سامر حجازي – «صدى الوطن»
أقامت الجالية العربية مساء الأربعاء الماضي حفلاً حاشداً لجمع التبرعات لصالح حملة إعادة انتخاب الديمقراطية ديبي دينغل لعضوية مجلس النواب الأميركي عن «الدائرة ١٢» فـي ميشيغن، وذلك وسط حضور حاشد من المسؤولين المحليين وقيادات من الجالية العربية التي تتمتع بعلاقة متينة مع النائبة دينغل، التي يشكل خطها السياسي امتداداً لزوجها عميد الكونغرس الأميركي السابق، النائب المتقاعد جون دينغل، الذي يحظى باحترام العرب والمسلمين الأميركيين بسبب مواقفه المشهودة فـي الدفاع عن قضاياهم.
وألقى دينغل كلمة فـي الحفل الذي أقيم فـي صالة «بيبلوس» بمدينة ديربورن، تحت عنوان «عرب أميركيون من أجل ديبي دينغل»، عبّر فـيها عن فخره بصداقته مع الجالية العربية، وقال: «ليس عندي أصدقاء عزيزون وطيبون أكثر مما عندي من العرب الأميركيين، إنهم أناس يتمتعون بأرواح وقلوب كبيرة، وهم وطنيون يمنحون بلدهم (أميركا) كامل الولاء».
وكان دينغل قد غرّد مؤخراً على موقع «تويتر» تعليقا على تصريحات المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية تيد كروز الذي طالب بمراقبة أمنية لما أسماها «الأحياء الإسلامية»، وكتب دينغل قائلاً: «إذا دخلت إلى مطعم «لابيتا» فـي مدينة ديربورن فسوف تشاهد العشرات من الزبائن المسلمين الأميركيين، وأي واحد من هؤلاء يصلح أن يكون رئيسا للولايات المتحدة أكثر مما يصلح تيد كروز».
بدورها، سارت الزوجة على خطى زوجها فـي دعم قضايا العرب والمسلمين الأميركيين وإيصال أصواتهم وهواجسهم إلى مبنى «الكابيتول» فـي واشنطن العاصمة منذ توليها منصبها مطلع العام ٢٠١٥، حيث كانت دينغل فـي مقدمة المشرعين المعارضين لإجراء تعديلات على برنامج الإعفاء من «تأشيرات الدخول» إلى الولايات المتحدة، والتي حملت بين طياتها تمييزا ضد العرب والمسلمين، كما أنها دعمت بشكل علني «الاتفاق النووي» بين واشنطن وطهران، وحرصت على مطالبة الإدارة الأميركية بإيجاد حلول لليمينين الأميركيين العالقين فـي اليمن.
من ناحيته، أشاد ناشر صحيفة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني بدفاع ديبي «الشرس» عن المسلمين الأميركيين، وقال: لقد كانت ديبي حاضرة للدفاع عنا فـي كل مناسبة، وبغض النظر عن صعوبة الأوضاع وحساسيتها فقد وقفت إلى جانبنا فـي وجه موجة الإسلاموفوبيا. ودأبت على زيارة مساجدنا ومؤسساتنا، وواجهت عتاة مروجي الكراهية، وانضمت إلى صفوفنا عندما تجمهرنا أمام مبنى بلدية ديربورن لرفض الاتهامات التي وسمتنا بأننا نعادي مجتمعنا الأميركي».
وفـي نهاية الحفل الذي جمعت فيه تبرعات فاقت التوقعات، شكرت دينغل الحاضرين على دعمهم لحملتها الانتخابية، ووعدتهم بأنها سوف تستمر بالدفاع عن مسلمي وعرب أميركا، خاصة فـي هذه الأوقات التي تتواصل فـيها رسائل الكراهية ضدهم، عبر حملات بعض المرشحين الرئاسيين إلى البيت الأبيض.
وقالت: «لا أظن أن أي واحد منا كان سيصدق ما يجرى.. ليس فقط مرشح رئاسي وإنما اثنين (ترامب وكروز) يستهدفان المجتمعات بسبب جنسية وعقيدة أبنائها.. أنا فعلا لم أكن أصدق بأننا سنشهد شيئا من هذا القبيل طوال حياتي».
وأشارت إلى أن مدينة ديربورن تعيش قلقا ومخاوف من مهاجمة بعض المنتمين لتنظيم «داعش» ومن بعض الأميركيين الذين يسيئيون فهم مجتمع هذه المدينة.
كما أدانت التعديلات على برنامج الإعفاء من تأشيرات الدخول (فـيزا) الذي يستهدف مواطني دول مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان، حتى وإن كانوا يحملون جنسيات دول لا يطلب من مواطنيها الحصول على تأشيرات دخول إلى أميركا، ووعدت بأنها ستواصل بذل جهودها لتعديل هذه الإجراءات، قائلة: «لم أكن أظن للحظة بأن قانونا كهذا سوف يمرر فـي الكونغرس، خاصة وأنه يستهدف أشخاصا بسبب جنسياتهم ومعتقداتهم الدينية. هذا أمر خاطئ، ولست خائفة من مواجهته.. لن نسمح للآخرين أن يفرقونا ويقسمونا باسم الخوف».
يشار الى أن حصة ميشيغن فـي مجلس النواب الأميركي، تبلغ ١٤ عضواً يمثلون ١٤ دائرة انتخابية فـي ميشيغن. وتتولى الديمقراطية دينغل حالياً مقعد الدائرة ١٢ التي تشمل ديربورن وتمتد حتى آناربر غرباً ومونرو جنوباً حيث الكثافة العربية.
Leave a Reply