طارق عبدالواحد – «صدى الوطن»
زار وفد من قوى الأمن الداخلي اللبناني، منطقة ديترويت الأسبوع الماضي فـي إطار التعاون الأمني بين لبنان والولايات المتحدة.
رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي يقدم مفتاح المدينة للعميد الأيوبي وإلى جانبه رئيس شرطة ديربورن رونالد حداد ورئيس «المحكمة ١٩» القاضي سالم سلامة. |
وجاءت الزيارة الرسمية الى ديترويت بإشراف «المكتب الدولي لمكافحة المخدرات والعلاقات الشرطية» (آي أن أل) التابع لوزارة الخارجية الأميركية، والذي «يهدف إلى الحد من تهريب المخدرات الى الولايات المتحدة ومكافحة الجريمة الدولية التي تهدد أمن وسلامة أميركا والأميركيين، بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأميركية.
جانب من الحضور في صورة تذكارية.(اسماعيل جمعة) |
كما يعمل المكتب أيضاً على مساعدة الحكومات الأجنبية فـي بناء مؤسسات شرطة فعالة فـي مواجهة كافة أنواع الجرائم، بما فـيها جرائم غسيل الأموال و«جرائم الانترنت» والاتجار غير القانوني بالسلع والأشخاص والأسلحة والمخدرات وسرقات الملكية الفكرية وصيد الحيوانات المهددة بالانقراض، إضافة إلى محاربة الفساد من خلال مساعدة الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني على بناء علاقات شفافة تعتبر حجر الزاوية للنهوض بمجتمعات قوية ومستقرة وعادلة، بحسب الموقع الإلكتروني.
«صدى الوطن» تلتقي العميد الأيوبي (وسط) بحضور العقيد روني البيطار غانم (إلى اليمين).(صدى الوطن) |
وقد ضم الوفد اللبناني -برئاسة قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي- كلا من العقيد روني البيطار غانم، والعقيد إيلي أسمر والرائد بشير عبود والملازم الأول نظير الموسوي والملازم الأول ألسي الحاج والملازم جيفري النجار.
وشملت الزيارة مدن ديترويت وديربورن وساغينو، حيث التقى أعضاء الوفد بقادة شرطة ديترويت وزاروا مقرات الدائرة كما رافقوا عناصر الدوريات للاطلاع عن كثب على كيفـية تعاطي الشرطة مع السكان المحليين.
وعلى خلفـية الزيارة، التقت صحيفة «صدى الوطن» برئيس الوفد العميد الأيوبي الذي أفاد بأن العمل ببرنامج «مكافحة المخدرات على الصعيد الدولي» (آي أن أل) قد بدأ قبل ثلاث سنوات، فـي مخفر رأس بيروت، وتسعى السلطات الأمنية إلى تعميم التجربة على المخافر الأخرى، حيث ستنطلق الخطوة الثانية من منطقة الأشرفـية خلال ثلاثة أشهر.
وحول طبيعة البرنامج الذي تشرف عليه السفارة الأميركية فـي بيروت، أوضح الأيوبي أن العمل بهذا البرنامج يأتي فـي إطار التعاون بين الحكومتين اللبنانية والأميركية، خاصة لناحية تطوير العلاقة بين الشرطة والمجتمع وتدريب ضباط قوى الأمن الداخلي وتطوير قدراتهم ومهاراتهم فـي إدارة مسارح الجرائم، إضافة إلى تزويدهم بالأعتدة اللازمة والمتطورة.
دروس من ديترويت وديربورن
وأضاف بالقول: إن زيارتنا لمنطقة ديترويت كانت عظيمة الفائدة، حيث قمنا بزيارة دائرة شرطة ديترويت وتعرفنا على طريقة عمل الشرطة مع الفعاليات المدنية والمجتمعية، الأمر الذي يحد من انتشار الجريمة، حيث أننا بأمس الحاجة فـي بلداننا لبناء مثل هذه العلاقة مع الناس العاديين الذين لايزالون يعتبرون رجال الشرطة خصوماً لهم، وهذا يؤثر سلباً على عمل الشرطة ويعيقها إزاء القبض على المجرمين والمخالفـين للقانون.
