التقى بوزير الدفاع وكبار العسكريين وأمين عام حلف «الناتو»
أوباما متحدثاً في اجتماع مع كبار القادة العسكريين والمسؤولين في إدارته، داخل «قاعة الحكومة» بالبيت الأبيض، صباح الثلاثاء الماضي. |
بحث الرئيس باراك أوباما الثلاثاء الماضي مع وزير دفاعه آشتون كارتر ترتيبات «البنتاغون» لمواجهة التهديدات العالمية خاصة من جانب «داعش»، معتبرا أن تدمير التنظيم لا يزال «أولويته الأولى».
وأكد أوباما بمستهل اجتماع فـي البيت الأبيض مع كبار القادة العسكريين والمسؤولين فـي إدارته، على استمرار العمل على إضعاف قيادات تنظيم «الدولة» وشبكاته المالية وبنيته التحتية، مضيفا أن رقعة «سيطرة الجهاديين» فـي سوريا والعراق لا تزال تتقلص.
وأضاف أوباما أن هجمات تركيا وبلجيكا تدلل على أن «داعش» لا تزال لديه القدرة على شن «هجمات إرهابية خطرة» مشيرا إلى أن الجهود ضد التنظيم لا تنحصر بعملية عسكرية «فهناك جهد حقيقي على صعيدي الدبلوماسية والاستخبارات».
وفـي سياق التصعيد القائم مع روسيا، أعلن أوباما أن على الولايات المتحدة أن تعير اهتماما أكبر لمسائل الدفاع عن أوروبا لمواجهة «سياسة روسيا العدوانية»، حسب تعبيره.
وشدد الرئيس الأميركي على ضرورة تعزيز القدرات العسكرية فـي أوروبا لـ«ردع العدوان وضمان الأمن».
وقال أوباما «نحن نستثمر فـي إمكاناتنا العسكرية اللازمة لردع العدوان والدفاع عن أمننا وأمن حلفائنا. وهذا يتضمن توسيع خططنا فـي أوروبا لدعم حلفائنا فـي الناتو على ضوء الأعمال العدوانية من قبل روسيا».
ومن جانبه، أعرب الكرملين عن أسفه للتصريحات الأخيرة الصادرة عن أوباما، والتي تعتبرها موسكو معادية لها ورامية لتحريض أوروبا ضد روسيا.
مقترح بإعادة هيكلة الجيش
وفـي سياق آخر، أعلن وزير الدفاع، بخطاب له فـي واشنطن، أن جيش بلاده لا يزال بحاجة إلى «عملية إعادة تنظيم عميقة» لكي يتمكن من مواجهة التهديدات والأخطار العالمية المعاصرة. واقترح كارتر إعادة النظر بقانون «غولدووتر نيكولس» الذي أقر قبل ثلاثين عاماً، والذي ينظم هيكلية الجيش (1.3 مليون عسكري) والعلاقة بينه وبين السلطة السياسية.
ويرمي مقترح كارتر تعزيز سلطة رئيس هيئة الأركان إزاء قيادات المناطق العسكرية بالخارج، التي تتمتع بنفوذ كبير جداً، كما يمنح هيئة الأركان حق إصدار توصيات بشأن كيفـية توزيع الإمكانيات بين مختلف القيادات العسكرية.
يلتقي أمين عام «الناتو»
وجاء اجتماع أوباما بوزير دفاعه وكبار الجنرالات بعد يوم واحد من لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتينبرغ، حيث بحث الطرفان كيفـية تولي الحلف الأطلسي المساعدة فـي تدريب قوات معتدلة فـي العراق والأردن وأماكن أخرى فـي قتالها ضد تنظيم «داعش». وقال أوباما للصحافـيين، بعد الاجتماع مع ستولتينبرغ فـي المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، الإثنين الماضي، «سنواصل التعاون بشأن عمليات يمكن القيام بها فـي مناطق مثل ليبيا حيث توجد بدايات لعمل حكومة».
وعقد ستولتنبرغ خلال زيارته، التي استمرت إلى الخميس، اجتماعات مع مسؤولين فـي الإدارة الأميركية والكونغرس.
وتأتي الزيارة بعد أيام من اتهام المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب، حلفاء الولايات المتحدة بعدم أداء أدوارهم فـي «الناتو» ملوحاً بفرط عقد هذا الحلف فـي حال استمرت الدول الأعضاء فـي التلكؤ بدفع مستحقاتها، واصفاً «الناتو» بأنّه «قديم» ومكلف للغاية.
