركات التجارية الجديدة والمساحات المستأجرة فـي الداونتاون «التي هي فـي ازدياد، وهذا شيء يستحق أن نكون متفائلين بشأنه».
وقال أورايلي إن البلدية ستبدأ بانتهاج سياسة جديدة فـي التنظيم المدني (زونينغ) من شأنها تعزيز روح المبادرة التجارية فـي المدينة.
وكشف أن هيئة التنظيم المدني لن تعتمد من الآن فصاعداً فـي منحها للرخص على القواعد القديمة للتنظيم المدني، والتي تصنف مناطق كاملة فـي إطار واحد مثل «سكني» أو «تجاري» أو «صناعي»، بل ستقوم على النظر بكل قطعة أرض على حدة مهما كان موقعها فـي المدينة. وأضاف أنه فـي حال لا توجد معوقات تتعلق بالسلامة العامة فإن البلدية ستمنح الرخص المطلوبة فوراً.
وتحدث أورايلي فـي كلمته عن المبنى القديم لبلدية ديربورن (تقاطع شارعي ميشيغن وشايفر) الذي أُخلي لصالح شركة «آرت سبايس» التي حولته بدورها الى مركز فني يتضمن شققاً لسكن الفنانين إضافة الى معارض وقاعات واستوديوهات فنية.
وأردف أورايلي أن المشروع أنجز والمبنى التاريخي أصبح جاهزاً لاستيعاب الفنانين. مشيراً الى أن ما لا يقل عن ١٩ شخصاً من النزلاء سينتقلون للعيش فـيه بحلول نهاية شهر كانون الثاني (يناير) الجاري، علماً أنه يتسع لـ٥٣ نزيلاً.
وأعرب أورايلي عن سروره لسماع أن هناك طلبات اكثر من المساحات المتاحة للإيجار فـي المشروع السكني الذي تقدر كلفته بحوالي ١٧ مليون دولار.
وبشأن مستقبل المدينة أضاف أورايلي أن البلدية تعمل على مواصلة التخطيط وقريباً، قال، انه سوف ينظم مجموعة لوضع رؤية خاصة لديربورن تمتد ٢٥ عاماً الى الامام. وبخصوص ضبط الميزانيات، تعمل البلدية حالياً على وضع خطة لمدة ثلاث سنوات، ويأمل المسؤولون وضع الميزانيات لخمس سنوات قادمة.
باليتكو
أما فـي ديربورن هايتس، فتبدو الأمور فـي تحسن كذلك، حيث أبدى باليتكو سروره لأن المدينة تحرز «تقدماً قوياً وتتمتع بصحة مالية جيدة». إلا أنه حذر من أنه إذا لم تتغير الأمور فـي لانسنغ، «فـيمكن أن تقع أزمة مالية كبيرة وشيكة للمدن والمدارس» وأضاف «اننا سنعاني وقتها من مشاكل فـي تقديم الخدمات».
ووافق المسؤولان البلديان على «ان الهيئة التشريعية فـي الولاية لا تفعل شيئا للمساعدة». وزاد باليتكو بالقول ان «السلطة التشريعية تقوم بتحديد المشاكل التي ليست موجودة حقيقةً ولا تقوم بمعالجة تلك التي تهم أهل ميشيغن أكثر ومن حسن حظ سكان ديربورن هايتس والزوار انهم يتفادون اليوم الحفر فـي الطرقات بفضل بعض أعمال صيانة الطرق المهمة فـي جميع أنحاء المدينة، مثل طريق غالي، وهي ورشات نفذتها البلدية.
كما طمأن باليتكو سكان المدينة بالقول إن ديربورن هايتس تتمتع بشبكة مياه وإمدادات جديدة، لافتاً الى أن المدينة لطالما استثمرت بشكل مستمر فـي إصلاح أنابيب المياه. وتناول رئيس بلدية ديربورن هايتس أيضاً بعض مطالب السكان وخاصة فـي قضية جمع القمامة.
وذكر ان العديد من السكان أبلغوه أنهم يريدون مستوعبات قمامة كبيرة لوضع أكياس القمامة فـيها على طراز مدينة ديربورن، فأكد أن المدينة تنظر فـي هذا الشأن، فـي حين انها تستكشف امكانية اجراء عقد جديد لجمع القمامة هذا العام. يُذكَر ان العقد الحالي ينتهي فـي شهر تشرين الأول (أكتوبر).
وأشار باليتكو الى «ان التعاون فـي بعض المجالات مثل الخدمات المكتبية والتكنولوجية مع مدن أخرى مثل ديربورن أدى الى الحد من أعباء التكاليف. وتعهد بأنه سوف يواصل البحث عن فرص لتبادل الخدمات مع المدن المجاورة بما يساهم فـي خفض النفقات.
وفـي حين أن الأمور تبعث على التفاؤل بالمستقبل فـي الديربونين إلا أن الطريق لن تكون مليئةً بالورود فقط. فقد ختم أورايلي بالقول «ان من المرجح ان تنتظر المدينة حوالي عقد من الزمن قبل ان ترى العوائد المالية الناجمة عن الإيرادات الضريبية بمستويات سابقة لما قبل الركود الاقتصادي. لذلك لا بد من ان تكون هناك بعض الإقتطاعات الجديدة التي ستشق طريقها بين الحين والآخر».
Leave a Reply