حسن خليفة – «صدى الوطن»
شهدت مدينة ديربورن خلال الأشهر الماضية ارتفاعاً ملحوظاً فـي وتيرة اقتحام وسرقة المنازل والمحلات التجارية، وسط ازدياد مخاوف السكان حول مستوى الأمن والأمان فـي المدينة، وهو ما دفع الشرطة لدعوة الأهالي الى تأمين ممتلكاتهم وإبقاء عيونهم مفتوحة لمراقبة أحيائهم بأنفسهم والاتصال بالشرطة عند ملاحظة أي تحركات مشبوهة فـي مناطقهم.
قائد شرطة المدينة، رونالد حداد، أكد لـ«صدى الوطن» أن ديربورن يتم استهدافها من قبل مجموعات من اللصوص التسلسليين، الذين عادة ما ينفذون مئات حوادث الخلع والسرقة، قبل أن يقعوا فـي قبضة رجال الشرطة، مشيراً الى «أن هؤلاء يستهدفون أيضاً المدن المجاورة».
وقال حداد «فـي النهاية، ننجح باعتقال أكثر من ٩٠ بالمئة منهم لكن بعد أن يرتكبوا الكثير من الجرائم».
فـي العام الماضي، تعرض ٢٤٠ منزلاً فـي ديربورن للسرقة، وفقاً لبيانات الشرطة. وفـي معظم الأحيان كان المجرمون يقتحمون المنازل عنوة. وفـي المجمل تعرض ما مجموعه ٤٠٠ عقار للسرقة فـي المدينة خلال العام ٢٠١٥.
جهد مشترك
وعن الجهود المبذولة لمنع وقوع جرائم السرقة أكد العريف فـي شرطة ديربورن دان بارتوك «ان السكان هم أكثر من يعرفون من ينتمي الى أحيائهم أم لا، وأضاف أن هذا هو السبب فـي قيام دائرة الشرطة بإعادة التأكيد على جهودها الرامية إلى بناء شراكات مع المجتمع المحلي وفـي تشجيع المواطنين على الإبلاغ عن أي مظهر يبدو غير مألوف فـي أحيائهم.
وردَّد حدَّاد كلام بارتوك بالقول «نحن نشجع الجيران فـي التعرف على بعضهم البعض واكتساب ثقة الآخر لأنه بهذه الطريقة، إذا رأى شخص ما سيارة شاحنة مركونة على درب بيت جاره عندما لا يكون جاره فـي المنزل، يمكن عندها أنْ يدفعه هذا للاشتباه».
واستدرك بارتوك انه للأسف فـي كثير من الأحيان «يشاهد السكان -خصوصاً العرب الأميركيون- نشاطاً مشبوهاً ولكن لا يبلغون عنه».
وتوجه بارتوك الى الجالية بالقول إن على السكان المحليين أن يدركوا أن اتصالهم بالشرطة لا يشكل أي إزعاج عندما يبلغونها بوجود نشاطات مشبوهة وأضاف «لا يمكن أن نخدم المجتمع إذا لم تكن لدينا شراكة وعلاقة قوية معه».
نشاط مشبوه
وفـي حين أن كل حي لديه تعريفاته الخاصة حول ما هو الطبيعي وما هو المشبوه، إلا أن هناك أساليب ملتوية يجمع معظم اللصوص على الأخذ بها.
وحدد حدَّاد «ان معظم اللصوص يسعون الى وسيلة دخول سهلة لسرقة النقود والأشياء الثمينة.
وفـي كثير من الأحيان، يعرف المجرمون ما تعرفه الشرطة فـيتمكنون من استهداف العديد من المنازل والسيارات لعدة أيام أو أشهر قبل أن يتم القبض عليهم».
وكشف حدَّاد عن أن المجرمين يحومون حول الأحياء والمدن، ولكنهم يستهدفون المناطق التي تتكاثر فـيها المنازل القريبة من بعضها البعض، لافتاً الى أن بعض المجرمين نهّازون ويوقومون باستهداف أناس يعرفونهم وينتظرون الوقت المناسب للاستيلاء على ممتلكاتهم.
