خليل رمال – «صدى الوطن»
عارض الادعاء الفدرالي الأسبوع الماضي طلباً بفرض كفالة على المتهم العربي الأميركي خليل أبو ريان تمهيداً لإطلاق سراحه، قائلين إن هناك «أدلة واضحة ومقنعة» بأن المتهم المشتبه بتعاطفه مع تنظيم «داعش» الإرهابي يشكل خطراً على المجتمع، وفقاً لرد الادعاء الذي جاء فـي ٣٦ صفحة.
وقال مكتب المدعي العام الفدرالي فـي ديترويت، الثلاثاء الماضي، ان خليل أبو ريان (٢١ عاماً)، وهو من سكان ديربورن هايتس، «يجب أن يبقى رهن الاحتجاز بسبب دعمه الظاهر لمنظمة إرهابية أجنبية، ورغبته التي عبر عنها باستمرار بالانخراط فـي عملية انتحارية، وافتتانه بالموت والقتل، ولا سيما قطع الرؤوس، وباستمراره فـي قضايا الصحة العقلية، وبحيازته أسلحة نارية، وتعاطي المخدرات وسلوكه العدواني المسبق» حسبما جاء فـي رد الادعاء على طلب محامي الدفاع.
ويواجه أبو ريان تهماً بالإدلاء بإفادة كاذبة للحصول على سلاح ناري وحيازة سلاح ناري بشكل غير قانوني، وهذه الاتهامات الجنائية تصل عقوبتها الى السجن لمدة ١٠ سنوات. ولكن حتى اليوم لم توجه له تهم تتعلق بالإرهاب، رغم خضوعه لرقابة لصيقة من مكتب التحقيقات الفدرالي منذ أيار (مايو) الماضي، من ضمنها التواصل مع عميلة سرية كانت تحضه على ارتكاب عمل إرهابي، من قبيل مهاجمة كنيسة فـي ديترويت والقيام بعملية استشهادية مستوحاة من تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال ممثلو الادعاء إن أبو ريان غير مؤهل للحصول على كفالة بسبب دعمه الظاهر لـ«داعش» وحيازة السلاح بشكل غير قانوني وتعاطي الماريوانا وحالته النفسية المريبة، وهي تصرفات سبقت تواصله مع عميلة مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) والتي بدأت فـي شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي، وكانت سبباً للبدء بمراقبته.
وكان محامي الدفاع، تود شانكر، قد تقدم بطلب لإطلاق سراح موكله بكفالة بانتظار سير المحاكمة، كما طالب شانكر المحكمة بالكشف عن جميع المراسلات التي تمت بين أبو ريان والعميلة السرية، بعد أن أظهر المحامي للمحكمة أن هناك مراسلات تؤكد محاولات المتهم كبح رغبات العميلة السرية التي حاولت إغواء موكله للقيام بعملية إرهابية دون جدوى.
المتهم أبو ريان، الذي ألقي القبض عليه فـي منزل والده، معتقل منذ ١٦ شباط (فبراير) الماضي بقرار من قاض فدرالي.
معلومات جديدة
وكشف الادعاء الفدرالي فـي رده يوم الثلاثاء الماضي، أن زوجة والد المتهم، التي تعيش معهما فـي المنزل، قالت للمحققين إن خالد سبق وأن أخبر معلمته فـي مدرسته الثانوية فـي ديربورن هايتس، بأنه حلم بأنه يحمل مسدساً ويطلق منه النار على جميع من فـي الصف.
وقال ممثلو الادعاء إن المعلمة أبلغت عن هذه الحادثة، وتم طرد ابو ريان من المدرسة. ووفقاً لزوجة والده كان على المتهم أن يخضع لإرشاد نفسي من قبل متخصص بعلم النفس قبل أن تتاح له العودة إلى المدرسة.
وأضاف الادعاء أنه فـي العام ٢٠١٣ تم استدعاء الشرطة الى منزل أبو ريان ردَّاً على شجار عنيف نشب بينه وبين شقيقه.
