هامترامك - ظهر الثلاثاء 29 آذار (مارس) الماضي، غادر الطالب اليمني الأميركي موسى المسمري صفه فـي «كلية ماكومب» بمدينة وورن ولم يعرف له أثر بعد ذلك طوال أسبوع كامل، قبل أن يتمكن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) من تحديد مكانه، ليتبين أنه غادر مقر إقامته فـي هامترامك بشكل طوعي، فـيما كان الأهل والأصدقاء يقلبون الدنيا رأساً على عقب بحثاً عن الشاب الخلوق الذي لم يكشف عن أسباب اختفائه ولا عن موقعه الجديد حفاظاً على خصوصيته.
فور اختفائه، أقامت عائلة المسمري وأصدقاؤه تجمعات لطلب المساعدة فـي العثور عليه. كما بدأوا حملة إعلامية وهاشتاغ (وسم) باسمه على «تويتر».
وكانت قد رسمت سيناريوهات وسرت تكهنات عديدة حول غيابه من بينها انه ربما كان قد خطف من خلال عمل اجرامي بدافع الكراهية. او ربما انه انحرف نحو التطرف حتى ظن بعض أفراد الجالية فـي هامترامك انه قد تم اختطافه من قبل السلطات الأميركية.
المسمري توارى عن الأنظار وأضحى فـي عداد المفقودين فـي ٢٩ آذار (مارس) وعثر عليه مساء الخامس من نيسان (أبريل) الماضي وهو آمن وبصحة جيدة. الأسرة والمحققون تحفظوا حول الكشف عن الظروف التي أدت إلى اختفائه. ولكن ما نعرفه هو أن المسمري لا يواجه أية مشاكل قانونية.
وتبين ان الطالب اليمني الأميركي البالغ من العمر ٢٠ عاماً قرر طواعية وبكامل وعيه أن يغادر بيته من دون أن يخبر أحداً بذلك، وقد أغلق الـ«أف بي آي» التحقيق بشأن اختفائه من دون توجيه اتهامات للمسمري أو لأي شخص آخر.
وقال شخصان من هامترامك بعد العثور على المسمري لـ«صدى الوطن»، إن الطالب كان فـي عهدة مكتب التحقيقات الفدرالي طوال مدة اختفائه. لكن محامي الأسرة محمد عبدربه سارع إلى نفـي هذه الشائعة. «قطعا لا» قال ردّاً على هذا الادعاء. «على العكس من ذلك، عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي هم الذين تعقبوا المسمري فعثروا عليه بعد مشاركتهم فـي التحقيق بناء على طلب العائلة» وفقاً لعبدربه الذي اكد أن مكتب التحقيقات الفدرالي تمكن من تحديد مكان موسى وتأكيد هويته بحلول الثلاثاء الماضي.
وأضاف المحامي «أن المسمري ليس موضوع التحقيق ولم يكن تحت أدنى شبهة لإلقاء القبض عليه، كانت القضية تتلخص بالبحث عن أحد البالغين الذين فقدوا. وانتهى البحث بنتيجة جيدة». وقال مصدر فـي «أف بي آي» لـ«صدى الوطن» إن المسمري «لم يتنازل عن حقه فـي الخصوصية الشخصية. وبالتالي، لا يمكن للسلطات ان تنشر تفاصيل اختفائه أو موقعه الحالي له». واستطرد «انه (المسمري) على قيد الحياة وبصحة جيدة وعلى ما يرام، هذه القضية انتهت واصبحت فـي الواقع مغلقة».
يشار الى أنه فـي يوم العثور على الابن الغائب، كان أكثر من مئة شخص من سكان ونشطاء هامترامك ينظمون فعالية فـي «كلية ماكومب» لنشر الخبر حول قضية اختفاء المسمري.
وقال عضو مجلس بلدية هامترامك سعد المسمري، وهو قريب الطالب، إن موسى كان «يتمتع بسمعة طيبة فـي أوساط الجالية ولم يتورط فـي أي عمل مشبوه».
يشار الى أن خواتيم هذه المحنة كانت سعيدة لأسرة المسمري والجالية اليمنية فـي هامترامك. لكن هذه النهاية السعيدة على العكس لم تتحقق للأسف لعائلة سجاد الميالي حيث فـي وقت سابق من هذا العام، تم العثور على جثة سجاد وهو أميركي عراقي يبلغ من العمر ٢٤ عاماً من سكان مدينة ديربورن، فـي مجرى نهر ديترويت بعد أسابيع على اختفائه.
وأكدت الدكتورة هدى أمين، وهي اختصاصية علم نفس من ديربورن، على أهمية الحوار داخل الأسر لمنع تغرّب الأبناء. وحثت أمين أيضاً آباء المهاجرين على الإقرار والاعتراف بأن أطفالهم يشبون فـي وقت مختلف ومكان مختلف وثقافة مغايرة.
Leave a Reply