علي حرب – «صدى الوطن»
طالب محامي الشاب العربي الأميركي خليل أبو ريان، المتهم بدعم تنظيم «داعش» الإرهابي، المحكمة بالإفراج عن جميع المراسلات التي جرت بين موكله والعميلة السرية التي حاولت إغواءَه واستدراجه لارتكاب عمل إرهابي بإشراف مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي).
ويواجه أبو ريان حالياً تهمة حيازة سلاح ناري بشكل غير قانوني وكمية من الماريوانا، ولكنه يبقى معتقلاً على خلفـية شكوى قانونية تدعي أنه يؤيد تنظيم «داعش» الإرهابي، وبأنه كان يخطط لاستهداف كنيسة فـي ديترويت، بحسب ما قال للعميلة السرية التي تعرف عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باسم «عروس الجنة».
تود شانكر، محامي أبو ريان، قال إن مكتب التحقيقات الفدرالي استخدم «تكتيكات غير اعتيادية» لاستدراج أبو ريان، مؤكداً أنّ عميلة الـ«أف بي آي» «التي تظاهرت بأنها امرأة عراقية أميركية شابة قامت بإغواء الشاب البالغ من العمر ٢١ عاماً وشجعته على ركوب موجة التطرف العنفـي».
ومن اجل تأمين دفاع عادل عن أبو ريان، طالب شانكر المحكمة بإلزام مكتب التحقيقات الفدرالي بالكشف عن جميع المراسلات، بحسب رسالة رفعها الى المحكمة يوم الثلاثاء الماضي، مشيراً الى أن أبو ريان كان يبذل جهداً دؤوباً فـي إقناع «عروس الجنة» بالعودة عن أفكارها المتعصبة الا أنها كانت تضغط عليه للقيام بنشاط إرهابي.
وقال شانكر «على الرغم من تصوير السيد أبو ريان علناً بأنه إرهابي مختل عقلياً، تريد الحكومة أن نقوم بالدفاع عن موكلنا فـي السر»، مشيراً الى أن السلطات ترفض إعطاء فريق الدفاع نسخة من المراسلات التي تمت بين أبو ريان والعميلة السرية.
«مشكلة مقلقة»
واتهم شانكر السلطات بتجاهل المراسلات التي تصب فـي صالح أبو ريان، واصفاً هذه الممارسة بأنها «مشكلة نزاهة مثيرة للقلق».
وأورد المحامي على سبيل المثال، أنه بعد أنْ سألت «جنة برايد» أبو ريان عن رأيه فـي الجهاد والاستشهاد، أجاب المُدعى عليه بالرفض محذراً العميلة من تبعات القيام بأي عمل متهور.
وقال فـي رسالة لمحدثته «لا تفعلي أي شيء من شأنه أن يؤذيك أو يؤذي أشخاصاً آخرين»، كما كتب المدعى عليه فـي رسالته لـ«برايد»، وفقاً للقطات من شاشة الكومبيوتر قدمها فريق الدفاع، وهي من المراسلات التي تجاهلها الادعاء الفدرالي.
ووفقاً للدفاع، كان أبو ريان يكذب ليكسب حب «برايد» عندما قال لها انه يخطط لاطلاق النار على كنيسة فـي ديترويت. ودعم شانكر هذا القول بحقيقة أن السلطات لم تجد القناع والبندقية والذخيرة التي قال لـ«برايد» إنه اشتراها لاستخدامها فـي الهجوم. بدلاً من السلاح، وجد المحققون كميات من الماريوانا ومسدساً صغيراً فـي سيارة أبو ريان. فيما قال للمحققين انه اشترى المسدس للحماية الشخصية كونه يعمل فـي نوبات ليلية بمطعم للبيتزا يملكه والده فـي ديترويت.
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي قد وضع أبو ريان تحت المراقبة بعدما تم رصد تعاطفه مع تنظيم «داعش» الإرهابي من خلال عرض وتشارك أفلام ترويجية للتنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها أشرطة فـيديو تحتوي عمليات اعدام.
وأظهرت لقطات من المراسلات التي قدمها الدفاع أن العميلة حاولت دوماً توجيه المحادثة تجاه الدين، فـي حين ألمح أبو ريان مراراً وتكراراً إلى أنه يرغب فـي الزواج.
فـي إحدى المرات سألت «برايد» أبو ريان عما يريد من هذه الدنيا (الحياة) فأجاب أبو ريان: «بصراحة أن أتزوج وأعتقد إذا تزوجت سأكون سعيداً. أشعر بالوحدة فـي بعض الأحيان وأريد أن أبدأ بتأسيس أسرة..» لكنها ردت بالقول إنها تشعر بالاكتئاب وليست لديها رغبة فـي العيش. وأضافت برايد فـي المحادثة التي جرت فـي ٢٥ كانون الثاني (يناير) «والآن أقسم بالله إذا طلبت الدولة (داعش) روحي فسأعطيها فـي نبضة قلب». فما كان من المتهم الا ان رد بالقول «انت مازلت شابة ومرتبكة».
وحسب الرسائل النصية أيضاً أعلنت «برايد» ان الجهاد هو حلمها، وأنها تريد الموت فـي سبيل الله.
وعلَّق محامي الدفاع «خلال كل المراسلات كانت العميلة السرية تعزز مفهوم الجهاد وتبذل جهوداً لحمل السيد ابو ريان على التوافق مع مخططها».
يشار الى أن أنَّ أبو ريان، وهو من سكان ديربورن هايتس، ما زال معتقلاً على ذمة التحقيق بانتظار محاكمته ومن دون كفالة.
Leave a Reply