ديترويت – «صدى الوطن»
عقد «الزعماء الأربعة الكبار» فـي مترو ديترويت اجتماعهم السنوي العام فـي «نادي ديترويت الإقتصادي» على هامش فعاليات المعرض الدولي للسيارات فـي أميركا الشمالية، وذلك يوم الثلاثاء الماضي حيث هيمنت على محادثاتهم أزمة المياه فـي مدينة فلنت والإنهيار المالي الوشيك لمدارس ديترويت العامة.
اجتماع الـ«بيغ فور» شمل محافظ مقاطعة وين وورن أفـينز، ومحافظ مقاطعة ماكومب مارك هاكل ومحافظ مقاطعة أوكلاند التنفـيذي أل. بروكس باترسون، ورئيس بلدية ديترويت مايك داغن. وقد أنحى الأربعة باللائمة على حاكم ولاية ميشيغن
ريك سنايدر بسبب سوء إدارته لقضية تلوث المياه فـي فلنت ولكنهم جميعاً أجمعوا على رفض دعوته للاستقالة بسبب هذه القضية. كما أنهم أحجموا عن الطلب من دارنيل إيرلي تقديم استقالته فـي الوقت الراهن.
وكان إيرلي مديراً للطوارئ فـي فلنت عندما بدلت المدينة مصدر مياه الشرب إلى نهر فلنت (على الرغم من ان هذا القرار كان قد أتخذ من قبل مدير الطوارئ السابق). وايرلي يحتل الآن نفس الموقع كمدير للطوارىء فـي مدارس ديترويت العامة.
لكن أفـينز أصرَّ على القول أنه إذا ظهر أن إيرلي كان على بينة من المخاطر الناجمة عن تحويل مصدر مياه الشرب، «فعليه الرحيل بالتأكيد. أعني، هذا السيف الذي تقع عليه يجعلك تنزف بغزارة».
باترسون يشكك
وأثار باترسون دهشة الحاضرين عندما بدا مشكِّكَاً بخطورة الوضع فـي فلنت، ناقلاً عن النائب السابق والمعلّق السياسي بيل بالينجير، وهو من سكان فلنت، تصريحه العلني بأن الأزمة «مبالغ فـيها» و«ربما تكون خدعة».
«أنا لا أعتقد أننا يجب أن نستخدم كلمات مثل: لقد تم تسميم فلنت- لأنني لا أعتقد أن هذا الكلام دقيقاً» ذكر باترسون، الذي أرسل فـي وقت لاحق بياناً قال فـيه انه لا يتفق مع وجهة نظر بالينجير وكان فقط يشير الى وجود «وجهات نظر أخرى حول هذا الموضوع».
كذلك احتدم النقاش بين باترسون وداغن حول من هو المسؤول عن الوضع المالي المنهار فـي مدارس ديترويت حيث من المرجح أن تنفد المنطقة التعليمية من المال قبل نهاية العام الدراسي، فـي حين أنها تواجه عبء الديون الذي يقدر بحوالي ٣.٥ مليار دولار.
ودافع داغن عن موقفه بالقول «تحتاج المنطقة التعليمية إلى الخروج من إدارة الطوارئ تماماً لأن أربعة مدراء طوارئ معيَّنين من قبل الولاية أسهموا بزيادة الدين بسبب الاقتراض قصير الأجل».
ورد باترسون بأنه «ليس من العدل إلقاء اللوم على حكومة الولاية، لأن بلدية ديترويت والمجلس التعليمي فـيها أساءا اليها منذ البداية. وكان يمكن أن يصل الدين إلى مليار دولار او مليارين بسبب الطريقة التي كانا يتبعانها وبالتالي أنا لا ألوم الولاية بسبب محاولتها أن تفعل شيئاً». وعبر داغن عن ضيقه من كلام باترسون فرد بالقول «انهم بدأوا بعجز ٧٠٠ مليون دولار، وكانوا يعتقدون أنهم سيديرون الموازنة بشكل أفضل» وأضاف موجهاً كلامه لباترسون «وأنت جوابك: اوه يا شباب.. كنتم سقومون بإدارتها بنفس السوء، أليس هذا ما تقوله لي؟».
وأكد داغن انه يواصل العمل مع المشرعين فـي كونغرس الولاية لحشد التأييد الكافـي لتمرير لخطة إنقاذ مدارس ديترويت العامة.
هاكل يسأل عن إصلاح الطرق
محافظ مقاطعة ماكومب مارك هاكل أعرب عن قلقه حول مصير خطة إصلاح الطرق فـي ميشيغن مع تركيز الولاية على أزمتي مياه فلنت ومدارس ديترويت العامة، علماً أن الولاية حققت فائضاً بالميزانية يقدر بـ٥٧٥ مليون دولار كان يعول الكثيرون أن تخصص لتمويل إصلاح شبكات الطرق والجسور المتهالكة فـي الولاية. وأردف هاكل «ان خطة ٢٠١٥ لإصلاح الطرق والجسور من قبل لانسنغ افتقرت بالفعل لتدابير مالية ملموسة والآن من المرجح ان تقع الولاية فـي مصيدة المزيد من صرف نفقات كبيرة».
واستطرد «لنلقي نظرة على ما يحدث من أزمة فـي فلنت، وقضايا مدارس ديترويت العامة المالية. من أين ستأتي الأموال؟ أعني، كيف سنقدر فعلاً على دفع ثمن كل هذه الإصلاحات؟».
Leave a Reply