ووفقاً لتقرير الشرطة اعترف خالد بأنه كان المعتدي وألقي القبض عليه بتهمة العنف المنزلي. لكن القضية أهملت لأن شقيقه رفض التعاون مع الادعاء. وفـي ١٥ كانون الأول (ديسمبر) 2015، أورد الادعاء بأن أبو ريان تبادل رسائل نصية مع شقيقه، ذكر فـيها أنه يخوض مواجهة مع مجموعة من الشبان «الشيعة» فـي الصالة الرياضية التي يرتادها. فنصحه شقيقه بتجاهل الامر، غير أن أبو ريان ذكر فـي وقت لاحق أن المواجهة كادت أن تتطور وقال إنه حمل سكينه تحسباً من تدهور الأمور.
وكان شانكر قد أكد على أنه وفق خبراء علم النفس السريري يمكن تقييم أبو ريان بأن خطره منخفض جداً. «ولأن هيئة محلفـين كبرى ردت لائحة اتهام ضده من دون توجيه أي تهمة بالإرهاب، ينبغي إعادة النظر بالكفالة المالية».
وأردف شانكر «ان مكتب التحقيقات الفـدرالي استخدم تكتيكات غير اعتيادية لاستغلال أبو ريان خلال مراقبته من حزيران (مايو) 2015 إلى شباط (فبراير) 2016، بما فـي ذلك استخدام عميلة سريَّة ادعت على «تويتر» انها امرأة مسلمة سنية تبلغ من العمر ١٩عاماً وأنها مكتبئة وتراودها مشاعر انتحار، وأنها على استعداد للانخراط فـي عملية استشهادية».
تعاطف مع «داعش»
وفـي طلب قرار آخر، قال ممثلو الادعاء إن أحد أهداف تحقيقهم حول أبو ريان هو لتحديد نواياه، نظراً لأنه قام بتحميل فـيديوهات شنيعة لتنظيم «داعش»، ونشرها على حسابه الخاص على تويتر ثم أدلى بتعليقات إيجابية حول أشرطة الفـيديو تلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفـي شهر تموز (يوليو) 2015، شارك ابو ريان فـي تغريدات على «تويتر» مع مؤيد مناصر آخر «لداعش»
بعد ان غرد المناصر التغريدة التالية «(والله لم ابتسم ابداً فـي حياتي كما ابتسمت عند مشاهدة الفـيديو تحت عنوان «اقتلوهم حيثما ثقفتموهم»، فما كان من ابو ريان إلا أن قال «نفس الشعور هنا أخي».
ومضى أبو ريان فـي تغريداته مع شخص آخر بشأن هذا الفـيديو نفسه فذكر أن «هذه خامس مرة اشاهد فـيها الفـيديو»، وأعرب لشخص ثالث بأن «الفـيديو ربما كان أفضل الاشرطة على الإطلاق … لا توجد فـيه لحظة مملة واحدة».
وقد نما الى علم مكتب التحقيقات الفدرالي أن أبو ريان اشترى سلاحاً نارياً فـي ٣ تشرين الاول (أكتوبر)، وحصل عليه فـي الخامس من الشهر نفسه قبل أن يتم القاء القبض عليه من قبل الشرطة فـي ديترويت يوم ٧ تشرين الاول (أكتوبر) ووجهت إليه تهمة حمل سلاح بشكل غير شرعي وحيازة الماريوانا.
وقد تصاعد القلق بشأن نوايا المتهم عندما علم مكتب التحقيقات الفدرالي بأنه لم يمض وقت طويل قبل أن يفرج عنه من قبل شرطة ديترويت، وبعد أيام حاول المتهم شراء السلاح مجدداً، وحاول الحصول على ترخيص لحمله كما أنه ذهب إلى ميدان للرماية للتدريب على إطلاق النار من بندقية كلاشينكوف وأخرى هجومية من «آي آر ١٥ هجومية»، بسحب الشكوى الحكومية.
Leave a Reply