ديترويت – عرض رئيس بلدية ديترويت مايك داغن مزيجاً من الأخبار الجيدة والسيئة خلال خطابه الثالث عن حال المدينة الذي ألقاه مساء الثلاثاء الماضي فـي كنيسة بشرق ديترويت.
واستهل داغن خطابه بـ«الخبر السيِّء» مع اكتشاف عجز فـي صناديق التقاعد لموظفـي البلدية بقيمة ٤٩١ مليون دولار، ما يعني أن على البلدية أن تدفع ما يقارب ٨٣ مليون دولار سنوياً حتى العام ٢٠٢٤ لتغطية هذا العجز المستجد والذي كان قد أغفله محامو الإفلاس.
عدا عن هذه المفاجأة غير السارة، استعرض داغن خلال كلمته سلسلة من الأخبار الطيبة التي تبشر بنهضة منتظرة لمدينة ديترويت، بما فـي ذلك تخفـيض نسبة جرائم العنف والقتل وتحسين الاستجابة لنداءات السلامة العامة ورفع مستوى خدمة الحافلات العامة والإنارة البلدية للشوارع، إضافة الى إعلانه قبل أيام عن مبادرة مشتركة مع عدد من المصارف تتيح عودة الإقراض العقاري (مورغدج) الى المدينة التي عانت بشدة من أزمة الرهن العقاري عام ٢٠٠٨.
وأكد داغن أن من بين الأهداف الأخرى «الإستمرار فـي إزالة البيوت والعقارات المتهالكة، وزيادة التوظيف، وخفض أسعار التأمين على السيارات، وتطوير مدارس المدينة» مشدداً على الحاجة الملحة لانتخاب مجلس تربوي جديد.
وأوضح «لن نحس بالذعر بسبب العجز فـي صندوق التقاعد وإدارتي ستحضر خبيراً لتحليل الكمية التي اقتطعت خلال عملية الإفلاس وسوف ترصد ٢٠ مليون دولار على مدى أكثر من عامين من فائض ميزانية المدينة لتخفـيف العجز فـي ميزانية التقاعد».
وقال رئيس البلدية أيضاً، انه أعطى توجيهاته للقسم القانوني فـي البلدية لتقييم احتمال اقامة دعاوى ضد مستشاري الإفلاس السابقين فـي البلدية، الذي تقاضوا ١٧٧ مليون دولار و تجاهلوا قضية العجز فـي صناديق المتقاعدين، وأفاد «أنا لا أعرف ما اذا كانت الدعاوى ممكنة التنفـيذ أم لا، ولكن نحن نحقق فـي ذلك».
وأضاف داغن أمام حشد من حوالي ٢٠٠٠ شخص داخل كنيسة «حجر المعونة الثانية» فـي شرق ديترويت «نحن لا نطلب الإنقاذ من أحد. نحن سنقوم بحل المشكلة بصدق».
وحول السلامة العامة أعلن داغن، ان رئيس الشرطة جيمس كريغ قام بتشكيل وحدة لملاحقة الهاربين من القانون تستهدف أكثر من ألف شخص صدرت بحقهم مذكرات اعتقال بتهم ارتكاب جرائم حيازة السلاح وسرقة السيارات والسطو المسلح. وقد زود المحققون بمعلومات دقيقة عن المطلوبين تتضمن صور شخصية لهم وبيانات لوحات السيارات التي يستخدمونها.
وقال داغن «لقد تعبنا من العنف المسلح. ونحن لن نتهاون معه بعد الآن».
لا عجز فـي الميزانية
ومن جانب آخر، أبلغ داغن الحضور ان المدينة أنهت السنة المالية الماضية بميزانية منضبطة (لا عجز) للمرة الأولى منذ عام ٢٠٠٢. وبعد أربعة أشهر ستنهي سنتها المالية الثانية على التوالي من دون عجز أيضاً.
وخلص رئيس البلدية الى القول ان هناك أيضاً خططاً لمواصلة جهود الهدم فـي ديترويت تهدف الى إزالة ٢٠ ألف منزل بحلول نهاية العام ٢٠١٧.
أبرز النقاط
– صناديق التقاعد: بعد الخروج من الإفلاس، ورغم الأجور الباهظة التي دفعت للمحامين والمستشارين، اكتشفت البلدية العجز فـي صندوق التقاعد بقيمة ٤٩١ مليون دولار.
– التأمين على السيارات: أكد داغن مواصلة جهوده لإقرار قانون خاص بالتأمين على السيارات فـي ديترويت تحت اسم «دي إنشورنس» ويهدف مقترح داغن الى خفض كلفة التأمين الباهظة على سكان المدينة من خلال موافقة الزبائن على وضع سقف للتعويضات فـي حال تعرضهم لحوادث مرورية. وقد تعثرت الخطة فـي كونغورس ميشيغن، بسبب مجموعات الضغط التابعة للمستشفـيات الكبرى ومؤسسات الخدمات الصحية التي تفضل ترك سقف التعويضات مفتوحاً -بحسب داغن- لتحقيق المزيد من الأرباح.
– الأمن والسلامة العامة: ديترويت ستقوم بتوظيف ٢٠٠ شرطي إضافـي هذا العام. وتعهد داغن أيضاً بايجاد وسيلة لرفع أجور رجال الاطفاء والمسعفـين الذين نجحوا فـي تقليل مدة الاستجابة لنداءات الطوارىء فـي المدينة الى النصف، مشيراً الى أن المسعفـين فـي ديترويت يتقاضون أجوراً اقل بكثير من زملائهم فـي الضواحي.
– مدارس ديترويت العامة: حث داغن المشرعين فـي لانسنغ على ضرورة استعادة البلدية السيطرة على مدارس ديترويت العامة، قائلاً ان إدارة الطوارئ على مدى السنوات السبع الماضية أدت إلى تعميق العجز وتراجع الأداء الأكاديمي للطلاب.
– النقل العام: أثنى داغن على تحسن دائرة النقل العام فـي البلدية، التي أعادت الخدمة الليلية فـي عدد من الطرقات الرئيسية، كما أصبحت تقل ١٠٠ ألف راكب إضافـي أسبوعياً عما كانت تقوم به قبل سنة من الآن. وقد أعادت البلدية خدمة الحافلات على مدار ٢٤ ساعة على شوارع غراشيت وودوورد وغراند ريفر، وسوف تضيف أيضاً خطوط خدمة أخرى على مدار اليوم فـي وقت لاحق من هذا العام.
Leave a Reply