خليل إسماعيل رمَّال
لا يجب أنْ ينتشي ويعيِّد أعداء سوريا والمقاومة، خصوصاً اللص غير الظريف فؤاد السنيورة الذي تحوَّل محلّلاً سياسياً، بإعلان روسيا سحب بعض من قواتها الرئيسية ظنَّاً منهم أنَّه ناجم عن وجود خلافات بين الرئيسين الحليفـين الأسد وبوتين إلى درجة ترويجهم أنَّ المقاومة تنوي عسكرياً أيضاً العودة من الأراضي السورية. لكن هذه أمنيات وأضغاث أحلام للمعسكر الوهَّابي-الداعشي للأسباب الآتية:
١- المنطق يقول أنَّ روسيا لم تقم باستثمار عسكري ومادِّي بهذا الحجم ولم تدفع دماءاً فـي سوريا وكادت تقع فـي حرب ومواجهة مع الحلف الأطلسي عندما تصدت لإرهاب العثمانيين وخسَرَتْ إقتصادياً نتيجة مقاطعتهم بعد إسقاطهم للمقاتلة الروسية، لكي تحزم حقائبها وترحل هكذا من دون تحقيق النصر المؤكَّد على التكفـيريين الذين قد يصلون إلى قلب روسيا إذا استمر خطرهم خصوصاً عبر المجرمين الشيشانيين المنضوين تحت مظلَّة «داعش» الوهَّابية.
٢- إذا تخلَّتْ موسكو عن أهم موقع استراتيجي أخير لها فـي المياه الدافئة فـي الشرق الأوسط، فلن تقوم لها قائمة بعد اليوم وستُعزَل بسهولة من قبل «الناتو» عبر تركيا وأوكرانيا. وإذ تنسى فلا تنسى خديعتها من قبل الحلف الغربي فـي ليبيا التي مازالت قبائلها تتناحر فـيما بينها بعد موت الطاغية القذافـي وتكاد تقع بيد الدواعش.
٣- موسكو قامت بخطوة ذكية من أجل إحراج أعداء سوريا الإرهابيين ورعاتهم آل سعود وأردوغان والقطريين، الذين ما فتأوا يطالبون بانسحاب روسيا من سوريا لأجل عقد مفاوضات سلام، وإجبار اميركا للضغط على بوابة الاٍرهاب أنقرة. وقد تمَّ التموضع وإعادة الإنتشار، لا الانسحاب، بعد تحقيق التوافق مع أميركا والذي نجم عنه وقف الأعمال العدائية مع إستمرار ضرب معاقل الدواعش وبقاء حكومة الأسد الشرعية. وقد تفلسف الكثيرون أنه عند اتفاق الدول الكبرى فإن الدول الصغيرة هي التي تدفع الثمن، وهذا صحيح مع مجرم استعماري مثل تشرشل، ويوافق هذا الحكم مع تاريخ الاستعمار الفرنسي والبريطاني الأسود، لكن بوتين يعلم غدر الغرب لانه اكتوى بناره ويعرف حقيقة طعنه بالظهر وهو لن يقدر أنْ يتملَّص من التحالف مع قائد ومرشد الثورة فـي إيران والرئيس الأسد، بعد اقامة علاقات سياسية واقتصادية ضخمة مع طهران. ثم أن كلامه الاخير فـي تكريم الجنود العائدين خير دليل على استمرار زخم العملية الروسية.
٤- فـي نفس الوقت الذي أعلنت فـيه روسيا سحب قواتها قامت طائراتها بالإغارة على مواقع الإرهابيين، والمعدات التي سُحِبَتْ، كما كشَفَتْ «الأخبار»، لن تؤثر فـي سير العمليات الحالية ضمن الخطط المرسومة مسبقاً. ولعلّ الدفع الجديد والتقدم نحو تدمر، بالتوازي مع تحقيق طوق أمان إضافـي فـي مدينة دير الزور وتأمين طرق تصلها بالبادية، يكشفان استمرار العمل العسكري الروسي-السوري المشترك. فالمقاتلات الحربية المهمة بقيت وقطع الغيار والطيارون السوريون تدربوا بما فـيه الكفاية مما يدل على اتفاق بين دمشق وموسكو من أجل الوصول إلى حل نهائي للأزمة الدامية.
٥- آل سعود يتحادثون مباشرةً مع الحوثيين فـي اليمن ثم يرتكبون مجزرة فـي سوق صنعاء راح ضحيتها ١٥٠ إصابة بين شهيد وجريح، أما فـي لبنان (الغارق بالقمح المسرطن والإنترنت المتصهين)، فبعد استصدار قرار تصنيف المقاومة منظمة إرهابية فـي مؤتمر «وزراء خرجية» آل سعود (ولا عذر لباسيل على عدم وقوفه بحزم أكبر ضد القرار رغم تفهم المقاومة لموقفه وموقف مدعي الناصرية عبدالرحمن مراد وفـيصل كرامي) وتعيين ذيل الصهاينة -زلمة مبارك- ابو الغيط، رئيساً للجامعة العربية بعد تنحي نبيل العربي المرتشي بـ ٢ مليون دولار ثمن موقفه من المقاومة، يصعِّد آل سعود من انتقامهم من خلال التهويل بالتمهيد للعدوان الإسرائيلي. ولهذا الزعم نقول ان إسرائيل لا تُقدِم على أي عمل من دون مصلحتها الخاصة فكيف إذا جاءت من الغير مهما كان، ثم لو أنها قادرة لما قصِّرَتْ وإذا وقع العدوان حتى لأسباب إسرائيلية ذاتية وكانت لآل سعود يدٌ غير مباشرة فلن يسلموا هذه المرَّة وستكون معركة حياة أو موت بالنسبة لمحور المقاومة، والعدو يعرف قدرات المقاومة وتصديها فـي عدة جبهات.
والحقيقة الخالصة تبقى: لو ركب أبناء سعود أعلى ما فـي جمالهم وشربوا أفخر ما فـي بول بعيرهم فهذا زمن طفلت فـيه شمسهم نحو الغياب!
Leave a Reply