سامر حجازي – «صدى الوطن»
أعلنت المدعي العام الفدرالي فـي شرق ميشيغن، باربرا ماكويد، يوم الخميس الماضي، عن بدء وكالة تابعة لوزارة العدل الأميركية بالتعاون مع شرطة ديربورن بإجراء مراجعة شاملة لسياسات دائرة شرطة ديربورن باستخدام القوة وإجراء تدريبات إضافـية لعناصرها واعتماد سياسات تجنيد جديدة بما يعكس التنوع السكاني للمجتمع المحلي.
رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي وقائد الشرطة رونالد حداد مع نوبل وراي من وزارة العدل الأميركية (متحدثاً) والمدعي العام الفدرالي في شرق ميشيغن باربرا ماكويد خلال المؤتمر الصحفي في مقر شرطة ديربورن. |
وجاءت تصريحات ماكويد خلال مؤتمر صحفـي عقد فـي مقر دائرة الشرطة بحضور رئيس بلدية ديربورن جاك أواريلي وقائد الشرطة رونالد حداد إضافة الى مسؤولين من وزارة العدل الأميركية، مؤكدة أن القرار «لا علاقة له» بمقتل رجل وامرأة من الأميركيين السود على يد عناصر من شرطة المدينة فـي حادثين منفصلين، مشيرة الى أن التحقيقات لازالت مستمرة فـي القضيتين.
وقالت ماكويد إن الخطوة جاءت بمبادرة «وقائية» من قائد شرطة المدينة عقب الحادثتين فـي محاولة منه لتفادي هذا النوع من المآسي.
وإضافة الى مقتل الضحيتين، تواجه شرطة ديربورن انتقادات حادة بسبب شحّ التمثيل العربي فـي قواتها، على الرغم من أن العرب الأميركيين يشكلون غالبية سكان المدينة.
وفـي هذا الإطار، سوف يتعاون «مكتب خدمات الشرطة الموجهة لخدمة المجتمع» (COPS)، وهي وكالة تابعة لوزارة العدل الأميركية، مع شرطة ديربورن -نزولاً عند طلب قيادتها على حد قول ماكويد- لتحقيق مهمة بناء وتطوير العلاقات بين الشرطة والمجتمع المحلي عبر تحديث التقنيات والسياسات المتبعة وتدريب عناصر الشرطة عليها.
ويعمل مكتب «كابس» مع العديد من دوائر الشرطة فـي أنحاء الولايات المتحدة، وقد ساهم منذ العام 1995 بميزانية تقدر بـ14 مليار دولار، من ضمنها تقديم منح لأكثر من 1300 دائرة شرطة على مستوى المدن والمقاطعات والولايات والقبائل، كما موّل توظيف أكثر من 127 ألف شرطي فـي أنحاء البلاد.
وكان مدير مكتب «كابس» نوبل وراي قد شارك فـي المؤتمر الصحفـي مشيراً الى أن التواصل بين شرطة ديربورن ومكتب «كابس» جاء بمبادرة من قائد شرطة ديربورن رونالد حداد الذي تلقت دائرته انتقادات لاذعة فـي أعقاب حادثي القتل اللتين أوديتا بحياة شخصين من أصول إفريقية من سكان مدينة ديترويت.
وقالت ماكويد: «حادثتا إطلاق نار خلال 33 يوماً، هذا أمر يبعث على القلق، لذلك قام (حداد) بطلب المساعدة من مكتب «كابس».
من ناحيته، لفت وراي إلى أن مكتب «كابس» يعمل حالياً مع العديد من دوائر الشرطة فـي مدن مثل مينيابوليس ونيوأورلينز وسان برناردينو وتامبا، وأكد أن المكتب سيقوم بتحسين أداء دائرة شرطة ديربورن فـي أربعة مجالات رئيسة، وهي: إجراء تحقيق مستقل فـي حالات استخدام القوة من قبل عناصر الشرطة، مراجعة وتطوير استراتيجيات التجنيد والتوظيف بما يعكس التنوع فـي المجتمعات، والتدريب على تجاوز التحيز اللاشعوري، وتقديم توصيات بشأن أفضل السياسات التي يمكن اتباعها وفق خطة الرئيس باراك أوباما لتطوير الشرطة فـي القرن الـ٢١.
