سامر حجازي وعلي حرب – «صدى الوطن»
نجح المرشح اليهودي ساندرز فـي إثارة حماس مئات الشباب العرب الأميركيين الذين اكتظت بهم قاعة «سيفـيك سنتر» فـي ديربورن يوم الإثنين الماضي لحضور خطاب مرشحهم المفضل وسط آلاف من المناصرين قبل يوم واحد من موعد الانتخابات.
![]() |
ساندرز متحدثاً أمام آلاف المناصرين في ديربورن. (صدى الوطن) |
حل ساندرز ضيفاً على ديربورن التي تجاهلتها حملة هيلاري كلينتون باستثناء زيارة زوجها الرئيس الأسبق لسوق فاكهة وخضار فـي غرب المدينة. وكان لخطاب سناتور فـيرمونت فـي ديربورن تأثيراً بالغاً فـي حسمه السباق لمصلحته على صعيد ميشيغن، وبعكس ما كانت تشير اليه استطلاعات الرأي التي توقعت فوزاً بفارق أكثر من ١٠ نقاط على منافسها.
وأرجع الإعلام الأميركي التفاوت الكبير بين الاستطلاعات والنتائج النهائية الى حماسة مناصري ساندرز ومعظمهم من الشباب المتحمسين لبرنامجه الانتخابي الطموح. وقد نشط المئات من أبناء الجالية العربية فـي ديربورن وديربورن هايتس لدعم حملة ساندرز بحث أفراد عائلاتهم وأقاربهم وأصدقائهم على التصويت لصالحه يوم الانتخاب.
وألقى ساندرز من على «مسرح غايدو» فـي مركز «السيفـيك سنتر» فـي ديربورن خطاباً نارياً بعد ظهر الاثنين الماضي ردد فـيه برنامجه الانتخابي الداعي الى نبذ التعصب ومكافحة عدم المساواة، ومعالجة العيوب فـي نظام العدالة وانتهاج سياسة خارجية متوازنة فـي الشرق الأوسط وذلك فـي مهرجان انتخابي حاشد طغى عليه الحضور العربي الشبابي.
وقدم ساندرز النائب عن ولاية مينيسوتا كيث إليسون، وهو أول نائب مسلم فـي الكونغرس الأميركي. وتحدث أليسون، الذي كان قد أيد ساندرز فـي وقت مبكر من الحملة، عن سجل السناتور فـي الوقوف إلى جانب المسلمين الأميركيين وقال «نحن نقول لك مرحباً» مكرراً الترحيب بالكلمات العربية «أهلاً وسهلاً».
وبدأ ساندرز كلمته بالانحناء احتراماً للسكان العرب الأميركيين الذين يشكلون نسيجاً ديمغرافـياً عددياً هاماً فـي مدينة ديربورن، والذي انعكس فـي المهرجان الانتخابي. «لقد أتيح لي شرف اللقاء مع عدد من القادة العرب الأميركيين هنا فـي ديربورن» قال ساندرز مضيفاً «أريد أن أقول … إذا كان هناك أي شيء سنقوم بإنجازه معاً، فهو العمل على إنهاء التعصب فـي هذا البلد مرة واحدة وإلى الأبد».
والتقى ساندرز خلال تواجده فـي ديربورن بعدد من قيادات الجالية العربية.
وحول السياسة الخارجية، أكد ساندرز انه سيكون محايداً فـي الشرق الأوسط، وتعهد بالعمل من أجل حل الصراع العربي الإسرائيلي. واوضح «أتمنى وأنا أقف أمامكم أقول لكم بأن لدي حلاً سحرياً، ولكن لا املك هذا. منذ عقود تعتمر الكراهية والحروب فـي الشرق الأوسط … لقد كان لدينا بعض الرؤساء مثل كارتر وكلينتون وغيرهم من الذين حاولوا بذل قصارى جهدهم لحل النزاع. وكل ما يمكنني قوله لكم هو أنني سوف أحاول جمع العقلاء من الجانبين معاً، بحيث نأمل أن يتعادل الميدان، وتعامل الولايات المتحدة الأميركية الجميع فـي تلك المنطقة على قدم المساواة».
وكان عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فـيرمونت، قد وجه نقداً مباشراً لمنافسته الديمقراطية، وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. ونأى بنفسه عن سياساتها التدخلية، وخاصة فـي ليبيا، حيث قادت الولايات المتحدة حملة القصف الأطلسي فـي عام ٢٠١١ عندما كانت وزيرة للخارجية.
ومضى يقول «أنا لم أصوت ضد الذهاب الى حرب العراق فحسب بل قدت المعارضة ضدها. وقد سمعت وزيرة الخارجية كلينتون نفس الأدلة التي سمعتها أنا (عن العراق) ولكنها رغم ذلك صوتت لتلك الحرب الكارثية».
كما انتقد ساندرز، كلينتون، لدعمها اتفاقيات التجارة الحرة، والتي تجعل من السهل على الشركات الأميركية الاستعانة بمصادر خارجية وتصدير فرص العمل الى الخارج، قائلاً انه صوت ضد كل تلك المعاهدات.
وأردف «يجب على كلينتون إطلاق سراح خطبها المدفوعة الثمن لشركات وول ستريت». وكانت وزيرة الخارجية السابقة قد صرحت، انها مستعدة لوضع نصوص تلك الخطب بتصرف العامة إذا حذا بالمثل المرشحون الرئاسيون الآخرون، بمن فـي ذلك الجمهوريين.
وانتقد ساندرز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بسبب سياساته المثيرة للانقسام. وأضاف أن «دونالد وأصدقاءه لن يفلحوا بجعل الأقليات فـي هذا البلد كبش فداء ولن ينجحوا فـي مهاجمة وإهانة أصدقائنا وجيراننا المسلمين… أو أصدقائنا وجيراننا المكسيكيين… وحتى لن يفرقوا بيننا».
كما هاجم ساندرز الخطاب المناهض للمهاجرين داخل الحزب الجمهوري. وقال للحشد إنه يتعاطف مع الأسر المهاجرة، مستدلاً بهجرة والده إلى الولايات المتحدة من بولندا. واستدرك «جاء والدي مهاجراً الى هذا البلد ولم يملك فلساً واحداً فـي جيبه ولم يجن الكثير من المال، لكنه أحب هذا البلد بسبب الفرص التي قدمت له والقدرة على تربية إثنين من أولاده اللذين كانا أول من يتعلم فـي الجامعة من عائلته».
وأبلغ الحضور انه يستمع للاميركيين اللاتينيين، «الذين يعيشون فـي خوف وذعر بسبب وضعهم كمهاجرين»، متعهداً بمنح المهاجرين غير الشرعيين فرصة الحصول على الجنسية.
ونفى ساندرز أن تكون أفكاره متطرفة أو غير قابلة للتنفـيذ وافصح عن ان خطته للكليات الخالية من الرسوم الدراسية «وصمت بانها غير معقولة ولكن حق الاقتراع لدى المرأة كان يُسمَّى نفس الشي فـي مطلع القرن الماضي».
وحث السناتور ساندرز سكان ميشيغن والمتطوعون فـي حملته على الخروج بأعداد كبيرة خلال انتخابات يوم الثلاثاء. ولم تخذل ميشيغن ساندرز حيث فاز على كلينتون بسبب الصوت العربي الأميركي الكثيف بحسب ما كشفت نتائج الانتخابات التي فاز بها ساندرز بفارق لم يتجاوز ١٩ ألف صوت على صعيد ميشيغن.
Leave a Reply