ديترويت - عندما قررت الناشطة العربية الأميركية ديانا حسين إطلاق حساب على موقع «تويتر» فـي العام ٢٠٠٩، لم تكن تعلم أن علبة الصودا الموجودة على مكتبها والتي أوحت لها بإسم الحساب Diet Dr. Pepper، ستعود على أهالي مدينة فلنت بأكثر من 40 ألف قنينة مياه، مقابل أن تتخلى حسين عن الحساب لصالح الشركة المنتجة لهذا المشروب الغازي.
فعندما انبثقت الفكرة فـي ذهنها قبل سبع سنوات، لم تأخذ حسين، وهي أخصائية الاتصالات فـي منظمة «يونايت هير»، الموضوع على محمل الجد، كما أنها لم تتوقع حينها أن مواقع التواصل الاجتماعي ستصبح بالأهمية التي هي عليها اليوم.
وفـي العام ٢٠١٣ بدأت حسين بمراسلة شركة لمعرفة فـيما إذا كانت مهتمة بالحصول على الحساب DietDrPepper@، لتظهر للشركة اهتماماً فعلياً بالموضوع ابتداءً من كانون الثاني (يناير) الماضي. غير أن سياسة موقع «تويتر» التي تمنع بيع الحسابات حالت دون إتمام الصفقة، لكن حسين أصرت على إيجاد طريقة يمكن من خلالها الاستفادة من هذا الحساب دون أن تتصرف بحماقة وأن تتخلى عنه بدون مقابل.
ووجدت الشابة العربية أن هناك «سوقا سوداء» لبيع الحسابات الإلكترونية على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ونتيجة البحث الذي قامت به حسين، اكتشفت أن بعض الصفحات تم بيعها بآلاف الدورات، كما تأكدت أن شركة «دكتور بيبر» لا يمكن أن تجبرها على التخلي عن تلك الصفحة التي تحمل إسم ماركة تجارية.
واستمرت حسين بنشاطها الاعتيادي على تلك الصفحة التي بات يتبعها أكثر من 1700 متصفح، حتى جاءت اللحظة الحاسمة، مع تفجر فضيحة تلو،ث مياه الشرب فـي مدينة فلنت وإصابة الأطفال والبالغين فـي المدينة بتلوث الرصاص، وهو الموضوع الذي استقطب اهتماماً إعلامياً وحكومياً وشعبياً واسعاً، فقررت حسين حينها التخلي عن الحساب الإلكتروني مقابل التزام الشركة بتوزيع عبوات مياه معدنية بقيمة 5000 دولار على أهالي المدينة المنكوبة، ووافقت شركة «دكتور بيبر» على العرض، لاسيما وأنها كانت قد قامت بتوزيع آلاف عبوات المياه على أبناء المدينة الذين تأثروا بسبب أزمة المياه.
ووصفت حسين الاتفاق بأنه «الصيغة الأمثل» كونه مكنها من مساعدة أهالي فلنت، وجعل والدها فخورا بها، «وهو الجزء الأكثر حساسية وأهمية بالنسبة لي»، بحسب ما قالت لـ«صدى الوطن».
Leave a Reply