وأشاد الأيوبي بروح التعاون التي أبداها قائد شرطة ديترويت جيمس كريغ عند لقائه الوفد اللبناني، وبأسلوبه فـي إدارة شرطة المدينة، وقال: «لقد حضرنا إحدى الاجتماعات التي التقى فـيها كريغ بطلاب إحدى المدارس واستمع فـيها إلى شكاواهم وهواجسهم وأجاب على أسئلتهم. وأضاف: «مثل هذه السياسات غير موجودة فـي أدبياتنا الأمنية بكل أسف، ولا بد لنا من إعادة النظر فـي علاقتنا مع المؤسسات المجتمعية والإنصات إلى مختلف شرائح المجتمع لكي نتعرف على ما يقلقهم وما يهمهم، وكيفـية تصورهم للحلول التي تتطلبها مشاكلهم». وأكد الأيوبي أن الشرطة اللبنانية، قد نجحت فـي استثمار البرنامج الأمني الأميركي، حيث تمكنت خلال الفترة الماضية من «تفكيك العلاقة العدائية بين الناس والفعاليات المجتمعية والاقتصادية من جهة، والشرطة من جهة أخرى»، واصفاً ما تحقق بأنه تصحيح للمسار حيث يفترض أن يكون «كل مواطن خفـيراً»، لأن الشرطة تعمل فـي نهاية الأمر من أجل توفـير الأمن والسلامة العامة للجميع، وبذلك يتحقق الشعار القائل «الشرطة فـي خدمة الشعب».
ماذا عن بيروت؟
وحول الوضع الأمني فـي العاصمة اللبنانية، أكد الأيوبي أن بيروت تعيش حالة أمنية أكثر من معقولة مقارنة بالمدن العربية الأخرى، خاصة فـي هذه الظروف التي تحتدم فـيها الصراعات السياسية والطائفـية، والتي بلا شك تمتد آثارها إلى لبنان.
وأضاف: «إذا ما أخذنا الظروف الموضوعية بعين الاعتبار، لاسيما لناحية الاكتظاظ السكاني الذي تعاني منه العاصمة، وبالرغم من انتشار السلاح على نطاق واسع بين الناس، ومع ذلك فإنها -بيروت- تعتبر مدينة أكثر أمنا مقارنة بكثير من المدن الأوروبية والأميركية».
وتابع: «إننا نقول ذلك، ولا نريد التنصل أو التعامي عن المشاكل التي تعاني منها المدينة، ولكن الحقيقة أن نسبة الجرائم ماتزال متدنية بالمقارنة مع المدن الغربية، كما أن جرائم أخرى، من نوع السطو على البنوك وغيرها، يكاد يكون معدوماً، وذلك على الرغم من الظروف الاقتصادية الضاغطة». ولفت الأيوبي إلى أن النزوح السوري قد أثر بشكل من الأشكال على الأوضاع الأمنية والاقتصادية، وهذا أمر لا يمكن إخفاءه، ولكنه فـي الوقت نفسه ليس غريباً عن المدينة التي استقبلت الكثير من النازحين الفلسطينيين والعراقيين، من دون أن يكون لذلك تأثيرات تفاقِم الأوضاع الأمنية وتؤدي إلى تدهورها.
فخورون بالجالية
وفـي نهاية اللقاء، عبّر الأيوبي عن فخره بالجاليات العربية فـي منطقة مترو ديترويت، والجالية اللبنانية على نحو خاص، التي أثبتت حضوراً ثقافـياً واقتصادياً وسياسياً ملحوظاً. وقال: «من خلال لقاءاتنا العديدة بالمسؤولين الأميركيين الذين أشادوا بالجالية اللبنانية وطاقات أبنائها الفكرية والاقتصادية، لمسنا الموقع الخاص لأبناء بلدنا الذين يحرزون النجاح فـي كل مكان يذهبون إليه». وكانت فعاليات لبنانية ورجال أعمال لبنانيون قد أقاموا حفلات تكريم للوفد اللبناني الأمني.
كما أقام رجل الأعمال عباس طليس حفل تكريم للوفد الأمني اللبناني فـي مطعم «حبيب» بديربورن، يوم الأحد الماضي، حضره حشد من فعاليات الجالية وقياداتها. وقدم -خلال الحفل- رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي مفتاح المدينة للعميد الأيوبي، كما قدم قائد شرطة ديربورن رونالد حداد شهادة تقدير للوفد ممثلا بقائد شرطة بيروت، وفـي المقابل قدم الأيوبي درعا تقديرية لكل من أورايلي وحداد.
وفـي هذا الإطار، ختم الأيوبي بالقول: «أتوجه بالشكر لأبناء الجالية اللبنانية الذين غمرونا بلطفهم وكرمهم وترحابهم».
Leave a Reply