وأكّد أوباما فـي تعليقاته أنّ حلف شمال الأطلسي «لا يزال عنصراً أساسياً وحجر زاوية لدفاعنا المشترك وللسياسة الأمنية للولايات المتحدة».
وأضاف: «لا شك أنّ العالم يعيش فترة مضطربة. أوروبا نقطة محورية لكثير من الضغوط فـي النظام الأمني العالمي».
من جهته، أشار ستولتينبرغ، إلى أنّ الحلف الذي يضم فـي عضويته 28 بلداً يبحث كيفـية المساعدة فـي إرساء الاستقرار ودعم دول ينشط فـيها التنظيم بالمنطقة بينها ليبيا. وأكّد أن الحلف يعمل بالتنسيق مع أعضائه للوفاء بتعهداتهم بزيادة الإنفاق الدفاعي.
وفـي شأن أفغانستان، يعمل الحلف والولايات المتحدة على مساعدة حكومتها وتدريب عناصرها الأمنية، للتصدي لحركة «طالبان»، وهي قضية، أكّد أوباما أنّها ستناقش بمزيد من التفصيل خلال قمة الحلف فـي وارسو خلال تموز (يوليو) المقبل.
يقرّ بسقوط ضحايا مدنيين في هجمات «الدرونز» الأميركية
أقر الرئيس باراك أوباما بأن ضحايا مدنيين سقطوا جراء الهجمات التي تشنها الطائرات الأميركية بلا طيار على الجماعات الإرهابية.
وقال أوباما عقب اختتام قمة الأمن النووي فـي واشنطن، الجمعة الماضي، إنه «ما من شك فـي أن مدنيين قُتلوا فـي الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة بطائرات بلا طيار»، والتي تستهدف من يُشتبه بأنهم إرهابيون وإن هذه الإجراءات يتم تقييمها بشكل مستمر.
وأضاف الرئيس الأميركي أن هناك «انتقادا مشروعا» للإطار القانوني للهجمات التي تُشن بطائرات بلا طيار، و«ما من شك فـي أنه ما كان يجب سقوط قتلى من المدنيين».
وتستهدف الولايات المتحدة بتلك الهجمات مسلحين من جماعات إرهابية فـي اليمن والعراق وسوريا والصومال وليبيا وباكستان وأفغانستان ودول أخرى، وتشير تقارير لمنظمات حقوقية بسقوط ضحايا من المدنيين فـي تلك الهجمات.
يندّد بتصريحات ترامب حول المكسيك
ندد الرئيس باراك أوباما الثلاثاء الماضي بدعوة المرشح الجمهوري دونالد ترامب لإلزام المكسيك بدفع ثمن بناء جدار على حدودها بهدف منع تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.
وقال فـي تصريحات صحافـية إن خطة ترامب «ستضر» بالعلاقات الخارجية لواشنطن، لأنها «أفزعت» زعماء دوليين، لم يحددهم. وليست المرة الأولى التي تنتقد فـيها الإدارة الأميركية ترامب، فقد ندد البيت الأبيض نهاية الأسبوع الماضي بدعوته الحلفاء الآسيويين إلى تطوير أسلحة نووية، وقد دأب الرئيس أوباما على توجيه انتقادات لترامب مقللاً من حظوظه فـي الفوز. ويتصدر ترامب قائمة مرشحي الحزب الجمهوري فـي الانتخابات التمهيدية.
يدعو لمعالجة ثغرات قانون الضرائب بعد فضيحة «أوراق بنما»
دعا الرئيس باراك أوباما، الثلاثاء الماضي، إلى ضرورة إجراء إصلاحات ضريبية على المستوى الدولي، وذلك فـي أعقاب الكشف عن ما يعرف بـ«أوراق بنما».
واعتبر أوباما أن التسريبات، التي أشارت إلى أن عددا من السياسيين ورجال الأعمال الكبار فـي أنحاء العالم أخفوا أموالا فـي شركات وهمية، تظهر أن التهرب الضريبي «مشكلة عالمية».
وقال أوباما إن الأثرياء من أفراد وشركات «يستغلون أنظمتهم» من خلال استخدام الملاذات الضريبية التي لا يمكن لدافع الضرائب العادي استخدامها.
وأضاف أن الشركات الأميركية التي تندمج مع شركات أجنبية لمجرد خفض الضرائب «لا تدفع حصتها المفروضة» من الضرائب إزاء الاستفادة من الاقتصاد الأميركي.