وفـيما يلي بعض الأنشطة التي يمكن أن تصنف على أنها مشبوهة، وتنصح الشرطة السكان فـي حال رصدهم لها بإبلاغ الشرطة فوراً:
– السيارات التي تظهر وكأنها لا تنتمي الى الحي، وتبقى تدور حول الحي السكني وتسير ببطء فـي الشوارع وتقف أمام المنازل.
– أفراد أو مجموعات من الناس يمشون جيئةً وذهاباً ويجوبون شوارع الحي، أو يقودون الدراجات ويراقبون المداخل المنزلية مسترقين النظر إلى المرائب والأبواب.
– سماع تكسير وتهشيم زجاج.
– السيارات التي لا يبدو أن أصحابها ينتمون الى الحي أو يبدو أنها متوقفة أمام بيت معين.
– رؤية افراد وهم يدفعون آلات جز العشب أو يحملون أجهزة التلفزيون فـي الشارع ليلاً.
ومع اقتراب الطقس الحار يبدأ عمل اللصوص الاعتياديين المتنكرين فـي زي عمال صيانة أو تصليحات.
وحسب بارتوك فإن هؤلاء المحتالين يقومون بإقناع صاحب المنزل بأنه فـي حاجة إلى تصليح شيء ما حتى يتمكنوا من دخول المنزل وسرقة الأغراض الثمينة.
تدابير احترازية
يمكن للسكان اتخاذ تدابير احترازية للمساعدة فـي ردع اللصوص وضمان بقاء المنازل والأحياء سالمة.
والخطوة الأساسية هي تعارف الجيران تعارفاً وثيقاً مع بعضهم البعض والتواصل معاً عندما يغيب أحدهم عن بيته لفترات طويلة من الزمن. فالجيران سيكون أول من يشعر بوجود شخص غريب فـي المنزل المجاور.
وحث حدَّاد أصحاب المنازل على إغلاق أبواب بيوتهم والسيارات بإحكام، وابقاء إنارة كافـية لكل اطراف البيت من الخارج وتزويدها بإضاءة جيدة مع مصابيح ترصد الحركة، وتشغيل أنظمة الإنذار فـي البيوت.
واشار حدَّاد الى انه «كلما صعَّب المواطن حصول المجرم على الأشياء الخاصة به، كلما قل احتمال وقوعه ضحية»، وحذَّر المواطن من «القبول بدخول أي شخص لمنزلك بداعي تصليح أعطال، حتى ولو كان عامل شركة الكهرباء، عندما لا تتوقع قدوم المصلح أو لا تعلم بوجود عطل فـي منزلك».
وتابع «إذا ادعى شخص تمثيل شركة «دي تي إي» (DTE) مثلاً، أو شركات أخرى وظهر بشكل غير متوقع عند بابك، يجب على المواطن الاتصال بالشركة للتأكد من أنها أرسلت الشخص».
وحذرت الشرطة السكان من محاولة القبض على المجرم أو التحقيق بالجريمة بأنفسهم. ويمكن لأصحاب المنازل الطلب من دوريات الشرطة ان تشمل منازلهم بالمراقبة عندما يذهبون فـي عطلة. عندها سيقوم عناصر الدورية بتفقد المنزل مرة واحدة يومياً. وينصح بارتوك أفراد المجتمع المحلي بالإبلاغ السريع عندما يرون شيئاً غير اعتيادي يحدث وفـي غير محله ويشجع على التدفق الحر للمعلومات حول الجريمة فـي المدينة.
فقط من خلال شرطة نشطة، ودوريات مرئيّة جداً ومشاركة المواطنين الكبيرة يمكن عندها للشرطة والمواطنين العمل والتعاون بشكل فعال لحماية أحيائهم السكنية.
للإبلاغ بشكل مجهول عن أي نشاط مشبوه، يمكن الإتصال ببرنامج مراقبة الأحياء فـي شرطة ديربورن على الرقم ٣٠٣٠-٩٤٣-٣١٣. وفـي حالة الطوارئ، اتصل فوراً برقم الطوارىء ٩١١.
Leave a Reply