واشنطن - مع سرعة ورتابة وتيرة الحياة الحديثة وما يرافقها من التزامات وضغوط يومية، يحتاج جسم الإنسان الى فترة من الراحة يعتقد العلماء أنها ضرورية جداً، ليس فقط لتحسين إنتاجية الإنسان وحالته النفسية والعقلية، بل أيضاً لحماية صحته العامة، ولذلك ينصح الخبراء الناس بضرورة «الابتعاد» عن أجواء العمل، والتوجّه إلى مكان يسوده الهدوء والسعادة ولو لمرة واحدة فـي السنة.
ومن المعروف أن العطلة تساعد على تقليص التوتر والقلق، وبالتالي خفض خطر الإصابة بضغط الدم المرتفع الذي يشكّل تهديداً كبيراً للقلب. فضلاً عن تفادي الأكل العشوائي الذي يكون غالباً مشبّعاً بالدهون والسعرات الحرارية.
وأشارت دراسة نُشرت فـي دورية الجمعية الطبية الأميركية الى أنّ الرجال الذين حصلوا على إجازات سنوية منتظمة كانوا أقلّ عرضة للموت من أمراض القلب بنسبة 32 بالمئة مقارنةً بنظرائهم الذين إمتنعوا عن هذا الأمر.
كما بيّنت دراسة أجراها مركز «فارمينغهام» لأمراض القلب، وإمتدّت لعشرين عاماً، وجود آثار سلبية فـي قلوب النساء اللواتي لا يحصلن على عطلة منتظمة. وتوصّل الباحثون إلى أنّ النساء اللواتي أخذن إجازة، مرّة كلّ ستة أعوام أو أقلّ، كنّ أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب التاجية أو النوبات القلبية بمعدل ثماني مرّات تقريباً مقارنةً بنظيراتهنّ اللواتي حصلن على عطلتين سنوياً على الأقلّ.
ويقول الباحثون فـي مركز «العقل والجسم» بـ«جامعة بيتسبرغ» إنّ أوقات الفراغ والترفـيه، بما فـيها الإجازات، ساهمت فـي تحفـيز المشاعر الإيجابية فـي مقابل تقليص المشاعر السلبية والكآبة. وأضافوا بأن الإجازات الطويلة (لأكثر من أسبوعين) قللت الشعور بالضغط والتوتر، ووفرت لهم مستويات مرتفعة من الطاقة وزيادة الشعور بالرضا عن حياتهم.
وأظهرت دراسة أجريت على مدار خمسة أعوام ونُشرت فـي دورية «ويسكونسن» الطبية أنّ النساء اللواتي حصلن على إجازة مرّتين فـي السنة على الأقلّ كنّ أقلّ عرضة للشعور بالضغط، والتوتر، والكآبة، والتعب، وأكثرَ إرتياحاً بعلاقتهنّ الزوجيّة.
Leave a Reply