وجاءت مواقف أوباما بعد أيام من نشر وثائق مسربة من مكتب محاماة بنمي أظهر استخدام عشرات آلاف الشركات لإخفاء الممتلكات والمداخيل.
وأضاف أن «أشخاصا فـي أميركا يستفـيدون من الأمر نفسه والكثير من ذلك غير قانوني، وهذه هي المشكلة».
ويأتي تصريح أوباما غداة تشديد وزارة الخزانة، القوانين ضد التهرب الضريبي من خلال دمج الشركات الأميركية مع شركات أجنبية لنقل عناوينها الرسمية لتصبح شركات «خارج الحدود» أو «أوفشور»، لتجنب دفع ضرائب فـي الولايات المتحدة.
ودعا أوباما الكونغرس إلى اتخاذ خطوات لإصلاح قانون الضرائب للقضاء على الثغرات التي تسمح بهذا التهرب الضريبي الصارخ، حسب تعبيره.
«أوراق بنما»
وتتوالى منذ مطلع الأسبوع الماضي فصول فضائح «الجنات الضريبية» للآلاف من النافذين فـي العالم، والتي أحدثها زلزال «أوراق بنما» المسربة من مكتب المحاماة «موساك فونسيكا»، وذلك فـي ظل استمرار وسائل إعلام عدة فـي نشر ما حرره «الاتحاد الدولي للصحافـيين الاستقصائيين» حول أكبر تسريب وثائق فـي التاريخ، لا يكشف فقط ضلوع قادة العالم والمشاهير ونجوم الرياضة والمصارف فـي التهرب الضريبي، بل يثير مزيداً من التساؤلات حول أعداد المكاتب من هذا النوع، وأدوارها المسهلة لعمليات مالية غير شرعية على حساب الفقراء.
وقال موقع «ويكيليكس» أن فضيحة «أوراق بنما» جاءت «بتمويل مباشر من الحكومة الأميركية والملياردير الأميركي جورج سوروس»، معتبراً أن تسريب البيانات «كان فـي حقيقة الأمر هجوماً موجهاً ضد روسيا، وتحديدا ضد رئيسها فلاديمير بوتين».
وجاء فـي تغريدة نشرها «ويكيليكس» على «تويتر» أن «مشروع رصد الجريمة المنظمة والفساد الأميركي أعد هجوم أوراق بنما ضد بوتين. ويستهدف هذا الهجوم روسيا والجمهوريات السوفـياتية السابقة، ويتم تمويلها من وكالة «يو أس أيد» (وكالة التنمية الدولية الأميركية) وسوروس»، مؤكداً أن مشروع التسريبات «تلقى تمويلاً مباشراً من الحكومة الأميركية».
وفـي تغريدة أخرى، استطرد «ويكيليكس» قائلاً إنه «ربما يقوم المشروع الأميركي لرصد الجريمة المنظمة والفساد بعمل جيد، لكن حصوله على تمويل مباشر من الحكومة الأميركية لشن الهجوم على بوتين، يثير شكوكا حول نزاهته».
يؤكد أن معنويات «داعش» تتداعى
قال الرئيس بارك أوباما فـي خطاب السبت الأسبوعي إن تنظيم «داعش» يفقد مزيدا من الأراضي فـي العراق وسوريا، وذلك بعد أيام من خسارة التنظيم المتشدد مدينة تدمر بعد تقدم مباغت للجيش السوري وحلفائه بغطاء جوي روسي.
وأكد أوباما خلال خطابه الأسبوعي أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة سيواصل مطاردة قادة «داعش» للقضاء عليهم. وأضاف فـي هذا السياق قائلا: «يواصل تحالفنا استهداف قادة «داعش» بمن فـيهم أولئك الذين يخططون لتنفـيذ هجمات إرهابية ضد بلداننا»، مشيراً إلى انهيار معنويات مقاتلي التنظيم.
من جهة أخرى، أشار أوباما إلى أهمية قمة الأمن النووي التي اختتمت الجمعة فـي واشنطن بمشاركة قادة من 50 دولة. واعتبر أن القمة «تشكل فرصة أخرى لضمان بقاء العالم موحدا، ومركزا اهتمامه على تدمير داعش».
وأكد أوباما فـي كلمة ألقاها الجمعة فـي ختام القمة أن بلاده لن تسمح لـ«داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية بالحصول على مواد نووية، داعيا دول العالم إلى زيادة التنسيق من أجل حماية تلك المواد من الوقوع فـي أيدي المتشددين.
Leave a Reply