وقال وراي «أعتقد أن هذا أفضل ما يمكن أن نقدمه لمدينة ديربورن.. إننا نثق بدائرة الشرطة وقائدها حداد وسوف نعقد شراكة كاملة معه لكي نتمكن من المضي قدماً».
وأضاف: إن «كابس» يوفر خبرات المختصين من جميع أنحاء البلاد وسوف تتم الاستفادة من المساعدات التقنية فـي إطار تنسيق الجهود والتعاون بين شرطة ديربورن ومكتب «كابس» الذي سيستمر حتى نهاية العام الجاري.
من جانبه، تطرق حداد إلى هواجس وقلق العرب الأميركيين من عدم توظيف الدائرة لأعداد كافـية من العناصر الذين يتحدثون اللغة العربية، إذ تضم الدائرة حاليا 16 شرطياً عربياً و14 شرطياً أسود من أصل 186 شرطياً ،بحسب حداد، وقال: «كلما عكست دائرة الشرطة التنوع العرقي للمدينة كلما كان ذلك أفضل.. إنني أؤمن بضرورة التنوع داخل دوائر الشرطة، وأعتقد أن هذا الأمر يؤثر على سلامة عناصر الشرطة وعلى ثقة المواطنين بهم».
من ناحيته، أشار حداد إلى التقرير الذي نشرته صحيفة «صدى الوطن» على موقعها الإلكتروني مطلع الأسبوع، والذي كشف استقالة عدد من عناصر الشرطة العرب من الدائرة وسط شكاوى من التمييز العنصري ضدهم، مؤكدا أنه لم يتلقَ أية شكاوى من العناصر السابقين، وقال: «مثل تلك الاتهامات.. لن أتسامح معها» فـي حال كانت صحيحة.
وعبر حداد أيضاً عن رفضه لبعض الأقوال التي تصف دائرة شرطة ديربورن بنقص الشفافـية، مؤكدا أنه قام بتطوير علاقات وثيقة مع المجتمع، على الرغم من الانتقادات اللاذعة التي تلقتها الدائرة خلال الشهور الأخيرة.
وقال: «إننا نواظب على اطلاع الناس وإعلامهم بالحوادث الرئيسية فـي مدينتنا، وإننا نتمتع بأفضل علاقات الثقة مع جميع السكان».
وكان كيفن ماثيو (٣٥ عاماً)، وجانيت ويلسون (٣١ عاماً) وهما من الأميركيين الأفارقة قد لقيا حتفهما برصاص شرطة ديربورن فـي حادثتين منفصلتين، مما أثار غضب جماعات الحقوق المدنية وسكان مدينة ديترويت. وأدى هذا الغضب لتنظيم تظاهرات فـي ديربورن ضد وحشية الشرطة وسط دعوات لمقاطعة المدينة اقتصادياً.
ومثلما لم يتم الكشف عن إسم الشرطي الذي قام بقتل ماثيو، الذي أعطي إجازة مدفوعة الأجر، كذلك لم يتم الكشف عن إسم الشرطي الذي قام بقتل ويلسون.
وكشفت المدعي العام فـي مقاطعة وين، كيم وورذي، لـ«صدى الوطن» أن مكتبها بصدد الانتهاء من التحقيقات فـي قضية مقتل ماثيو، فـيما تشرف شرطة ميشيغن على التحقيقات فـي حادثة مقتل ويلسون.
وجاء مقتل ويلسون برصاص شرطي بالقرب من مجمع «فـيرلاين مول» التجاري بعد حوالي شهر من مقتل الشاب الأسود كيفن ماثيو على أيدي شرطي من ديربورن قام بملاحقته قبل أن يرديه قتيلا على شارع ويتكومب فـي غرب ديترويت.ش
Leave a Reply